لأفق مختلف..الرياضة.. وجه آخر للإنسان.. بقلم: غسان شمة

الثلاثاء, 21 حزيران 2016 الساعة 18:49 | مواقف واراء, زوايا

لأفق مختلف..الرياضة.. وجه آخر للإنسان.. بقلم: غسان شمة

جهينة نيوز:

تسعى المجتمعات المتقدمة باستمرار إلى دفع عجلات مركبتها، الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية، بشكل متوازن ومتساوٍ إلى أقصى الحدود، ولذلك نادراً ما نرى فوارق كبيرة بين تلك الأجنحة التي تضمن تقدماً في مختلف مجالات الحياة والمجتمع.

ولعل الرياضة واحدة من أكثر المجالات إثارة للجدل على الصعيد الفكري والاجتماعي ، نظراً للتباين الشديد- أحياناً- في تقدير دور الرياضة وأهميته, فالبعض يرى فيه مجرد ترفيه بالدرجة الأولى، في حين يؤكد البعض – ويشدّد – على الدور البارز، لمختلف أنواع الرياضة، في تنشئة الإنسان جسدياً وروحياً.

وها هي اليونيسف تؤكد على أن " الرياضة واللعب حقان من حقوق الطفل " كما جاء في المادة 31من اتفاقية حقوق الطفل وفيها " يطلب من الدول الاعتراف بحق الطفل في الراحة وأوقات الفراغ، ومزاولة اللعب، وممارسة الأنشطة الترفيهية المناسبة لسن الطفل، والمشاركة بحرّية في الحياة الثقافية والفنون ".

ولا تقف اليونيسيف عند ذلك بل ترى في الرياضة إمكانية أن تكون " أداة برنامجية فعالة للمساعدة في تحقيق الأهداف في مجالات الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين".

ويشير الباحث د. أمين أنور الخولي في كتابه الرياضة والمجتمع إلى أن: " الطبيعة الاجتماعية للرياضة والنشاط البدني يفرضان نفسيهما بكل ثقلهما سواء في أوساط الباحثين الاجتماعييين أو في أوساط الباحثين في مجال التربية البدنية والرياضة باعتبارها مظهراً اجتماعياً واضحاً" .

وبما أن الألعاب الرياضية، وفق التصنيف الحديث، عمل اجتماعي منظم، يقوم به فريق مشترك، فإنه يحتاج الى نوع من التناغم يضمن له النجاح، والاستمرارية سواء على صعيد المفاهيم أم على صعيد الممارسة، وذلك ما يرفع من روح المنافسة الإيجابية والخلاقة، و يضمن نوعاً من النجاح كمحصلة لعمل جماعي.

وإذا كانت ثمار النشاط الرياضي تظهر، وبشكل واضح ومباشر، على المستوى الجسدي والصحي، فإن الآثار النفسية والاجتماعية شديدة الأهمية وعميقة على مستوى بناء الكائن الإنساني كفرد قادر على التلاؤم مع المحيط بشكل إيجابي وفاعل، دون نزعات ضيقة، رافضاً للكراهية وأسبابها، ميالاً للتعاون وروح الجماعة.

وطبيعة النشاط الرياضي تفرض على الفرد أن يكون ضمن مجموعة " الفريق " وبالتالي مؤمناً بعمل المجموعة، وفي الوقت نفسه لا يتخلى عن الخصوصية المتمثلة في قيامه بدوره على أفضل وجه ، انطلاقاً من أهميته كفرد وكجزء من الفريق، الأمر الذي يخلق نوعاً من المنافسة الشريفة، دون النظر الى جنس أو مكانة اجتماعية، بل تفرض الموهبة والامكانيات معياراً أساسياً للفرد ضمن فريقه، وتلقائيا يكون العمل من اجل المجموعة هو الحافز الذي ينبغي العمل على تنميته بشكل كبير.

كل هذه القيم يتم العمل عليها وفق أسس منهجية، تراكمية، لتحقق الأهداف المرجوة في إطار تنشئة اجتماعية تتوسل الرياضة أداة لتحقيق نمو سليم، جسدياً وفكرياً، للفرد.

ولا ننسى الدور المتزايد للرياضة على الصعيد الاقتصادي، داخل المؤسسة الاجتماعية، إذ أصبحت ذات طبيعة إنتاجية تداخلت في العديد من المجالات.

وأخيراً سيكون من الطبيعي أن نتساءل عن الرياضة في مدارسنا، بل في أنديتنا وغيرها من المؤسسات الرياضية المختلفة، وهل ثمة من مشاريع ورؤى تأخذ بعين الاعتبار مثل ذلك على صعيد الممارسة الفعلية؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون عملاً هامشياً عابراً وخاصة في مدارسنا..؟!

نحن على ثقة أن الكثيرين يعروفون مثل هذا الكلام ولكن ماذا بعد ذلك..؟!


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا