النحت على الرمل فن حديث تمتلك سورية كل المقومات لنجاحه و الحلم بأن يتحول إلى ملتقى عالمي  

السبت, 20 آب 2016 الساعة 17:54 | ثقافة وفن, فن وتشكيل

النحت على الرمل فن حديث تمتلك سورية كل المقومات لنجاحه و الحلم بأن يتحول إلى ملتقى عالمي    

جهينة نيوز - عاطف عفيف

فن النحت على الرمل لم يكن معروفاً بالنسبة لنا إلا من خلال شاشات الفضائيات، لكن اليوم بات من الممكن ممارسة و متابعة هذا الفن الحديث والجميل على شواطئنا، ففي هذا التوقيت من العام الماضي كان هناك ملتقى تجريبى للنحت على الرمل في نادي اليخوت باللاذقية ولقد لاقى ناجحاً وإعجاباً من أهالي اللاذقية وكافة زواره ، لذلك قرر القائمون على هذا النشاط وهي الجمعية الوطنية لإنماء السياحة بتكرار التجربة وإقامة ملتقى النحت على الرمل  2016، وذلك تحت رعاية وزارة السياحة وبالتعاون بين مجلسي محافظة ومدينة اللاذقية شارك فيه عشرة من الفنانين السورين ، كما تضمن معرضاً تشكيلياً وورشات عمل مع الأطفال

تواصل

"جهينة نيوز" واكبت أعمال الملتقى منذ بداية انطلاقته وأجرت اللقاءات التالية:

تقول سحر حميشة رئيسة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة :العام الماضي أقمنا ملتقى تجريبي ولاقى النجاح والإعجاب من الناس وجميع الزوار ، لذلك هذا العام قررنا إعادة التجربة وتطويرها،وحاولنا أن نربط بين النحاتين الكبار المشاركين وبين الأطفال من خلال ورش مختلفة للأطفال على الشط .

والهدف من هذا الملتقى كما تقول حميشة هو ثقافي سياحي فني اجتماعي ، فلقد كان هناك حضور جماهيري كثيف يومياً، وهذا ما أردناه أي عملية التواصل بين الناس هذه العلاقة التي تجعل الناس يخرجون من الحالة التي يعيشونها والدخول بحالة أخرى أكثر تفاعلية، أيضاً هي فرصة لتمازج الأطفال مع الفنانين الكبار،وهكذا يمكن أن نرتقي بأنشطتنا،وللملتقى فائدة كبيرة خاصة للأطفال والتي يمكن من خلال المشاهدة والمشاركة أن نعودهم على الرؤية الجميلة، نحن نريد الاشتغال على أطفالنا ، فهم أملنا بالمستقبل، فكثير من  الأطفال أصبح لديهم فجوة وركود في دماغهم نتيجة الجلوس بمنازلهم وراء الكمبيوترات وأجهزة الموبايلات والألعاب الإلكترونية ، نحاول إخراجهم  من حالة التقوقع والإنعزال والتي تشكل خطراً كبيراً عليهم وعلى صحتهم وجذبهم لكي يعيشوا الحياة الطبيعية.

                                 حراس الأرض

الفنان علي معلا مدير الملتقى  يقول : الهدف الأول والأخير لهذا الملتقى هو التواصل مع الناس ، وهو يأتي استجابة لحلم قديم ، فبعد مشاركتي  عام 2009  بمهرجان عالمي للنحت على الرمل في أبو ظبي رجعت وأنا أحمل ذلك الحلم وبأنه من المفروض أن تقام هكذا ملتقيات ببلدي وتتوفر لدينا كل الشروط لنجاحها، قمت العديد من المرات بالنحت على الرمل لوحدي على شاطئ بانياس ، إلى أن تم اللقاء مع جمعية إنماء السياحية والتي أدعوها جمعية المحبة ،وأقمنا الملتقى التجريبي العام الماضي ،وهذا العام تلافينا الكثير من الأخطاء وحاولنا تطويره  من خلال إقامة معرض للفن التشكيلي وأنشطة خاصة للأطفال ،فهذا التواصل مع الناس مهم جداً ومشاهدة الجمهور وخاصة الأطفال للعمل وكيف تتحول الكتل الرملية الضخمة إلى منحوتات وأشكال فنية جميلة ،والإجابة على الأسئلة التي يطرحها الجمهور والأطفال يساهم في خلق حالة من الحوار وهذا من نريده.

ويضيف :هذا الحلم يجب أن يكبر حتى يصل إلى ملتقى عالمي للنحت على الرمل بمشاركة فنانين عالميين، وصحيح كما يقول البعض أن الأعمال ستزول و لن تبقى كالمنحوتات الأخرى من الحجر أو الخشب أو المعدن، لكن المهم حالة اللقاء والحوار والتفاعل هي الأهم فهي لها رونقها وطقسها الخاص.

وأشار معلا بأنه بأعماله تأثر كثيراً بالأزمة ففي العام الماضي كان عنوان مشاركته " هجرة إلى الموت " والتي مثلت الغرق بالبحر للناس الذين كانوا يهربون من الحرب، أما هذا العام عنوان المنحوتة " حراس الأرض " وهي تمثل الكرة الأرضية ومن فوقها العلم السوري وحولها جنود من رجال الجيش العربي السوري يحرسونها.

                                    أمنية نحو العالمية  

الفنان التشكيلي  وضاح سلامة رئيس قسم النحت في معهد التقانة للفنون التطبيقية قال هذه أول تجربة لي في هذا الفن لم أكن أتوقع هذا الجمال في العمل بالنحت على الرمل ، ويمكن القول عنه أنه السهل الممتنع ، فهذه المادة بقدر سهولة التعامل معها ،يجب أن تكون شديد الحذر والحرص لأنها هشة وأي خلل يهدد بأن تخسر العمل كله.

وأضاف :العمل الذي قدمته  هو عبارة عن ديناصور من العهد القديم يسترخي على تلة من العشب، هذه أول مرة أعمل باحتكاك مباشر مع الجمهور عادة في الملتقيات الأخرى نعمل لوحدنا،تفاجئت بأن كل ما قدمته جمعية إنماء هو تطوعي وهذا رائع جداً وأتمنى أن تعمم هذه التجربة على كامل الشاطئ السوري، وتساءل لماذا لا يصبح هذا الملتقى عالمياً  في سورية خاصة وأنها أم الحضارات، والمفروض من وزارة السياحة أن تسعى لكي يكون هذا الملتقى عالمياً ، وهذا ما يساهم في تطوير وتشجيع السياحة .

                                  ظاهرة تفاعلية

بينما الدكتور سمير رحمة رئيس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق يرى بأن العمل بالملتقى هو عمل أدائي يشبه إلى حد كبير العمل المسرحي ، الجمهور يجب ان يذهب إلى المسرح ليرى ويتفاعل مع العمل المسرحي، فالعمل على الرمل ظاهرة تفاعلية بين الجمهور والفنانين ما يسمح بتشكل حوار ثقافي بين جميع الأطراف ،والهدف الأساسي تنمية الذائقة الفنية لدى الجمهور.

ويقدم الدكتور رحمة عملاً هو عبارة عن رأس إمرأة تحتضن بأيديها عناصر بيئية ومعمارية ، وهي عملية ترمز لسورية الأم التي تربط الناس وتحتضنهم جميعاً،

وأضاف بأن إقامة الملتقى في هذا الوقت بالذات هو ردة فعل قوية للشيء الذي نعيشه حالياً ويؤكد على الإصرار على الحياة والإبداع ،وللذين يدعون بأنه لا وقت لمثل هذه النشاطات لترشيد الصرفيات، نقول لهؤلاء بأن المصاريف بسيطة جداً ولا تقارن بالفائدة والحراك الثقافي الذي قدمه الملتقى وخاصة بهذا الزمن ،فقسم كبير من أعمال الملتقى كانت تطوعية من الجهات المنظمة.

 

                                   الأصالة

الفنان هادي عبيد قال هي تجربة جديدة بالنسبة لي، واكتشفت من خلالها تقنيات جديدة بالعمل تختلف تماماً عن التقنيات بالنحت على الخشب أو الشجر، والمنحوتة التي قدمتها هي عبارة عن رأس لفرسين بينهما علاقة حميمية ، إضافة لعدة إيقاعات هندسية في الجوانب ترمز لجزء من الحضارة السورية ، وسبب إختياري لهذا العمل لأنه يعبر عن الأصالة والحميمية وهي الحالة التي ترمز لبلدنا،فسورية أصيلة وآثارها عريقة.

والعمل على الرمل ليس سهلاً كما يتوقع البعض ، هناك صعوبة كبيرة بوجود الشمس والحرارة المرتفعة فعليك باستمرار ترطيب العمل، وكون الرمل هش فيجب أن يكون هناك حذر شديد من انهيار العمل في أي لحظة إذا لم يكن هناك توزيع متساو ومتوازن للكتلة النحتية، هذا ما أكدته الفنانة رؤى حسن والتي قدمت منحوتة هي عبارة عن وجه أسطوري وهو موضوع تعبيري خاص قريب من الأطفال.

وأشارت رؤى بأن نوعية الرمل هذا العام أفضل من العام الماضي هذا ما ساعد في تسهيل العمل، مضيفة أن ما يميز هذا الملتقى هو مشاركة طلاب كلية الفنون الجميلة الذين أتوا لكسب أكبر معرفة ، بقوا تحت الشمس يشاركون الفنانين الكبار دون أي مقابل ،اشتغلوا وتعبوا بشكل تطوعي .

جهينة نيوز تحدث إلى بعض المتطوعين الذين أكدوا أن المشاركة أكسبتهم فرصة للتعلم خارج المراسم وللتعرف على فنانين كبار لم يكونوا يسمعوا عنهم إلا من خلال وسائل الإعلام من بين هؤلاء يزن صارم من كلية الفنون الجميلة سنة ثانية والذي قال : وجودنا بالملتقى مع الفنانين يمكننا من رؤية العمل على أرض الواقع، وهذا بمثابة دروس عملية بالنسبة لنا، ما يكسبنا خبرة مهنية ومعرفة فنية أفضل.

ولقد أقيم على هامش الملتقى معرض للفن التشكيلي شارك فيه كل فنان بلوحة أو لوحتين ، كما أقيمت ورشات للأطفال بإشراف فنانين كبار منها ورشة للرسم  وأخرى للصلصال ولإعادة التدوير ، كما تم تنفيذ ألعاب تفاعلية للأطفال على الشط مباشرة .

كل الظروف والمقومات تشير إلى إمكانيات نجاح هكذا ملتقيات فهل تتطور وتصبح ملتقيات على مستوى أكبر وتتحول إلى العالمية كما يحلم المشاركون والمنظمون بهذا الملتقى ،الأيام قادمة وسنرى ولنضع هذه الأمنية بين أيدي وزارة السياحة...!!!!


أخبار ذات صلة


أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا