التوترات بين المسلحين السوريين والأجانب تهدد "فتح الشام"

السبت, 1 تشرين الأول 2016 الساعة 19:27 | سياسة, محلي

 التوترات بين المسلحين السوريين والأجانب تهدد

:جهينة نيوز

أصبحت التوترات متغلغلة داخل ما يسمى جبهة "فتح الشام" بعد انفصالها عن القاعدة، وتأتي هذه التوترات نتيجة الخلافات بين المسلحين السوريين والأجانب المنتمين إليها، وذلك بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن القائد العسكري لما يسمى "جبهة فتح الشام" لقي حتفه على إثر غارة جوية أمريكية في قرية "كفر ناها" قرب حلب في شمال سوريا، وكان هذا القائد الذي يدعى "أبا عمر سراقب" حاضرا في اجتماع للجبهة التي انفصلت هذا الصيف عن تنظيم القاعدة.

وأضافت الصحيفة أنه من الغريب غياب أهم عناصر جبهة فتح الشام وهو "أبو محمد الجولاني" عن الاجتماع الذي كان سريا، أما "أبو عمر" فهو أحد مؤسسي "جبهة النصرة" بعد أن كان أحد المقاتلين ضد القوات الأمريكية في العراق منذ سنة 2003 وهو كان يؤمن بضرورة شن "حرب عالمية" ضد الغرب، بحسب ما ذكر.

وذكرت الصحيفة أن هناك صراعا قائما بين عنصرين من ما يسمى حركة "فتح الشام" حول من سيكون خليفة "أبي عمر"، وهما "أبو حسين الأردني" و"أبو مسلم الشامي" وكلاهما من أصل سوري، لكن الثاني هو من أحد المعارضين للأفكار الداعية لمحاربة الغرب.

وشهدت ما تسمى جبهة "فتح الشام" منذ انفصالها عن "تنظيم القاعدة" عدة توترات، تعود أسبابها إلى الخلافات والاختلافات بين المسلحين السوريين والمسلحين الأجانب، حيث أن 30 في المئة من أعضاء الحركة الذين يقدر عددهم بحوالي 15 ألف شخص هم من أصل أردني وسعودي، فالمسلحون السوريون يعتقدون بأنهم إذا جعلوا الحرب السورية مجرد صراع ضد بشار الأسد ونظامه، فإن ذلك سيجعلهم قادرين على كسب رضا الدول العربية في الخليج الفارسي والدول الغربية التي ترفض إزالة "جبهة فتح الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية، على حد زعمهم.

في هذا السياق، قال المعارض "هيثم مناع" أن "جبهة النصرة تشكلت سنة 2012 من خلال ثلاثة عناصر؛ فبعض المؤسسين كانوا قد ذهبوا للعراق للقتال سنة 2003، في حين تم الإفراج عن البعض الآخر من سجن صيدنايا الواقع قرب دمشق، أما البقية فهم أجانب دخلوا سوريا منذ بداية الثورة".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العناصر تمكنت من التعايش مع بعضها البعض لكن في السنة الماضية، وبعد تزايد الهجمات الروسية، اضطرت "جبهة النصرة" لإعادة نشر الجزء الأكبر من قواتها قرب معقلها في إدلب غرب سوريا، لذلك تحول مقاتلوها من الجنوب، قرب الحدود الأردنية، ومن الأحياء القريبة لداريا في ريف دمشق، للقتال في إدلب.

وتحدثت عن أن قطر سعت لإنشاء قوة تكون سورية بالكامل ومن مهام هذه القوة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وعدم الدخول في أي صراع مع الغرب.

ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا تريد شن هجمات مشتركة مع الولايات المتحدة ضد الجهاديين السوريين والضغط على الجماعات التي تتعاون مع جبهة فتح الشام لكي تتخلى عنها.

وفي هذا السياق، قال الباحث دومينيك توماس إنه "بعد خمس سنوات من حرب بلا هوادة، يبدو أن ما يسمى "جبهة فتح الشام" لا يمكن لها أن تتخلى عن مسلحيها ذوي الخبرة، فقد اكتسب الأجانب شرعية قتالية، خاصة الأوزبك والإيغور الذين شاركوا في معارك عسكرية مهمة ...".

أما أولئك الذين يرغبون في مقاتلة الغرب فسيكون أمرهم صعبا، وهو ما تحدث عنه أحد الخبراء قائلا: "سيكون من الصعب عليهم إيجاد تمويل لمثل هذه المعركة". وفي هذه الأثناء، تسعى تركيا لإنشاء جيش يتكون من مسلحين من ما يسمى الجيش الحر وإسلاميين معتدلين، ولا ترغب في أن يحتوي هذا الجيش على عناصر جهادية.

وفي الختام، نقلت الصحيفة ما أفاد به هيثم مناع، الذي قال إن "الجولاني يريد أن تكون المناصب العليا في الجيش تحت سيطرة السوريين، لكنه لا يريد التخلي عن المسلحين الأجانب". لذلك، فهو يريد أن يكون أبو محمد الشامي خليفة لأبي عمر. وأضاف مناع: "الجهاديون السوريون لهم إيديولوجية متشددة لكنهم عمليون أيضا، فمن الممكن أن يتعاملوا مع أعدائهم الأكراد، والأمريكيين أو حتى الإسرائيليين إذا ما واجهوا خطرا يهدد بقاءهم".


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا