«نصّ يوم»... دراما الـDelivery .. بقلم: جوزف طوق

السبت, 18 حزيران 2016 الساعة 16:15 | مواقف واراء, زوايا

 «نصّ يوم»... دراما الـDelivery .. بقلم: جوزف طوق

جهينة نيوز:

بالإذن من الأم الوالدة، بس ليك عمّو... إذا إنت عزمتني على العشا وصرت تتباهى قدامي إنو أمك محضّرا كلّ الأطباق الشهية، وصرت تتمنالي «بون ابيتي» وتتفاخر أديش الماما شاطرة بالطبخ، وإذ بكتشف صوب الساعة 11 وربع إنو حضرتك طالبن ديليفيري، وجايب بضَهرن غاتو من الباتيسري صرلك كلّ السهرة بتخبّرني أديش عزّبكن حتى يرفّخ... خِدنا بحلمك يا زلمِه، إنو لو الماما حضرتلها شي فيديو على يوتيوب أو قريتلا روسيت على «فود.كوم» كان فينا نقول إنّا اقتبست العشا، بس هيك حبيبي إنتو اسمكن سارقينو وبَلَفتو حاسّة ذوقنا.

ميرسي عالعشا يلي ذكّرني بمسلسل «نصّ يوم» الذي يُعرض خلال شهر رمضان الحالي، والذي يمكن اعتباره حلقة من سلسلة أعمال رمضانية ابتدأت مع «لَو» و«تشيللو» والتي لم يتغيّر فيها شيء جذري كفيل بتغيير نكهة عرض الأزياء الدرامية المرتكزة كثيراً على الشكل وتستَهتر بالمضمون.

يسمحولنا البنات المشدوقات بتيم حسن والشباب الغارقين بحب نادين نجيم، لكن عندما لا يغيّر الممثل من قصّة شعره وطريقة حلاقة لحيته ولون ثيابه الداكن على مدى عدّة مواسم رمضانية، وعندما تُبقي الممثلة على لون شعرها وقصته وتعاود ارتداء نفس ستايل الثياب في أكثر من مسلسل، نفهم تلقائياً وعلى رغم ضعف مستوى الـIQ عندنا، أنّ هناك تركيزاً على الشكل أولاً وعلى التمثيل ثانياً أو يمكن أخيراً.

دخيل منظرو وشكلو أنا، ودخيل شواربو وموديلو... لكن لماذا يجب أن يلعب تيم حسن دائماً دور الرجل الميسور، هل ليرتدي نوعاً معيّناً من الملابس والأزياء التي تزيد من جاذبيته وترفع معها عدد النساء المتابعات للعمل، أو لأنه غير قادر على تأدية دور فلّاح أو شوفير سرفيس معتّر... ودخيل جمالا نادين، لكن لماذا عليها أن تكون دائماً من مركز اجتماعي معيّن يسمح لها بارتداء الجلد وغير الجلد والسكربينات والاكسسوار الذي يزيد من حماس الشباب على متابعة الاعمال، أو أنّ دور خادمة لا يبرز قدراتها التمثيلية.

لا شكّ في أنّ تيم ونادين سكسي ومكتّرين، ولكنهما ينظلمان في هذه السلسلة الدرامية ويستحقان أدواراً أكثر تأثيراً تسمح بإطلاق العنان لقدراتهما التمثيلية.

المخرج سامر البرقاوي أغرقهما في «دراما البورتريه» المبنية من أولها إلى آخرها حلقة على اللقطات السكسي والكادرات القريبة على الوجه، والمظاهر المخملية لشدّ المشاهد.

وبعدين، من يضع قوانين الاقتباس وحدوده، وكيف يمكن التفريق بين قصّة مقتبسة وعمل منتوش من عدّة أعمال أجنبية، وكيف يمكن للمخرج أو أي شخص مسؤول في هذا العمل أن يفسّر نسخ بوستر فيلم «Face Off» لخلق بوستر «نصّ يوم»، أو نقل مشاهد كما هي من فيلم «Focus»، وتصوير بداية المسلسل بشيء مأخوذ من مسلسل «True Detective» وفيديوكليب أغنية «Style» لتايلور سويفت، وغيرها الكثير من الويلات.

يعني مع هذا الكمّ من النسخ الموصوف، يتكوّن لدى المتابع إحساس أنّ المخرج وفريق العمل يمضون وقتاً على «يوتيوب» أكثر من مواقع التصوير أو استديوهات المونتاج.

ولست واثقاً إذا كانوا يفكّرون في الترشّح الى جائزة أفضل عمل مقتبس، ولكنهم لن يجدوا شيئاً إسمه جائزة أفضل عمل منسوخ. إنّ المخرجين في كلّ أنحاء العالم يقتبسون أعمالهم عن رواية ونادراً ما يقتبسون عن فيلم أو مسلسل، لكن عندنا يصرّون على سرقة ونسخ كلّ ما يمرّ أمام الكاميرات في أميركا وأوروبا، ومن ثمّ يتوقحنون لإقناعك أنّ عملهم مقتبس...

لا شكّ انّ البرقاوي خسر كثيراً من مصداقيته الفنيّة مع هذا الكمّ من التفاصيل والمشاهد المنسوخة عن أعمال أجنبية، الأمر الذي قد يدفع البعض إلى التوغّل أكثر في العمل لاكتشاف المزيد من التجاوزات... لربما كلّ شيء آخر منسوخ أيضاً، لا أحد يعلم، فمن يسرق لقطة يسرق مشهداً وربما عملاً كاملاً.

آلو، بدي عزّبك واحد مسلسل رمضاني من عندك، سكسي زيادة وبلا تعتير... موريكس دور عَ جنب.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 الساموراي الأخير
    22/6/2016
    13:44
    نص يوم
    أنا ,بصراحه, رأيت بالصدفة حلقة واحدة من هذا المسلسل و لم أستطع هضمه و شعرت أنه غريب عني. و لم أفهم لماذا كان ذلك حتى قرأت هذا التحليل المفيد أعلاه.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا