أبكيتم حلب لكنها.. لم و لن تركع الإسم بقلم : ميشيل كلاغاصي

الجمعة, 29 نيسان 2016 الساعة 02:43 | منبر جهينة, منبر السياسة

أبكيتم حلب لكنها.. لم و لن تركع الإسم     بقلم : ميشيل كلاغاصي

جهينة نيوز:

ليعجب المرء و يُصدم لما شهدته مدينة حلب من فظائع و دماء و دمار و خراب و ماّسي و أحزان.. و يخال أن المغول والتتار , والفرس والرومان , والعرب والطليان , قد اجتمعوا في غفلة الزمان و فعلوا ما فعلوا في الحجر والإنسان .

لقد اجتمع طغاة العصر الحديث من أمريكان وعربان و أوروبيون وترك و شيشان وإندفع معهم وورائهم بعض أبناء جلدتنا … و دخلوا حلب من خلف تلالها و من تحت أبوابها , واستحكم ظلام قلوبهم وعاثوا فيها قتلا ً و ذبحا ً و تخريبا ً و سرقة ً …الخ.

فلم تسلم من شرهم البشر والبيوت والحارات و المدارس والمعامل والمصانع والمحلات و الدكاكين, حتى بيوت الله خرّبوها ولم يتركوا فيها حجراً على حجر.. 

كذلك استهدفوا حاراتها القديمة و نفائس أوابدها و اّثارها التاريخية التي تشهد على قدمها و حضاراتها , فخربوا بعضها و سرقوا البعض الاّخر وأخرجوه من البلاد مقابل حفنة من الدراهم والدولارات..فهل يعقل أن باب قلعة ٍ أو جدار مسجد أو كنيسة قد استفزّهم فخربّوه أو سرقوه ؟ .

لقد صمد الحلبيون وتحملوا ما تحملوا من خطف وقتل وأصبحت فيها قوافل الشهداء مشهدا ً يوميا ً ومع ذلك صمدوا ومازالوا يصمدون ويعرفون أنهم يدفعون أثمان الإنتصارات القادمة وحضارات الجدود والأسلاف.

لقد عانى الحلبيون كثيرا ً إذ حوصروا وقطعت عنهم الماء والكهرباء ومواد التموين والغاز والوقود وأمطروها بقذائف الحقد والكراهية فلم يعد فيها بيت لم يفجع بعزيز.

لقد أدخل الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبي وكتائب البعث شيئا ً من الطمأنينة , فإتسعت دائرة الأمن والأمان و خفت معاناتها , و تحسنت الخدمات بفضل اهتمام وجهود الحكومة السورية بهذه المدينة الصامدة والصابرة.. وعاد أهلها يعملون و يُبدعون و يستعيدون مكانتهم في كل ما برعوا فيه ,على الرغم من استمرار الأوضاع الصعبة , و استمرار قذائف الحقد والكراهية.. وهاهي تعود شيئا ً فشيئا ً تعود , صمودا ً ووفاءا ً لدماء الشهداء تعود , حصنا ً وسيفا ً حمدانيا ً وأسدا ً سوريا ً تعود.

يدرك السوريون والحلبيون تماما ً أهمية مدينة حلب على خارطة الحرب الكونية على سورية , كما يدرك الإرهابيين و مشغليهم ذلك , و أن حلب هي مفتاح النصر الكبير أو الإنهيار الكبير.. 

إن فشل الإرهابيون في جنيف و في المعارك الميدانية و السياسية,و بالمواجهات المباشرة مع أسود و بواسل سورية , جعلهم يصبون جام حقدهم و غضبهم على المدينة الاّمنة , واعتقدوا أن إرهاب المدنيين سيركع الشعب و الدولة ... بالتأكيد هم أغبياء, فتاريخ حلب يشهد أنها لم تعرف الهزيمة, ولم يعرف غاز ٍ أو محتل ٌ سبيلا ً لإركاعها, فمن أنتم يا حثالة البشر ووحوشه ؟ و من أنتم يا من تدعون المعارضة ؟ وويل ٌ لمعارضة تعثمنت و تأمركت و تفرنست و شربت بول البعير, فشتان ما بين الأسود والبعير.

يتمنى الحلبيون على قيادتهم السياسية أن تُسرع بالإعلان عن حسمها السياسي , وتعلن عدم قبولها متابعة مسار الحل السياسي قبل أن تَصدر و تُعلن لائحة التنظيمات الإرهابية , و ترفض أي أشكال اللقاء أو الحوار المباشر أو غير المباشر مع وفد الرياض الإرهابي , و أي وفد آخر يلوذ و يحتمي بالإرهاب .. فالإرهاب يُحارب ولا يُفاوض... سحقا ً للمعارضة بكل أشكالها .. فلا يوجد في سورية في وقت الحروب معارضون , و من نراهم تحت الأقنعة هم خونة بإمتياز .... ففي زمن الحروب هناك مدافعون فقط.. لا معارضون !!

لقد قال الأخطل الصغير يوما ً في حلب : نفيت عنك العلى و الظرف و الأدبا ... وإن خلقت لها, إن لم تزر حلبا ...

و ستبقى حلب الشهباء مدينة ً حيويّة ً ولطالما سعى أهلها وكانوا روادا ً منذ زمن بعيد في عديد المجالات الوطنية و الروحية و الثقافية والاجتماعية.. ويتابعون اليوم و يسجلون أروع ملاحم الصمود. 

هي حلب مدينة الحمدانيين ….. التي يتوق إلى لقياها كل من شاء أن يطّلع على الماضي المجيد و الحاضر المشرق و المستقبل الواعد , و أن يتذّوق لطف المعشر و نبل الأخلاق العربية الأصيلة .

هي حلب … مدينة اللحمة الوطنية و التي يعيش أهلها متحابين متاّخين متكاتفين في السرّاء و الضرّاء .

مدينة ٌ …توحدت فيها عبادة الله الواحد الأحد جل جلاله , و جمع بين أهلها الحبّ الأخوي الذي جعلهم يصيرون يداً واحدة في كل ما يعود عليها بالخير العميم.. و نذروا أنفسهم في تسخير طاقاتهم و مواهبهم البشرية في نواح لا حصر لها من أجل خدمة الوطن الغالي و رفع شأنه و من أجل تقدمه و ازدهاره.

وعلى الرغم من الأثمان الباهظة يثق أبنائها بالقيادة السياسية والعسكرية , ويعلمون مكانة حلب في قلب وعيون القائد الرمز سيادة الرئيس بشار الأسد , ويؤكدون إصرارهم وصمودهم خلف زناد البندقية السورية , و يدعون للدفاع عن مدينتهم وتطهير ترابها المقدس من رجس الإرهابين , و لقطع الأيادي التي تهدف إلى طمس معالمها الوطنية و الثقافية و التمسك بتراثها و قيمها الروحية و الأدبية لمحو أثر الطغيان و تذويبه في أتون الماديّة الملحدة.

و لا يتردد الحلبيون في ثقتهم بالنصر و عودة الهدوء و السلام لمدينتهم و لسورية الحبيبة , و ينشدون المزيد من الرفعة والسؤدد و لتبقى حلب رائدة ً مثلى في الشرق والغرب.

... حقا ً أبكيتم حلب …. لكنها لم و لن تركع .


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 نصر سوريا
    29/4/2016
    21:21
    تحية حب ونصر لأهالي حلب الصمود
    بكت حلب وأبكت ولكن مابعد الظلام إلا سطوع الشمس التي لاتحل إلا بعد الشهادة والصمود وسحق المجرمين المقنعين بالعدالة وكذبة الحرية ان شاء الله لن تركع حلب قلب سوريتنا النابض بسبب حثالة من المعاقين عقليا وأخلاقيا ووجدانيا وإنسانيا ..........

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا