درجات الحرارة أعلى من معدلاتها و الرياح خفيفة

حيث تستطيع وزارة السياحة الاستفادة من خريطة المناطق المضاءة من قبل وزارة الكهرباء لتجذب إليها مواطني الخمس نجوم!!!...فمواطنو الدرجات الأدنى أفلسوا لكثرة ما صرفوه على الليدات والشواحن وعبوات الماء ومراوح الشارجر الصيني للتخلص من آثار الطقس الحار...لا توزعوا تصريحي على وكالات الأنباء فأنا متأثر بشدة بارتفاع درجات الحرارة وأختلف مع زوجتي يومياً بعد أن اكتشفت روايتي التي تحمل عنوان "ليدة أم ليدي في هذا الزمان؟" واحدة تُشحن بالبطارية وأخرى بمعسول الكلام سابقاً لأنه ذاب في الثلاجة وما عاد يصلح للاستعمال رغم أن الثلاجة "هاي لايف" بشاشة إلكترونية لم تعد تصدر إلا اللون الأحمر بما يفيد بانتهاء التبريد باستثناء أيام العيد أعاده الله علينا كل يوم...كل يوم يجب أن يقف حجاجنا على عرفة كل يوم يجب أن يحجوا.

باعتبار أن وزارة الكهرباء غير قادرة حتى تاريخه على تلبية حاجة المواطن من التيار الكهربائي يجب إعلان تأسيس وزارة كهرباء موازية مقرها في المرجة وفروعها في كل مكان...فحتى بائع الفلافل ألغى الفلافل وبدأ يعمل في مجال الشواحن والليدات...لك حتى أنا أصبحت خبيراً في تركيب الليدات للمنازل...من يرى بيتي يعتقد أنه ورشة كهرباء ولكن تحت عنوان "ممنوع اللمس" لأن أشرطة الليدات رقيقة الأحاسيس والمشاعر فما أن نلمسها حتى تطلق شرارة ناعمة ويبطل مفعولها....عيب على أخوتنا الصينيين إرسال هذه البضائع لنا...عيب عليهم استغلال سوء علاقتنا مع وزارة الكهرباء...لماذا لا يتم استيراد معدات الكهرباء الموازية تحت إشراف لجنة حكومية مختصة تدمغ تلك المستوردات بدمغة تشبه دمغة مسلخ الزبلطاني على الخواريف والعجول المسلوخة أصولاً؟

وقد لمست ذلك أولاً من ملابس مذيعة النشرة الجوية (لم ألمس الملابس طبعاً)...وثانياً من خلال كمية مياه الفيجة التي أجترعها في السادسة صباحاً مع قدومها المبكر وعلى استحياء...لقد أصبحت في هذا الطقس الحار كالجمل أملأ سنمي بالماء لمدة يوم كامل، وما أن أدخل لأنام حتى أشعر كأنني بالون مملوء ماءً يُغرق وسادتي -سيداتي وسادتي-...عادة جديدة تشهدها الأسواق هذه الأيام وهي تجوّل الزبائن في الأسواق المغلقة المكيفة من أجل الحصول على نسيم كاريير الذي انعدم من بيوتنا بسبب التقنين وبسبب الإغلاق المستمر للشبابيك والشرفات خوفاً من تسرّب ناموس المحافظة بعد هدنة طويلة الأمد مع سيارت مكافحة الناموس.

ففي هذه الموجة غير المسبوقة للحر أخفى بائعو المستلزمات الكهربائية جل بضائعهم وأبرزوا المنتج الجديد المكافح لحر الصيف ألا وهو المروحة ذاتية الترويح ماركة "مكانك راوح"...تعمل بواسطة شاحن صيني أو أي شاحن ماليزي أو مصري بترخيص صيني...وهناك عدة أحجام لهذا المنتج أصغرها مروحة الجيب حيث يمكن للزبون استخدامها ملاصقة لوجهه، وهي في كل الأحوال اقتصادية موفرة لمحارم الجيب...في الماضي كان بعض الوزارات يعرض في معرض دمشق الدولي منتجاته...والآن فلو شاركت وزارة الكهرباء في معرض دمشق فماذا ستعرض؟....ستعرض أحدث منتج يحمل عنوان "مكانك راوح" ...مطلوب موزعين لكافة المحافظات.

قد يكون مروحة ضمن الموبايل تساعد روّاد ومستعملي الواتس والفايبر على التعبير عن مشاعره للطرف الآخر ببرودة طقسية تضاهي سخونة الحديث، ذلك أن خبراء تسويق سامسونج اكتشفوا حديثاً قلة استعمال تلك الأجهزة في الطقس الحار نظراً لحرارة الخط المضافة إلى حرارة الطقس مما أضحى يثير عصبية المستخدمين فيغلقون الخطوط بسرعة...نعم على العالم أن يتكيّف مع طبيعة علاقتنا بوزارة الكهرباء ومن جهة أخرى فكم براءة اختراع سنرى قريباً من قبل العالم المتحضر لتعويض حرماننا من الكهرباء...؟!..نحن نستحق...وأكثر