بماذا تحدث سكان داريا بعد خروجهم الى مركز الايواء..!؟

الأحد, 28 آب 2016 الساعة 15:42 | شؤون محلية, أخبار محلية

 بماذا تحدث سكان داريا بعد خروجهم الى مركز الايواء..!؟

جهينة نيوز:

أقفلت ملفات داريا بإرهابها وبمعاناة أهلها الذين أجبروا على البقاء لتورط أبنائهم بحمل السلاح ضد الدولة.

عانى من إرهابها عدد كبير من سكان دمشق وريفها الغربي. ومع انتهاء اتفاق التسوية امس السبت 27آب/اغسطس، وتسلم الجيش السوري للمدينة وبدء وحدات الهندسة بكشف الألغام تمهيداً لدخول مؤسسات الدولة لإعادة الترميم والبناء، أغلقت أهم وأكبر معاقل الإرهاب في ريف دمشق.

فكيف عاش المدنيون الذين بقوا برفقة أبنائهم المسلحين في المدينة وتحملوا ذلك الجحيم.

ففي تقرير لوكالة فرانس برس من مركز ايواء الحرجلة المؤقت تحدث بعض سكان داريا، ممن اختاروا البقاء في كنف الدولة، عن معانتهم وأطفالهم في تلك السنوات، وجاء في التقرير:

يتفاجأ الطفل يزن عند رؤية المثلجات والبسكويت وحتى الخبز ويسارع إلى سؤال والدته عن المأكولات التي يتذوقها للمرة الأولى منذ ولادته في مدينة داريا قبل أربعة اعوام.

وتروي آمنة كامل (38 عاماً) والدة يزن بعد ساعات على وصولها وأسرتها من مدينة داريا إلى مركز إقامة مؤقتة في قرية حرجلة “ابني الصغير يزن لا يعرف البسكويت ولا المثلجات وكلما رأى نوعاً منها الآن تفاجأ وفرح”.

وتضيف الوكالة في تقريرها، تقول آمنة وهي ترتدي معطفاً أسود اللون على رغم حرارة الطقس المرتفعة “حمل قطعة الخبز وقبّلها وفرح بالبوظة وسألني إذا كانت تعد من الحلويات” مضيفة بابتسامة خجولة “عندما رأى البسكويت طار عقله، كيف لا إذا كنا نحن الكبار طار عقلنا”.

يزن هو واحد من أطفال داريا الذين ولدوا بعد انضمام أبناء المدينة للمسلحين في العام 2012 ، وترعرعوا في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والخبز على مدى أربع سنوات.

وانتقل هذا الطفل مع عائلته شأنه شأن الآلاف من المدنيين من سكان داريا إلى مركز إقامة مؤقتة في قرية حرجلة، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوب شرق داريا، بموجب اتفاق توصل إليه النظام السوري مع الفصائل المسلحة. ونص الاتفاق أيضاً على إخراح المقاتلين وأفراد من عائلاتهم إلى مدينة إدلب في شمال غرب البلاد.

وتتابع الوكالة، جاء يزن ابن آمنة حاملاً كيساً يحتوي على الحمص المطحون المعد للأكل ليسألها “ما هذا؟” فأجابته “مسبّحة” قبل أن يضيف “هل هي صالحة للأكل؟” وعندما أومأت له برأسها إيجاباً، ضم الكيس إلى صدره وقبّله.

طيلة السنوات الأربع الماضية في داريا.

وتقول آمنة ومعالم التعب واضحة على وجهها الشاحب “كنا نأكل وجبة واحدة عبارة عن حساء عند مغيب الشمس ونبقى بدون طعام حتى مغيب اليوم التالي”.

وتوضح “لم يكن لدينا غاز أو كهرباء.. وكان قلبي ينفطر حزناً لدى رؤية ابني جائعاً وأبكي لأن لا شيء لدي لأطعمه. كان يبكي ويذهب إلى الجيران طلباً للطعام”.

وتكمل الوكالة، على غرار يزن، اكتشف أطفال هدى (30 عاماً) للمرة الأولى الفواكه والخضار بعدما حرموا منها خلال سنوات الحصار.

وتقول لوكالة فرانس برس “اعترت ولدَيّ (3 و5 سنوات) الدهشة حين رأيا البندورة لأول مرة.. حتى إنهما أبديا استغرابهما عندما شاهدا الخبز”.

وبرغم الظروف المعيشية الصعبة، لم تكن هدى ترغب بترك مدينتها لعدم قدرتها على تحمل أعباء استئجار منزل لكنها تقول “لم يعد لدينا الخيار الآن، فإما المغادرة أو العيش في حرب دائمة” معترفة بأنها جلبت معها بعض حجارة داريا “كذكرى من رائحة البلد” على “أمل العودة يوماً ما”.

وعلى غرار مئات العائلات، تقيم هدى بعد خروجها من داريا في مركز إقامة مؤقت يضم أكثر من 300 وحدة سكنية، تفصلها عن بعضها البعض باحات رملية يلهو فيها الأطفال غير آبهين بأشعة الشمس الحارقة.

وأردفت الوكالة، على مدخل المركز، يصطف المدنيون لتعبئة مياه الشرب من خزان كبير في وقت ينهمك متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري في إفراغ محتويات السيارات المحملة بالفرش والبطانيات وصناديق من الكرتون تم توضيب المساعدات الغذائية وغير الغذائية فيها.

ويروي عدنان نكاش (47 عاماً) كيف اضطر مع عائلته للمبيت داخل حفرة على مدى أربعة أشهر. ويقول “حفرنا حفرة وكنا ننام فيها نحن الثمانية.. كنا نجلس القرفصاء جنباً إلى جنب خوفاً من القذائف”.

ويتابع بأسى “كانت الحياة صعبة في الداخل، كنا في الجحيم. لم يبق لدينا أعصاب. بتنا نتمنى الموت.. ونحسد الموتى لوفاتهم”.

ويضيف “عذاب وقلة طعام ودواء” لافتاً إلى انخفاض وزنه من 86 إلى 68 كيلوغراماً.

وتختم الوكالة تقريرها، على بعد أمتار من عدنان، شاهدت مراسلة فرانس برس لحظات فرح ممزوجة بالحزن عاشتها عائلات عدة بعد فراق جراء الحرب التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار 2011.

وتقول ولاء موسى (29 عاماً) داخل إحدى غرف مركز حرجلة “اتصل بي والدي أمس وقال أنه سيخرج (من داريا). لم أنم الليل بانتظار رؤيته بعد أربع سنوات ونصف من الفراق”.

وتضيف ولاء التي تقيم مع زوجها في حي ركن الدين في دمشق منذ زواجها قبل بدء النزاع وهي تمسك يد والدها “لا أستطيع أن أصف فرحتي.. كان ذلك حلماً”.

تجدر الاشارة الى أن الحكومة السورية عملت على توفير كافة المستلزمات المعيشية في مركز ايواء الحرجلة قبل خروج الأهالي من داريا، وفور وصولهم بدأ الهلال الأحمر السوري بعمليات توزيع المؤن الغذائية والأغطية للعائلات وتوفير كافة المسلتزمات، واجراء الفحوصات الطبية وتقديم الأدوية لمن هم بحاجة لها.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا