الصراع في سورية هل يتحول من “طائفي” الى “قومي”؟ .. بقلم عبد الباري عطوان

الثلاثاء, 30 آب 2016 الساعة 03:40 | مواقف واراء, زوايا

الصراع في سورية هل يتحول من “طائفي” الى “قومي”؟ .. بقلم عبد الباري عطوان

جهينة نيوز:

اذا صحت الانباء التي تقول بأن الحكومة السورية قررت اغلاق جميع مقراتها الرسمية في مدينة الحسكة التي باتت تخضع لسيطرة قوات “الاسايش” الكردية، لرفع العلم الكردي فوقها، ونهب محتوياتها، ومنع الموظفين من دخولها، وهي تبدو صحيحة،  فإن هذا يعني ان الاشقاء الاكراد يقدمون على خطيئة كبرى، وينسفون تحالفا صمد خمس سنوات، ووضعوا انفسهم في مواجهة انتحارية مع العرب والاتراك معا.الاكراد كانوا ضيوفا اعزاء، ومواطنين لهم حقوقهم الكاملة، او معظمها، في سورية، وتجاوبت حكومتها لغالبية مطالبهم في بداية الثورة، عندما جنست اكثر من ربع مليون منهم دفعة واحدة، واعلانهم التمرد، ورفع اعلامهم على مقر الهيئة المركزية للرقابة، والتفتيش وسط المدينة، وتحويله الى مقر لقيادة الامن العام، خطوة غير مأمونة العواقب، لان خسارتهم لن تقتصر على النظام، وانما على الشعب السوري او معظمه، سواء كان مواليا او معارضا.***ندرك جيدا ان قوات “الاسايش” الكردية تحظى بدعم قوات امريكية يزيد تعدادها عن 300 جندي، وغطاء جوي امريكي، ولكن الحماية الحقيقية تأتي من خلال التعايش، وحسن الجوار، واحترام الاتفاقات التي جرى التوصل اليها في قاعدة “حميميم” قرب اللاذقية وبوساطة روسية، واهم بنودها احترام المقرات الرسمية السورية، والهوية العربية السورية للمدينة.الاتراك الاعداء الاكثر شراسة للاكراد لا يترددون لحظة في استغلال هذا العداء العربي الكردي المتصاعد الذي يغذيه الامريكان في الوقت الراهن، تماما مثلما بذروا بذور الطائفية في العراق والمنطقة بأسرها فور احتلالهم لبغداد، وسمعنا نعمان كورتملوش نائب رئيس الوزراء التركي يؤكد امس “ان الهدف من العملية العسكرية الكردية في مدينة جرابلس وجوارها (درع الفرات) هو تطهير المنطقة من “الدولة الاسلامية”، ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من اقامة ممر متصل لمنع تقسيم سورية”، ونجزم ان “الدولة الاسلامية” كانت ذريعة وغطاء فقط.الامريكان الذين يراهن الاشقاء الاكراد على دعمهم لن يترددوا لحظة في التخلي عنهم، مثلما تخلى اصدقاؤهم البريطانيون والفرنسيون عن معاهدة “سيفر” التي اعطتهم دولة مستقلة عام 1920، عن اشقائهم في العراق وقائدهم مصطفى البرزاني، ولا نعتقد انهم اذا خيروا، اي الامريكان، بينهم وبين التحالف الايراني العراقي السوري التركي الجديد سيختارونهم، ويخوضون حربا اقليمية او عالمية من اجلهم.المنطق يقول انه بعد خمس سنوات من سفك الدماء على الارض السورية، وفشل جميع الاطراف المتقاتلة في حسمها عسكريا لصالحها، من المفترض ان يتم التوصل الى حلول سياسية تحقن الدماء، بعد ان انهكت الاطراف المتحاربة، ولكن ما يحدث، وبسبب التدخلات الاقليمية والدولية، قد يؤدي للعكس تماما، وباتت خريطة التحالفات تتغير بسرعة، وبما يؤدي الى اطالة امد الازمة.التوغل التركي المتصاعد داخل الاراضي السورية تحت ذريعة محاربة “الدولة الاسلامية”، يعني فتح جبهة جديدة ضد الاكراد غرب الفرات، وربما الدخول في عملية مقايضة مع السلطات السورية عنوانها تغيير اولويات الحرب، للمرة الثالثة: الاولى، كانت اسقاط النظام، والثانية اجتثاث “الدولة الاسلامية”، والثالثة، اجهاض طموحات الاكراد في اقامة ممر متصل من ديار بكر وحتى مياه البحر الابيض المتوسط، شمال الحدود السورية مع تركيا.عمليات التحريض ضد الاكراد، وتوظيف فصائل معارضة سورية عربية موالية لتركيا في هذا الاطار، بدأت، وسمعنا السيد مولود جاويش اوغلو يتهم وحدات حماية الشعب الكردي بأنها تمارس التطهير العرقي لـ”العرب”، في مناطق سيطرت عليها، وتسعى للاستيلاء على اراضي لا يوجد فيها الا نسبة ضئيلة من الاكراد (منبج وجرابلس)، ويقومون بتوطين غير عرب (اكراد) فيها.الحديث يتصاعد ايضا هذه الايام عن صفقة تركية سورية مدعومة ايرانيا وعراقيا، وبدرجة اقل من روسيا، تتحدث عن عودة حلب للسيادة الرسمية السورية، مقابل اطلاق يد قوات (درع الفرات) ضد الاكراد، وان هذه الصفقة تبلورت في اجتماعات بين قيادات استخبارية تركية سورية على اعلى المستويات في بغداد وطهران ودمشق وانقرة ايضا.***الصراع في سورية، في نظرالبعض، بدأ سنيا شيعيا، اسلاميا علمانيا، والآن يتحول الى صراع ذا طابع قومي، اي عربي كردي، وتركي كردي، وفارسي كردي، وعلى ضوء هذا التحول، قد يتم رسم خريطة التحالفات الجديدة او هكذا نتوقع اذا سارت الامور في هذا الاتجاه وفق المخطط المرسوم.لا شيء يمكن استغرابه في الازمة السورية، ومثلما نلمس تبلور التحالف السوري الرسمي التركي بشكل متسارع هذه الايام، لن نفاجأ اذا ما وجدنا فصائل المعارضة السورية “المعتدلة” الموالية لتركيا في خندق النظام السوري جنبا الى جنب مع قوات “درع الفرات” فعملية الفصل بين المعارضة “المعتدلة والاخرى “المتشددة” اي “الارهابية” تسير على قدم وساق، والايام والاسابيع المقبلة حافلة بالمفاجآت.الحكومة السورية تبدو هي الكاسب الاكبر، او هكذا يعتقد كثيرون، فأعداء الامس باتوا يطلبون ودها، والتحالف معها، والمغامرة التركية بالتدخل عسكريا عسكريا في سورية محفوفة بالمخاطر، والعرب الذين ضخوا المليارات، وآلاف اطنان الاسلحة في سورية، ومئات الآلاف من ساعات البث التلفزيوني، باتوا مهمشين، وفي ذروة الخوف والقلق، ولا نقول اكثر من ذلك.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 ام عبدو من حلب
    3/9/2016
    23:39
    ستيف جوبس من حمص ... والعرب ازدادت وجوههم سوادا
    لم أتعلّم منكم أي شيء .. فحاولوا أن تتعلّموا منّي .. شيئاً واحداً .. تعلّقكم بالماضي .. لن يغيّر الحاضر .. ناهيكم عن المستقبل .. الماضي .. سيحبسكم في الماضي .. فإتركوه .. دعوا أمجاد هوازن .. و إغارات مضرٍ و تميم .. و معلّقات ابن كلثوم .. كفاكم غزلاً .. في جميلات النوق ! دعوا هذا الغباء الأثريّ .. كل هذا .. لن يغيّر شيئاً .. يا عرب .. أنتم تنظرون .. في الإتجاه الخاطيء ! يا أجدادي .. نعم .. أنا عربيٌ .. مثلكم .. لكنّي .. لا أؤمن بالحسد .. و لا أؤمن بالغيبة .. و لا أؤمن بالخوف .. و لا أؤمن بالطالع .. و لا أؤمن بالتقديس .. و لا بالنفاق .. أنا .. أؤمن بالعمل .. أؤمن بالإنجاز .. بالإتقان .. أنا لا أؤمن بالأمس .. أنا فقط .. أؤمن بالغد .. رغم أنه لم يأتِ بعد .. لأني أراه الآن .. هل تفهمون ما أقصد ؟!
  2. 2 ام عبدو من حلب
    3/9/2016
    23:40
    ستيف جوبس من حمص طور العالم ... والعرب بهدلوا الاسلام
    أنا لا أتكلّم .. عن أحلامٍ .. في منام .. تتحقق وحدها ! أنا أتكلّم عن عملٍ .. أبدأوه اليوم .. و ينتهي غداً .. إلى حقيقة ! إلى نتيجة ! أجدادي العرب .. كلّما نظرت إليكم .. و تمعّنت فيكم .. لم أرى شيئاً واضحاً ! سامحوني .. قد لا أستطيع تغيير وضعكم .. لكنّي .. غيّرت مستقبل الإنسانية .. في التعامل مع التقنية .. على هذا الكوكب .. و سأستمر في تغييره .. لأني أستثمر وقتي .. في المشي إلى الأمام .. و ليس .. في تقبيل .. أقدام الإمام .. مع تمنيّاتي لكم بماضٍ سعيد... حفيدكم المحب ستيف جوبز
  3. 3 محمد علي كبريت من حمص
    4/9/2016
    08:24
    النبي محمد نزلت عليه الرسالة المحمدية
    النبي محمد نزلت عليه الرسالة المحمدية ... وتصدى له ابو سفيان اخو الشيطان .... وانتهى الامر بمحمد الى التصريح على ذمة الراوي انه قال: من دخل دار ابو سفيان فهو امن ... لان النبي اوصى بمدارات السفيه بقوله داروا سفهاء قومكم. وبعد ان التحق النبي بالرفيق الاعلي .. صار دين محمد هو دين الاسلام .... وتحول هذا الدين بعد النبي الى احزاب منهم من بقي على دين محمد ... ومنهم من اتبع السنة والجماعة ... وانقسمت هذه الفئة الى اربعة مذاهب : مالكي- شافعي - حنفي - حنبلي وصار كل مذهب دين . وتحول كل مذهب الى اهل الحديث واهل الفتوى واهل الاجتهاد . ونسي الناس دين محمد وحتى الاسلام نفسه . وتدخل الزعران والمنتفعين والعملاء واوجدو محمد بن عبد الوهاب الي تعهد للانكليز بهدم مكة . وظهر البنا لقتل المسلمين ... الدين المخجل
  4. 4 بديع الزمان
    4/9/2016
    08:41
    الكاتب المبدع عبد الباري عطوان ... خليفة حسنين هيكل
    الكاتب الموهوب عبد الباري عطوان . ستصبح علما بارزا في السياسة كما ابدع الراحل محمد حسنين هيكل . الذي اثرى ذاكرة الاجيال بنقل الاحداث التاريخية بمصداقية عالية تركت عليها بصمات اشهر كاتب ومؤرخ معاصر لاحداث القرن العشرين . وانت ايها الشاب الجريء ستكون خليفة الراحل حسنين هيكل أملنا منك ان تكون اقل تشددا بسنيتك الدينية ( ان كنت تتبع لواحد من هذه المذاهب حنبلي - شافعي - مالكي - حنفي ) مذاهب السنة والجماعة الغت الدين المحمدي والاسلام وابدعت دين جديد اسمه المذاهب الاربعة . كن مسلما فقط او كن محمديا وتكلم من الطهارة المحمدية في احاديثك وتحليلاتك. انا اخجل ان اقول لك انني من اتباع احد هذه المذاهب وأعترف بانها ضالة وهدامه . ارغب ان اراك علما في الصحافة كباتريك سيل لكن دون ان يكون لك اي بصمة سنية.
  5. 5 محمد
    4/9/2016
    20:42
    يا أخي عبد الباري...!
    هو ليس صراعاً في سورية بل هو عدوان على سورية...ثانياً لا يوجد صراع طائفي في سورية وثالثاً فالأكراد السوريون لا يشكّلون "قومية" لتصارع قوميات أخرى.
  6. 6 محمد
    4/9/2016
    20:47
    يا سيد عبد الباري...!
    المغامرة التركية بالتدخل عسكريا في سورية محفوفة بالمخاطر فعلاً، ولكنها مخاطر على الأمن القومي السوري...ليس هنالك أدهى من تدخلات الأتراك، فهم يعون جيداً مصالحهم القومية لكنهم يستهترون بمصالح الآخرين...المشكلة هي مشكلة تاريخية بين الروس والأتراك...الروس يقيمون وزناً لتركيا ولكن مع الأسف فهذا الوزن ضاغط على سورية.
  7. 7 السّاموراي الأخير
    4/9/2016
    21:58
    لن أتناول اليوم عبد الباري عطوان
    لأنني أحتفل بمشاركة الأخت أم عبدو من حلب. و الله زمان ياسيدتي! ملايين التحيات لأم عبدو و لكل أهلنا الصامدين في حلب الشهياء، و للجيش العربي السوري و القوى الرديفة. 1- مبروكة عودة قواتنا لكلية التسليح.2- بالنسبة للأخ بديع الزمان : لا تتعجّل بكيل المديح لعبد الباري عطوان ؛الذي لا ينتمي لأي من المذاهب الأربعة و إنما ينتمي لإخوان الشياطين ؛ و يصفه أخونا نارام سرجون بالصحافي الطبّال. و أنا أراقبه منذ أكثر من 15 سنه فهو ينفث سمّاً زعافا على سوريا يملؤه الكيد و الغل. أكرر تحيتي لأم عبدو متمنياً أن يعود كل أصدقائنا من جهينه نيوز.
  8. 8 محمد
    5/9/2016
    19:37
    عبد الباري صحافي المناسبات
    ويرتدي الزي الرسمي لكل مناسبة على حدة...لا ننسى في مطلع الألفينات كيف ارتدى الزي الأفغاني القاعدي وصعد إلى قمم جبال "طالبان" وتذوّق الجبن المالح مع "بن لادن" واحتسى شايه الباكستاني ليعود بتقرير أبهر قناة الجزيرة آنذاك في خضمّ مساعيها لتصوير تنظيم القاعدة وكأنه حلم الشباب المسلم... نعتقد أن عبد الباري لم يهبط بسلام من قمم "طالبان" بفضل حرية العمل الصحفي...أما الإقامة في لندن، فحدّثوا ولا حرج بخصوص رعايتها لمتسلقي جبال "المستحيل"!

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا