معارضة الرياض و«مفاتيح دمشق».. بقلم حسن سلامة

الأحد, 27 آذار 2016 الساعة 19:52 | مواقف واراء, زوايا

معارضة الرياض و«مفاتيح دمشق».. بقلم حسن سلامة

جهينة نيوز :

رغم نجاح المبعوث السوري الى سوريا ستيفان دي ميستورا في عقد الجولة الثانية من محادثات جنيف منذ حوالى الاسبوع بدفع من الروسي والاميركي، الا ان هذه الجولة لم تحقق نتائج فعلية على مستوى القضايا الاساسية التي يمكنها ان تؤسس لبداية مفاوضات اكثر عمقاً في الجولة المقبلة، وان كان حصل توافق على بعض العناوين العامة مثل التأكيد على وحدة سوريا ونظامها العلماني ورفض الفيدرالية او الكونفدرالية وما الى ذلك من تسميات يمكن ان تفتح الباب لاحقاً نحو تقسيم سوريا، بينما بند الانتقال السياسي يحمل تفسيرات متناقضة.

ولذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الاسباب والخلفيات التي ابقت المفاوضات تدور في الحلقة المفرغة، بما يتعلق بالقضايا الاساسية وخاصة ما له علاقة بالامور السياسية للمرحلة المقبلة؟

وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة على اجواء بعض ما دار في مفاوضات جنيف فان ما ادى الى استمرار المراوحة في هذه المفاوضات مرده الى ثلاثة امور كبرى هي:

ـ الامر الاول وهو ما يتعلق بالمسار السياسي اللاحق للدولة السورية، اي مسار ما بعد التسوية، فهذه المشكلة هي الاكثر تعقيداً من بين كل النقاط المختلف عليها، ومرد هذا التعقيد الى اصرار معارضة الرياض على وضع الاليات المطلوبة لما يسمى المرحلة الانتقالية، وما تطرحه من عناوين غير قابلة للصرف واهمها ان تتمتع الهيئة المكلفة قيادة المرحلة الانتقالية بكامل صلاحيات رئىس الدولة السورية، وبالتالي ان يكون الرئيس بشار الاسد «رئيس شرف» لا اكثر ولا اقل، ومثل هذا الطرح مرفوض بالكامل ليس فقط من جانب الحكومة والقيادة السورية، بل ايضاً من الجانب الروسي الذي يؤكد باستمرار ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يقرر مصيره ومصير مؤسساته عبر صناديق الاقتراع، وتؤكد المصادر ان معارضة الرياض تجاهلت في خلال المفاوضات مع المبعوث الدولي قرار مجلس الامن 2253 وما سبقه من مقررات فيينا التي تتحدث عن اقامة حكومة ووحدة وطنية.

وتضيف المصادر ان استمرار معارضة الرياض على هذا الموقف يعني افشال المفاوضات او على الاقل ابقاءها في حال المراوحة.

2ـ تجاوز هذه المعارضة للقرار 2253 الذي يعطي الاولية لمحاربة الارهاب وتصنيف التنظيمات المسلحة من هي ارهابية، حيث تلاحظ المصادر ان معارضة الرياض تتجنب حتى الآن تصنيف «جبهة النصرة» كمنظمة ارهابية على الرغم من ان مجلس الامن والدول الغربية صنفوها «ارهابية» وهذا التعامي على ارهاب النصرة يشير بوضوح الى ان المعارضة المذكورة ومن يدعمها في تركيا والرياض لا يزالون يراهنون على تنظيمات ارهابية في حربهم ضد الدولة السورية.

3ـ الدور التعطيلي الذي ما تزال تقوم به كل من تركيا والسعودية لافشال مفاوضات جنيف طالما انها لا تؤدي الى تحقيق الرهانات من حيث تقليص صلاحيات الرئيس الاسد في المرحلة الاولى وصولاً الى ما يسمى «ان لا دور للاسد في المرحلة الانتقالية».

لذلك، فالسؤال الاخر الى اين يمكن ان تبلغ مفاوضات جنيف في جولتها الثالثة المقررة منتصف الشهر المقبل؟

المصادر تجزم أن ما تطالب به معارضة الرياض هو نوع من الاوهام غير القابلة للتحقق، فهذه المعارضة ومعها الرياض وانقرة تسعى لتحقيق بالمفاوضات ما عجزوا عن تحقيقه بالارهاب والتدمير وهذا الرهان اصبح من الماضي بعد الانجازات الميدانية الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الاشهر الماضية. وتقول المصادر انه اذا كانت معارضة الرياض تعتقد ان مشاركتها بالمفاوضات ستتيح لها تسلم «مفاتيح دمشق» فهذا الاعتقاد من الاوهام المستحيلة، وبالتالي على هذه المعارضة ان تتواضع، حتى تدرك انها لا تمثل سوى فئة قليلة جداً من السوريين والذي اوجدها على طاولة المفاوضات هو الرافعة الغربية والتركية والسعودية وليس ما تمثل على أرض الواقع

لهذا تقول المصادر ان الاميركي اقر ببقاء الرئيس الاسد في موقعه، بما في ذلك خلال المرحلة الانتقالية، ليس متشجعاً كثيراً لما تطرحه معارضة الرياض، وحتى كثير من العواصم الغربية ليست بعيدة عن هذه النظرة، وعلى هذا الاساس تدعو المصادر الى ترقب مسار الاتصالات الديبلوماسية التي ستحصل قبل الجولة المقبلة ومنها اجتماعان اساسيان :

- الاول ما قد يكون جرى الاتفاق عليه في خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية قبل يومين الى موسكو ولقاءاته مع الرئيس الرسوي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، حيث تحدث كيري عن الانتقال السياسي وليس عن هيئة ذات صلاحيات كاملة.

الثاني: الزيارة التي سيقوم بها ملك السعودية منتصف الشهر المقبل الى موسكو، وما سينتج من لقائه مع الرئيس بوتين.

الا ان المصادر توضح انه بغض النظر عن نتائج هذه الاتصالات فان تمرير ما تطرحه معارضة الرياض حول المرحلة الانتقالية غير قابل للتحقق حتى لو بقيت السعودية على موقفها المعرقل، ولذلك فالمفاوضات امام احد احتمالين، اما حصول تقدم فعلي ينطلق من بقاء الرئيس الاسد في موقع الرئاسة وبالصلاحيات نفسها بانتظار ما ستنتهي اليه المفاوضات واما استمرار الدوران في الحلقة المفرغة، لكن يبدو بحسب معطيات المصادر ان الاميركي له مصلحة في تحقيق انجاز جدي على صعيد التسوية في سوريا لكي يستمر الرئيس الاميركي باراك اوباما في دعم مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية، وهو ما يعني ان واشنطن ستضطر الى ممارسة الضغوط على معارضة الرياض للتراجع عما يسمى «هيئة انتقالية ذات صلاحية عاملة» الى هيئة او حكومة بصلاحيات متواضعة تهيئ الاتفاقات حول مرحلة ما بعد التسوية على صعيد مسار المؤسسات في سوريا.

المصدر الديار


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا