توجيهات الرئيس بشار الأسد تنهي الجدل والوعود المستمرة حول إعادة بناء مشفى جبلة

الخميس, 26 أيار 2016 الساعة 20:41 | شؤون محلية, أخبار محلية

توجيهات الرئيس بشار الأسد تنهي الجدل والوعود المستمرة حول إعادة بناء مشفى جبلة

جهينة نيوز - عاطف عفيف:

أخيراً.... توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بالإسراع بإعادة بناء مشفى جبلة تضع حداً للجدل الدائر والوعود المستمرة من وزراء الصحة والمسؤولين بمحافظة اللاذقية  حول إعادة بناء المشفى الوطني بجبلة منذ عام 2010 .

فلقد أقر مجلس الوزراء بجلسته الأخيرة وبناء على توجيهات السيد الرئيس رصد مبلغ وقدره 500 مليون ل.س للإقلاع بالبناء ، و تضمن القرار إعادة تأهيل البناء المتضرر وبناء تجمع جديد آخر للمشفى حيث تم تخصيص مبلغ 350 مليون لتأمين التمويل اللازم للإقلاع المباشر.

                                   كان الأمل

كان الأمل أن يعاد بناء مشفى جبلة الوطني خلال أقل من سنتين بعد هدمه منذ  أكثر من خمس سنوات لكن هكذا هي الحال "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "، وتحول مبنى الجراحات - وهو الكتلة الأخيرة بالمشفى والذي تم تدشينه عام 2008-  بإمكانياته المحدودة ليحل محل المشفى بأكمله، يؤدي العمل بإمكانيات ضعيفة وأكبر من طاقته بكثير، يقدم الخدمات الطبية  لما يقارب من مليوني  شخص من أهالي مدينة جبلة وريفها مع  المهجرين والنازحين  من المحافظات الأخرى.

وكانت وزارة الصحة في  عام 2010  قد وقعت  مع جمعية البستان الخيرية عقداً تقوم بموجبه الجمعية ببناء مشفى جديد مع كافة تجهيزاته وعلى المفتاح ،على أن يقام المشفى الجديد مكان الكتل القديمة بعد هدمها، وفي حينها وأثناء وضع حجر الأساس قال وزير الصحة الدكتور رضا سعيد بأن هذه الاتفاق هو ثمرة مبدأ التشاركية بين القطاع العام والخاص والعمل مع الجمعيات الأهلية ، وبناء عليه وضع حجر الأساس للبناء في 14/11/2010.

                                 وكان من المفترض

وكان من المفترض أن يقام المشفى الجديد على أرض مساحتها 20 ألف م2،بمساحة كلية للبناء 13 ألف م2 موزعة على 12 قسم بطاقة استيعابية بـ210 أسرة ،ويشغل 120 طبيباً ، و458 ممرضاً وممرضة ، و333 عامل في الكادر الإداري، ومدة التنفيذ 24 شهراً وتتضمن إزالة الكتل القديمة وإعادة بناء المشفى الجديد.

تم الهدم منذ ما يقارب ست سنوات  وبقي مبنى الجراحات بالميدان بمواجهة الأعباء الطبية المتزايدة واستقبال  المرضى من جبلة وريفها يضاف إليهم المهجرون والنازحون  من المحافظات الأخرى ، بطاقة 60 سريراً  في حين كان المشفى القديم  يعمل بطاقة 210 أسرة.

                            أين الأجهزة المختصة ..؟

وهنا تساءل الكثيرون مخاطبين الجهات المعنية ،إذا كانت الأمور غير جاهزة مئة بالمئة ، وإذا كانت خطواتكم غير محسوبة ، لماذا تسرعتم في هدم البناء القديم، فهدم المشفى  أتى في أحلك الظروف ومدينة جبلة لا بل المحافظة بأمس الحاجة له في ظل الأزمة التي تعيشها سورية ،حيث تضاعف الطلب على الخدمات الطبية  .

وعند زيارة أي وزير صحة إلى محافظة اللاذقية خلال الفترة السابقة كان السؤال يتكرر من الإعلاميين وأعضاء مجلس المحافظة ، إلى متى الانتظار بشأن مشفى جبلة ، وكان الجواب دائماً يأتي بأن هناك إشكالية بالدراسة والموضوع قيد المعالجة ...وبقيت هذه المعالجة تتقاذفها الوعود وتتلاطمها  أمواج التأخير.

وهنا يطرح السؤال نفسه هل تحتاج هكذا أمور لتدخل السيد الرئيس لحلها ، فهناك أجهزة مختصة من المفترض أنها تقوم بواجبها وهي بيدها القرار لحل تلك المواضيع...؟

 وهنا تجدر الإشارة بأن جمعية البستان قدمت جميع المخططات والدراسات الخاصة ببناء المشفى بتفاصيل التفاصيل على الجهات المعنية حتى تمت الموافقة على الهدم وإعادة البناء ، ما يضع العقل بالكف كما يصفه البعض أين كانت الجهات المعنية، هل كانت تنام في العسل، عندما قدمت المخططات لم  تكتشف أن هناك خللاً بالدراسة إلا "بعد أن وقع الفأس بالرأس وتم الهدم"......؟

ويرى آخرون بأنه كان من المفترض عدم هدم البناء القديم وتركه يقدم الخدمات وخاصة في ظل هذه الأزمة، والبحث عن مكان آخر لبناء مشفى جديد لأن المنطقة بأمس الحاجة لأكثر من مشفى...!!!!!

                                 بعد التفجير...      

في اليوم الثاني للتفجير الإرهابي الذي حدث في قسم الإسعاف،حيث قام إرهابي بتفجير نفسه بحزام ناسف أثناء قيام الكادر الطبي بإسعاف الجرحى والمصابين من التفجيرات الإرهابية الأخرى التي ضربت المدينة،"جهينة" قامت بزيارة إلى الموقع وكان آثار الدماء والتخريب في الطابق الأول ما زالت شاهداً على همجية ووحشية وقذارة المنظمات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها والمتعطشة لسفك المزيد من الدم السوري،عند وصولنا للمكان كان هناك  فريق من مديرية الصحة يقوم بتقدير الأضرار وفريق آخر يقوم بتعقيم كل الأماكن التي طالها الانفجار خوفاً من انتشار الجراثيم الممرضة ببقية أقسام المشفى نتيجة تطاير الأشلاء في كل مكان.

وقال رئيس دائرة المشافي بمديرية الصحة باللاذقية الدكتور صفوان عابدين بأن الفريق يقوم بمهامه كخطوة أولية لإعادة تأهيل المشفى وهناك توجيهات بأن لا تبقى جبلة بدون مشفى أكثر من 48 ساعة، ولقد قمنا على الفور بتجهيز المركز الصحي الأول في مركز مدينة جبلة ليكون بديلاً مؤقتاً يقدم الخدمات الطبية اللازمة للمواطين ريثما يتم إعادة تأهيل المشفى.  

                                  الأمل يتجدد

وأشار بعض  العاملين بأن المشفى والكادر الطبي الموجود فيه كان يقوم بأكثر من إمكانياته حتى أنه في كثير من الأحيان  كان الأطباء خلال الفترة السابقة يقومون  بمعانية المرضى في الممرات بسبب ضيق المكان وعدم وجود أسرة وغرف كافية لمراجعة المرضى.

و أكد الدكتور قصي الخليل مدير المشفى  بأن الخدمات التي يقدمها هي  أكبر من إمكانياته  بكثير فالمشفى يعمل بالإمكانيات الموجودة بطاقة ربع مشفى فقط  ،مشيراً أن  عدد المراجعين للمشفى شهرياً بشكل وسطي يبلغ حوالي 12 ألف ،والعيادات حوالي 12 ألف أيضاً، والفحوص المخبرية تفوق 30 ألف تحليل، والصور الشعاعية تفوق 3000 رغم وجود جهاز إيكو واحد فقط لكل أقسام المشفى ، وعدد العمليات الجراحية تصل إلى حوالي 300 عملية.

وأشار بعض العاملين في المشفى بأن هناك معاناة كبيرة بموضوع الإسعاف حيث لا يوجد لدى المشفى  سوى سيارتي إسعاف واحدة مجهزة بكافة التجهيزات الإسعافية اللازمة بينما السيارة الثانية هي عبارة فقط عن سيارة تشبه السرفيس غير مجهزة بأي تجهيزات وهاتين السيارتين ليستا تابعتين للمشفى بل لمنظومة الإسعاف باللاذقية، وهذا الافتقار لسيارات الإسعاف كان له أثر سلبي كبير على عمل المشفى بشكل وبشكل خاص  في عملية نقل الجرحى  في التفجيرات الأخيرة وتم الإستعانة بسيارات الإسعاف باللاذقية والمناطق الأخرى لسد النقص، وأضطر الكثيرون لنقل الجرحى والمصابين  والشهداء بسيارات عادية .

العديد من العاملين في المشفى وكذلك العديد من المواطنين أكدوا أن الكثير من الأطباء وفريق التمريض يريدون العمل ولا يتوانوا لحظة عن تأدية واجبهم ، ويعملون بأقصى طاقتهم ،لكن هذه الجهود تبقى ضائعة ولا تظهر بالشكل المطلوب بسبب ضعف الإمكانيات التي يعاني منها المشفى،لكن بعد مكرمة السيد الرئيس وتوجيهاته بإعادة بناء مشفى جديد المشهد سيتغير و الأمل بغد مشرق أفضل سيتجدد.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا