بكائية تماسيح في "تل أبيب"... الاستخبارات الإسرائيلية تذرف الدموع على حلب!!!

الجمعة, 28 تشرين الأول 2016 الساعة 05:36 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 بكائية تماسيح في

جهينة نيوز-خاص -هانيبال خليل

ليس غريباً على المحتلّين الإسرائيليين ركوب –بل صنع- موجات الكذب الدولي الموجّه واقتناص الفرص وتمثيل دور الرؤوف المشفق على الآخرين والمتعاطف معهم، وذلك بالأسلوب الاستخباراتي المدروس الذي تقف وراءه مؤسساتهم الأمنية والبحثية المتخصصة وعقيدتهم التوراتية والتلمودية التي توصيهم بالإيقاع بين الشعوب والتحكُّم بها لتحتكم تلك الشعوب إليهم في النهاية وتطلب عونهم ومشورتهم وتصبح مطواعة ليّنة بين أيديهم... أما أحداث السنوات التي اقتربت من الست في سورية فقد أكّدت ذلك، وفي معظم الأمثلة فإن "سوسيولوجيا" الدعاية الإسرائيلية سارت بمنهج إظهار الكيان الإسرائيلي بمظهر البريء المتحضّر في المنطقة، في الوقت الذي يقف هو فيه وراء أخطر تصرفات المجموعات الإرهابية التكفيرية...ولا نجد هنا من الضرورة بمكان ذكر أمثلة عن دعمه اللامحدود للمجموعات الإرهابية وتوفير العلاج لها في مشافيه، هذا فضلاً عن الدعم الخفي والمعلن لبعض المتورطين بالأفعال الشائنة والشنيعة ضد وطنهم ممـّن يدّعون أنهم "معارضون"، أولئك الذين ارتموا في أحضان الكيان المحتل طلباً لدعمه واستقواءً به، وظنّاً منهم أن معركتهم مع الدولة السورية ستكون رابحة بدعم ألدّ أعداء تلك الدولة لهم، غير مدركين أن الدولة السورية تضع في حسبانها كل ما يظنّون أنه خفيٌّ أو مفاجئ أو خارج دائرة السيطرة أو العقاب والحساب.

ومناسبة الحديث هي أن إسرائيليين تابعين لجهاز استخبارات الكيان الإسرائيلي -ويصفون أنفسهم بالناشطين- كانوا قد نظموا يوم الثلاثاء الماضي 25 تشرين الأول مظاهرة أمام السفارة الروسية في "تل أبيب" بالكيان المحتل، طالب فيها "المتظاهرون" بوقف ما سموه "القصف الروسي على مدينة حلب السورية"، وذلك عبر لجنة تسمي نفسها "لجنة الإعانة الإسرائيلية الإنسانية للشعب السوري"!!! وكانت الدعوة لانطلاق "المظاهرة" قد تمت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "كفى للقصف الروسي على حلب"، وذلك بمشاركة أكاديميين وصحافيين.

وقد أورد منظّمو المظاهرة في نص دعوتهم -ثم في لافتات مظاهرتهم- أن "الطائرات الروسية قامت بمشاركة سلاح الجو السوري مؤخرًا بتصعيد قصفها لمدينة حلب المحاصرة"...كما ذكروا في النص أنه "فيما الأمريكان مشغولون بالكلام، يعمل الروس بكل القوة على حسم المعركة في سورية لصالح "نظام الأسد" قبل أن يُخلي أوباما البيت الأبيض، وإعادة هيبتهم كدولة عظمى في الشرق الأوسط".

وشبّه منظمو هذه المظاهرة الوضع الحالي في حلب بما حصل في مدينة "غيرنيكا" في إقليم الباسك شمال إسبانيا، والتي هوجمت من قبل الألمان في الحرب العالمية الثانية، وذلك في محاولة منهم لدغدغة عواطف الأوروبيين وتأليب الرأي العام الأوروبي ضد الحليف الروسي لسورية...

وتأتي هذه المظاهرة المدبّرة في وقت شهدت فيه العلاقات الروسية- الإسرائيلية اجتماعات ولقاءات بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى بعض الخبراء والمحللين أنها حملت مساعٍ من الرئيس بوتين للحد من تدخّل الإسرائيليين في أحداث المنطقة ولجم حركة طيرانهم الحربي.

وأوضح موقع "ماكور" الإخباري الإسرائيلى أن "مظاهرة تل أبيب نجحت حتى قبل انطلاقها بإثارة جدل الإسرائيليين حول الحرب الدائرة في سورية"، وهو –برأينا- جدلٌ مفبرك ومدروس لغايات ومحاولات إسرائيلية باتت معروفة في المنطقة لتأسيس علاقات خبيثة مع شعوبها وإطلاق نوع من الحوار معها.

وكان إسرائيليون قد خصصوا صفحة على موقع "فيس بوك" للمظاهرة المذكورة، كُتب فيها "الحرب في سورية هي قصة معقدة جداً"، ودار تحت هذا النص نقاش حاد باللغة العبرية عكس –وبشكل مثير للسخرية والاستهجان- بعض وجهات النظر لمن يعتبرون أنفسهم زوراً شركاء في المنطقة، أو أنه يحق لهم تقييم ما يجري في بلد يحتلّون جزءاً هاماً منه ويقفون هم وحكومتهم وراء ما يجري فيه من مؤامرات وخطط ومذابح وإبادة للتاريخ، هي في المحصلة لصالح الكيان الصهيوني ومن يدعم وجوده.

وختاماً، فهل ينتبه الجمهور العربي والغربي لألاعيب الاستخبارات الإسرائيلية تلك، والتي تُنفَّذ بدقة بالغة وتغطية إعلامية شاملة تخترق القنوات والصحف والمجلات وصفحات التواصل لما يوليه الكيان الإسرائيلي من اهتمام بتلك الألاعيب ويعوّل عليه لاختراق الشعوب؟!

المصدر جهينة نيوز


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا