نساء مبدعات.. باختراعاتهن غيّرن وجه العالم الحديث

الثلاثاء, 3 أيار 2016 الساعة 16:18 | مجتمع, أخبار المجتمع

نساء مبدعات.. باختراعاتهن غيّرن وجه العالم الحديث

جهينة- نسرين إسماعيل هاشم:

أثبتت المرأة عبر التاريخ دوراً كبيراً في التطور البشري والعلوم المختلفة، ولاسيما من خلال أبرز الاختراعات في العصر الحديث، وربما لا يعلم الكثيرون أن المرأة صاحبة أهم الاختراعات التي غيرت وجه العالم، انطلاقاً من برامج التكنولوجيا التي تكتسح السوق العالمية وصولاً إلى سترات الحماية من الرصاص التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي وقت، متحديات الصعوبات التي واجهتهن في البحث عن التميّز في بناء المجتمعات البشرية.

"جهينة" وفي اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في الثامن من هذا الشهر اختارت بعض الأسماء البارزة لنساء مخترعات عرف العالم كله قيمة إبداعاتهن.

بات نسميث غراهام

ولدت عام 1924 بمدينة دالاس في الولايات المتحدة.

فشلت في إتمام المرحلةِ الثّانوية، عملت على الآلةِ الكاتبة حيث توجهت للعملِ في مجال السّكرتاريّة، ثم ما لبثت حتّى أصبحت السكرتير التّنفيذي لرئيس سلسلةِ بنوكِ تكساس للائتمان، وكانَ ذلك بحلول عام 1950 وفي تلك الفترةِ الّتي خرجت فيها الآلةُ الطّابعة الكهربائيّة للنّور، فكانت تُضطّر هي وكلّ من يستخدمُ هذه الطّابعات إلى إعادةِ كتابة صفحاتٍ كاملةٍ مرّة أُخرى بسبب خطأٍ بسيطٍ جداً، حيثُ يَصعُب في تلك النّماذج من الآلات التصحيح بسبب تصميمها وخاماتها.

في أحدِ الأيام شاهدتْ بات عمّال البنك أثناءَ طلاءِ لوحةٍ إعلانيّةٍ على نافذة البنك، ولاحظت قيامَ العُمّال في حالةِ الخطأ بإضافةِ طبقةٍ جديدةٍ من الطّلاء للجزءِ الّذي يَحتوي على الخطأ لتغطيته، وتساءلت لماذا لا أطبّقُ نفسَ الفكرةِ في أخطاء الآلةِ الطّابعة؟ باستخدام خلّاط المنزل.

قامت غراهام بخلطِ الماءِ ببعض أنواع الطّلاء وبصبغة لنفس اللّون المُستخدم لديهم في المكتب ثمّ أخذت الخليط معها في اليوم التّالي إلى العمل وباستخدام فرشاة رسمٍ مائيّة، كانت قادرةً على إصلاح أخطاء الطّباعة لديها بكلّ سُهولةٍ وسرعةٍ.

بعد ذلك بفترةٍ وجيزة، بدأت زميلاتها في العمل يطلبن منها الوصفة السّحريّة لاستخدامها.

فصلت من عملها لقضائها الكثيرَ من الوقتِ في توزيع خلطتها السّحرية التي أطلقت عليها اسم "mistakeout" وفي عام 1956 أسست "بات" شركة "mistake out".

خلالَ الفترة الّتي قضتها في المنزل قامت بإدخال تعديلاتٍ على اختراعها وأطلقت عليه اسم Liquid Paper أو الورق السّائل وحصلت على براءة اختراعه عام 1958.

قدمت غراهام المنتج IBM، الذي رفض عرضه. باعت المنتج من منزلها لمدة 17 سنة. وبحلول عام 1968، كان المنتج مربحاً.

في عام 1979 تم بيع شركة ورقة السائل لمؤسسة جيليت العالمية بمبلغ 47.5 مليون دولار.

توفيت بات غراهام عام 1980.

-------------

ستيفاني كوليك

كيميائية أمريكية، اخترعت ألياف "كفلار"، التي تستخدم في صناعة السترات الواقية من الرصاص، وحصلت على 40 براءة اختراع في مجال صناعة الألياف.

ولدت ستيفاني كوليك في 31 حزيران عام 1923م، في نيو كينسنجتون بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، لأم لا تعمل، وأب يعمل في صناعة الصلب، ويهوى التاريخ الطبيعي، ومعه بدأ شغفها بالعلوم عندما كان يصحبها معه في رحلات لاستكشاف الغابات والحقول المحيطة بالمنزل، وجمع وتصنيف البذور وأوراق الأشجار والزهور البرية.

توفي والدها وهي في عمر العاشرة، فاضطرت الأم للعمل كحائكة ملابس، ومنها تعلمت ستيفاني حب الأقمشة والخيوط وتصميم الملابس.

عام 1946 اجتازت الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية "مرجريت موريسون" للبنات وتخرجت بدرجة بكالوريوس في الكيمياء.

كانت ستيفاني تتمنى دراسة الطب لكنها لم تكن تمتلك المال اللازم لذلك، فبدأت البحث عن وظيفة، وبعد مقابلة مع مدير الأبحاث بشركة "دوبون" للكيماويات صارت باحثة في مختبر أبحاث الشركة في "بوفالو" بنيويورك.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخوفاً من فقدان وظيفتها ومصدر دخلها الوحيد عملت بمنتهى الجد والالتزام، وفي هذه الظروف الضاغطة والغريبة اكتشفت روعة البحث العلمي فنسيت الطب وامتهنت الكيمياء مدى حياتها.

عام 1950 افتتحت الشركة مختبر الأبحاث المتقدمة، في "ويلمنجتون" بولاية "ديلاوير"، انتقلت إلى هناك لتشارك مع "هيلكارش" مدير المختبر، في ابتكار مواد اصطناعية جديدة.

في الثانية والأربعين من عمرها كلفتها الشركة بالبحث عن جيل ثان من الألياف يمكن استخدامها بدلاً من الصلب في صناعة إطارات السيارات.

حضرت ستيفاني مركبات كيماوية أروماتية وسيطة ذات أوزان جزيئية كبيرة، ثم أذابت هذه المركبات في مذيبات معينة، لتكوين محاليل بلورات صلبة، وكانت النواتج عكرة وتشبه زبدة اللبن في مظهرها.

كانت النتيجة مفاجأة للجميع: ألياف خفيفة جداً، نصف كثافة الألياف الزجاجية، وقاسية جداً، أقسى من الصلب بخمس مرات، ومقاومة للتآكل والصدأ والنار. واكتشفت ستيفاني أن جزئيات هذه المواد -في ظل شروط معينة- شبيهة البنية بالقضبان تصطف موازية لبعضها البعض بحيث إذا تم نسجها معا فإنها تكون مواد ليفية متبلرة مرنة وعالية القوة والقساوة.

 

في عام 1966م، تم تسجيل براءة اختراع هذه الألياف الاصطناعية، التي أطلقت الشركة عليها اسم "كفلار"، ليبدأ تسويقها منذ عام 1970م، حيث استخدمت في صناعة إطارات السيارات والدراجات الهوائية.

ابتكرت ستيفاني نوعاً ثانياً هو "كفلار-29" غير قابل للاشتعال، ومقاوم للحرارة المرتفعة، ويحمي من القنابل الحارقة وقنابل المولوتوف، واستخدم في صناعة السترات الواقية من الرصاص والدروع الخفيفة، واستخدمته الولايات المتحدة في صناعة "سيارات برادلي" المصفحة لحمايتها من قذائف آر.بي.جيه. ثم ابتكرت نوعاً ثالثاً، "كفلار-49"، خفيف الوزن استخدم في صناعة الطائرات والقوارب والمراكب الشراعية وهياكل السفن ومركبات الفضاء والطائرات المقاتلة.

اتسعت استخدامات "كفلار"، لتشمل دواسات الفرامل، بديلاً عن الاسبستوس، وفي حماية كوابل الألياف البصرية، والجسور المعلقة، وخوذات الأمان، ومعدات التخييم، والملابس والأدوات الرياضية، كمضارب التنس والقفازات.

أدرج اسم ستيفاني كرابع امرأة، ضمن قائمة أشهر المخترعين الأمريكيين، وتم تكريمها بالميدالية الوطنية للتكنولوجيا، وميدالية "بيركن" من جمعية الكيمياء الصناعية، ثم "جائزة كيلبي" المرموقة، وتقديراً لمسيرتها الرائدة، وتشجيعها للمبدعين من الجيل المقبل منحها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في عام 1999م، جائزة "ليملسون" للإنجاز مدى الحياة.

توفيت ستيفاني عام 2014 عن عمر ناهز 90 عاماً، وفي يوم وفاتها، أعلنت الشركة أنها باعت السترة الواقية من الرصاص، رقم مليون والمصنوعة من ألياف كفلار.

-------------

أدا لوفلايس

ولدت عام 1815 في انجلترا وهي الابنة الوحيدة للشاعر الانجليزي لورد بايرون.

وهي أوّل مُبرمجةٍ عرفها العالم، فهي الّتي ابتكرت نظام الأرقام الثّنائية (نظام أرقام يستخدم الصفر والواحد فقط) وهو النّظام الّذي تَعتمد عليه كافّة الأجهزة الرّقميّة وأنظمة الاتّصالات السّلكيّة واللّاسلكيّة.

في الرابع عشر من عمرها عام 1829، بدأت تلقّي العلم على يد عالم الرّياضيات الشّهير Augustus De Morgan.

تزوجت في الـ19 من عمرها، وأنجبت ثلاثة أطفال. بعدها عملت كمساعدةٍ لعالم الرّياضيّات والمخترع Charles Babbage أثناء تطوير حاسبٍ آليّ ميكانيكيّ يُمكنه إجراء مجموعةٍ من العمليّات الرّياضيّة باستخدام الكروت المُثّقبة punched cards وهي وسيلةُ إدخالِ المعلومات الوحيدة المعروفة آنذاك.

حاول Charles Babbage جاهداً أن يستخدم نظام الأرقام العشريّ التقليديّ مع جهازه ولكن رأت أدا لوفلايس أنّه من الأسهل تمثيل الأرقام العشرية بسلسلةٍ من الأصفار والآحادِ وكانت تلك لحظة ميلاد النّظام الثّنائيّ الّذي يُعتمد عليه تقريباً في كل ما يَندرج تحت مسمّى "تكنولوجيا".

أصيبت بمرض سرطان الرحم وتوفيت في سن الـ 36 عام 1852.

هيدي لامار

ولدت لامار في مدينة فيينا في النمسا عام 1914 وكانت الابنة الوحيدة لوالدها الذي كان يعمل مدير بنك وأم تعمل كعازفة بيانو.

في أواخر العشرينات من القرن الماضي اكتشف المنتج ماكس راينهارت موهبة لامار في التمثيل وقدمها للجمهور في برلين.

بعد أن تدربت على التمثيل المسرحي، عادت إلى فيينا حيث بدأت العمل في صناعة السينما، وفي عام 1933 قدمت فيلم "النشوة" الذي تم تصويره في براج في تشيكوسلوفاكيا وأثار الفيلم جدلاً كبيراً وحققت هيدي لامار شهرة كبيرة.

انتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة وشاركت في العديد من الأفلام منها سلسلة من أفلام المغامرات مثل فيلم الجزائر Algiers وفيلم White Cargo وكان أكبر نجاح لها في فيلم شمشون ودليلة عام 1949.

شاركت لامار في 35 فيلماً آخرها عام 1958، بعدها شعرت بالملل من عملها في السينما.

تحولت لامار للعمل كمخترعة ساهمت في تطوير تقنيات يتم استخدامها في العديد من الأجهزة الإلكترونية الآن بما فيها الهواتف الذكية،

كانت لامار مهتمة بمساعدة الحلفاء عسكرياً خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان لديها بعض المعلومات الأساسية عن المعدات العسكرية ومع صديقها الملحن George Antheil قامت اعتماداً على كيفية عمل البيانو باختراع تقنية تمنع الغواصات الألمانية من التشويش على الاتصالات اللاسلكية للحلفاء.

تستخدم براءة الاختراع الخاصة بهذه التقنية التي تعرف باسم frequency hopping على نطاق واسع الآن في العديد من التقنيات مثل تقنية واي فاي وتقنية بلوتوث ونظام تحديد المواقع GPS بالإضافة إلى الاتصالات الخلوية– شبكات الهاتف المحمول، وتقنية frequency hopping هي طريقة لإرسال إشارات الراديو أو الإشارات اللاسلكية مع تغيير تردد الإشارة الناقلة بنمط محدد معروف لكل من المرسل والمستقبل.

توفيت عام 2000 في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.

احتفلت شركة غوغل العام الفائت بالذكرى الـ101 لميلاد هيدي لامار وذلك من خلال تغيير شعارها الرئيسي في نطاقها الأساسي المخصص للبحث على الإنترنت Google.com إلى شعار يحمل رسماً جديداً لشعار الشركة يتوسطه صورة لامار عند الضغط عليه يتم تشغيل مقطع فيديو قصير يحكي قصة لامار من خلال الرسوم التوضيحية.

 


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا