جهينة نيوز
أثار تلفزيون «إس آر إف» السويسري موضوع الطفل "عمران دقنيش" الذي تداولت وسائل إعلام صوره على أنه أُخرج من بين ركام ناجم عن قصف وقع في حي القاطرجي بمدينة حلب في السادس عشر من شهر آب من العام الجاري، وكانت مداخلة التلفزيون المذكور من خلال حوار مع السيد الرئيس بشار الأسد في 20/تشرين الأول/2016، حيث عرض المحاور صورة الطفل، وسأل الرئيس الأسد عن مدى معرفته به، فقال الرئيس الأسد إنه يعرف ملابسات الموضوع، وأن الصورة "تم التلاعب بها، ومزوّرة"...
وبدون الدخول المعمّق في تفاصيل الصورة وتفسير وصف السيد الرئيس لها، فإنه -أي الوصف- يحمل حقيقة مشهد الطفل ومشهد الإعلام الزائف المحرّف للحقائق ككل، والذي يتم إعداده وإخراجه ليخدم حرب الغرب الإعلامية ضد سورية ورئيسها، تلك الحرب التي من ضمن أساليبها "الفبركة" بكل أنواعها، والتي لا يتوانى مصنّعوها ومستثمروها عن الدوس على المصداقية والقيم الإنسانية والمشاعر البشرية لخدمة أغراضهم الإعلامية المشبوهة.
إذاً فالصورة –حسب وصف السيد الرئيس ومعرفته لملابساتها- "تم التلاعب بها"، ولعلها إشارة إلى التلاعب بالمشهد الإعلامي الذي تضع فيه وسائل إعلام مكشوفة الوجهة والتوجه والغرض، تضع سورية وقيادتها على محك الذرائع "الإنسانية" لدفع الدول الغربية تحديداً للتدخل أكثر في سورية...
أما قول السيد الرئيس عن الصورة إنها "مزوّرة"، فيمثّل حقيقة الوجه الواضح للفعل الإعلامي الغربي وما يرتبط به من أدوات، وذلك كجزء من الحرب الهمجية المفتوحة على سورية، فيأتي الفيلم المفبرك إعلامياً وسياسياً والخاص بالطفل عمران ليتم إلحاقه بما وُظف أصلاً لصالح الحرب الإعلامية ضد سورية، تلك الحرب التي بدأت فصولها مع انطلاق أولى مشاهد الفوضى المسماة زوراً وبهتاناً بـ"ثورة الحرية"...
ويجدر بالذكر أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قد نفى بتاريخ 19 آب/2016 أن تكون للطائرات الروسية علاقة بقصف الأحياء المأهولة بالسكان في حلب، ومن ضمنها حي القاطرجي الذي يضم منزل الطفل عمران ويطل على اثنين من الممرات التي تم فتحها في إطار العملية الإنسانية الروسية من أجل ضمان الخروج الآمن للمدنيين...ومن المعروف أن الطيران الروسي والسوري يتجنّب بدقة بالغة المدنيين خلال عملياته ضد مواقع الإرهاب والإرهابيين، في الوقت الذي تعد فيه المجموعات الإرهابية في حلب مسؤولة عن استهداف المدنيين ثم اتهام الجيشين الروسي والسوري بذلك... وحسب "الفيديو" وخبراء روس فإن دمار منزل الطفل عمران ناجم عن تفجير قذيفة أو اسطوانة غاز، لا سيما وأن الإرهابيين يستخدمون اسطوانات الغاز بكثرة في عمليات القصف...
وقد لا حظ المتابعون لفيلم الطفل عمران -والذي حظي بتغطية مدروسة ومنظمة بتنسيقٍ عالٍ- لاحظوا أن معدّات التصوير والمصوّرين إنما حلّوا محل معدّات الإسعاف والمسعفين، وكأنهم يهيئون الطفل البريء لدور في مشهد "دراما"، ومن ناحية أخرى، فالقائمون على "الدفاع المدني" المسؤول عن مشهد الطفل عمران، إنما يتبعون لما سمي بـ"القبّعات البيضاء" المرتبطة بأجهزة استخبارات غربية يتخطى دورها " دور الدفاع المدني " كما بات واضحا
المصدر جهينة نيوز
02:23
03:46
01:42