وهج السينما السورية يضيء عتمة عام 2015.. جوائز عربية وعالمية تؤكد مكانة وأثر هذا الفن العريق

السبت, 5 آذار 2016 الساعة 19:32 | ثقافة وفن, سينما

وهج السينما السورية يضيء عتمة عام 2015.. جوائز عربية وعالمية تؤكد مكانة وأثر هذا الفن العريق

جهينة نيوز:

أفلام روائية طويلة وعشرات الأفلام الوثائقية والقصيرة، تنافس فيها الهواة والمحترفون السوريون فيما بينهم، قبل الانطلاق بها نحو الفضاءين العربي والعالمي، سينمائيون شباب تعرفنا إليهم كوافدين إلى الفن السابع بأفلامهم التي دعمتها المؤسسة العامة للسينما بمنح مخصّصة لذلك، وسينمائيون كبار قاربوا الأزمة والحرب التي تشنّها قوى البغي والعدوان من زوايا مختلفة وضمن حكايات إنسانية تتوقف عند تداعيات وآثار هذه الحرب على المجتمع السوري.

وبين هذا وذاك يؤكد العام 2015 أنه كان شاهداً على عرض وولادة أهم الأفلام التي أنتجتها السينما السورية بقطاعيها العام والخاص خلال تاريخها الفني العريق، فكانت أفلام «رسائل الكرز» لسلاف فواخرجي، «بانتظار الخريف» لجود سعيد إضافة إلى «مطر حمص» و»رجل وثلاثة أيام» الذي بدأ تصويره مؤخراً، و»فانية وتتبدد» لنجدت أنزور، «أبناء الشمس» لباسل الخطيب، و»تحت سرة القمر» لغسان شميط، «الأب» لباسل الخطيب، و»أنا وأنت وأبي وأمي» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد. وتظاهرات موازية نذكر منها: «أفلام خارج السرب الهوليودي»، «الفيلم العربي»، «تحية لأصدقاء سورية الكبار.. روسيا الصين إيران»، و»ركن السينما العالمية».

 

جوائز وتكريمات

حصدت السينما السورية جوائز مهمة خلال 2015، وحققت حضوراً عربياً لافتاً في الجزائر ومصر أثناء مشاركتها في مهرجانات وهران، عنابة، قسنطينة، الإسكندرية والقاهرة الذي أنهى أربعة أعوام من المقاطعة للسينما السورية، حيث شارك فيلم «بانتظار الخريف» إخراج جود سعيد عن نص كتبه بالشراكة مع عبد اللطيف عبد الحميد وعلي وجيه في مسابقة «آفاق السينما العربية» بالمهرجان، وحصد جائزة أفضل فيلم عربي، رغم تعذّر حصول مخرجه على تأشيرة من السلطات المصرية لحضور العرض هناك.

في مهرجان الاسكندرية السينمائي الحادي والثلاثين، بدأ المخرج محمد عبد العزيز حصد أول جوائزه لهذا العام؛ جائزة لجنة التحكيم الخاصة في فئة المسابقة الكبرى لدول البحر الأبيض المتوسط عن فيلمه «الرابعة بتوقيت الفردوس»، كما حازت بطلة الفيلم الممثلة السورية نوار يوسف جائزة «فاتن حمامة» لأفضل ممثلة عن دورها. تلا ذلك، فوز عبد العزيز بذهبية أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «الكاميرا العربية» الرابع بمدينة روتردام- هولندا عن «المهاجران»، ومنح عن الفيلم ذاته درع التميز العربي في «مهرجان الفيلم العربي المتوج» الذي أقيم مؤخراً بالجزائر، ضمن فعاليات احتفالية «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015.

النجمة سلاف فواخرجي حصدت جائزتين دوليتين في 2015، عن أول تجاربها الإخراجية، فيلم «رسائل الكرز»، جائزة أحسن فيلم/ العمل الأوّل ضمن منافسات مسابقة الراحل نور الشريف للفيلم العربي في الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. كما فازت بجائزة الجمهور، ضمن منافسات المسابقة الرسميّة لمهرجان عنّابة للفيلم المتوسطي بالجزائر، واستأثرت بأضواء مهرجان «وهران» للفيلم العربي، حينما حلّت ضيفةً على المهرجان.

فيلم «العاشق» لـ عبد اللطيف عبد الحميد جال بعروض خاصة وجماهيرية في صالتي الكندي بدمشق وطرطوس، وعرض بعدها بمجمع سينما سيتي في دمشق، كما حصل عبد الحميد هذا العام على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لعام 2015 التي يمنح حاملها مبلغ مليون ليرة سوريّة وميدالية ذهبية مع براءتها.

الأفلام القصيرة.. وسينما الشباب

الأفلام السورية القصيرة كانت حاضرة في التكريمات والجوائز داخل سورية وخارجها، منها: فيلم «توتر عالي» نص سامر محمد إسماعيل وإخراج المهند كلثوم الذي حصل على جائزتين في مهرجان الربيع الدولي في قابس- تونس، لأفضل إخراج، وأفضل ممثلة لـ مي مرهج بطلة الفيلم.

وحلّ «طابة أمل» تأليف وإخراج ميار النوري، في المركز الأول كأفضل فيلم قصير في مبادرة السينما العالمية ضمن مهرجان كان- فرنسا 2015.

فيلم «روزنامة» إخراج نادين تحسين بيك تأليف رامي كوسا، حصل على جائزة «لجنة التحكيم الخاصّة» في مهرجان «أيّام المثنّى للفيلم العربي القصير» في العراق، كما فاز فيلم «ضجيج الذاكرة» لـ كوثر معراوي بجائزة أفضل إخراج في المهرجان ذاته. كذلك حصدت معراوي عن الفيلم ذاته الجائزة الثانية في مسابقة المخرجات العربيات من مهرجان بغداد السينمائي الدولي.

فيلم «ومضة» للمخرج الشاب عمرو علي فاز بجائزة «يوسف شاهين» التقديرية للأفلام القصيرة التي تمنحها سنويّاً شركة أفلام مصر العالمية مع منحة مالية (20 ألف جنيه مصري)، لمخرجي الأفلام التسجيلية الحاصلة على المركز الأول بقسم الإخراج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة.

وحصد فيلم «ابتسم فأنت تموت» إخراج وسيم السيد وتأليف علي وجيه جائزة «أفضل فيلم» في مهرجان بانغلور السينمائي الدولي للفيلم القصير في الهند. أما فيلم «الرجل الذي صنع فيلماً» إخراج أحمد إبراهيم أحمد، وسيناريو علي وجيه ففاز بجائزة جديدة، هي النمر العربي الذهبية لأفضل فيلم روائي قصير، في «ملتقى ظفار الثاني للفيلم العربي» في سلطنة عمان.

أما أفلام دعم سينما الشباب فحصلت على جوائزها خلال المهرجان الذي أقامته مؤسسة السينما نهاية العام، حيث ذهبت الجائزة الذهبية لفيلم «حبر الآن» إخراج المهند حيدر، الجائزة الفضية حصل عليها فيلم «روزنامة» تأليف رامي كوسا وإخراج نادين تحسين بيك الجائزة البرونزية لفيلم «ألتيكو» إخراج كندا يوسف، أما جائزة أفضل إخراج فقد فازت بها سندس برهوم عن فيلم «الحاجز»، أفضل سيناريو لفيلم «صدى» سيناريو واخراج كريستين شحود، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «مهملات» إخراج فاضل محيثاوي، كذلك حصل فيلم «سالي» إخراج زهرة البودي على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

المهرجان نفسه كرم كلاً من الفنانين: رفيق سبيعي، نادين خوري، فاديا خطاب، غسان شميط، جورج بشارة، منير جباوي، محمد علي ليلان.

فانية وتتبدد

ولعلّ فيلم «فانية وتتبدد» للمخرج نجدت أنزور الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما عن قصة للينا دياب وسيناريو ديالا كمال الدين، هو التعبير الأصدق عن وعي السينما السورية بطبيعة المعركة القادمة وسبل مواجهتها، ولاسيما أن التيارات التكفيرية التي فرختها «ممالك الرمال»، باتت تشكل تهديداً ليس للمنطقة وحسب بل وللعالم كله، توسعت معها دوائر الإرهاب والجرائم المنظمة في سورية والعراق وغيرها من البلدان، حيث تنشر جماعة «داعش» الفكر الظلامي وثقافة الموت والدم، محمولة على هجمات مسلحة تستهدف جميع من يخالفها، فضلاً عن قطع الرؤوس والحرق والإغراق والإعدامات الجماعية التي نفذها إرهابيو التنظيم التكفيري في قرى وبلدات ومدن سورية وعراقية.

تدور أحداث «فانية وتتبدّد» في بلدة سوريّة عانت ويلات سيطرة التنظيم الإرهابي عليها، وسط احتدام الصراع بينه وبين ما يسمى «جبهة النصرة»، ليفضح الجرائم البشعة التي ارتكبها إرهابيو التنظيمين ضد المدنيين الأبرياء، حيث يؤكد أنزور بالقول: «لن تروا في فيلم «فانية وتتبدّد» ما تشاهدونه من فظائع «داعش» على يوتيوب.. مهما حاولنا التقليد، لن نصل إلى تجسيد تلك الفظائع كما تبدو في الحقيقة».

 

أخيراً

إن ما أنجزته السينما السورية خلال عام 2015 وما عرضته من الأفلام يكاد يكون استثنائياً، قياساً إلى الأعوام السابقة، ونجزم أن العبء الذي تنكبّه المخرجون الشباب ومعهم كبار المخرجين، إنما تفرضه طبيعة المرحلة التي ينبغي معها حشد جميع الطاقات لمواجهة الإرهاب والفكر الظلامي التكفيري الوافد إلى بلادنا من ممالك النفط الموغلة في الخيانة والتآمر، ما يستلزم فضحها وكشف مرجعياتها الفكرية وإيديولوجيتها التدميرية.

 


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا