الجيش العربي السوري.. يستحق أن يُطوّب قديسا ً بقلم : ميشيل كلاغاصي

السبت, 12 تشرين الثاني 2016 الساعة 20:06 | منبر جهينة, منبر السياسة

الجيش العربي السوري.. يستحق أن يُطوّب قديسا ً  بقلم : ميشيل كلاغاصي

جهينة نيوز:

( هي شامنا التي زلزل الطغاة الأرض تحتها و لم تنزلق , وتداعت عليها وحوش البراري فلم تنل من شاهقاتها , أرادوا تقسيمها فعلمتهم كيف يتحدوا.. جادت ومن رحمها أنجبت من وُلدوا للأمل والفرح والعيد ومن جاؤوا للوجود والكرامة والحرية , ولأجل إبتسامتها هبّوا .. وفي زمن النعاج وعشرون يهوذا ومن خانوا .. كانوا محمدا ً وعليا ً وعيسى و دعاءا ً لله وما هانوا , وحطّموا ساريات الحقد والتكفير والأطماع , و رفعوا الشام َ رايات ِ نصر ٍ و غار ٍ, و بيارقَ وخوذات ٍ مباركة وصهيل خيل ٍ, و كانوا أسود الزمان و المكان ..حماة الديار عليكم سلام. )

تطالعنا وسائل الميديا يوميا ً بعشرات استطلاعات الرأي و نتائج الدراسات و الأبحاث العسكرية , بتصانيف مختلفة لجيوش العالم و التي تعتمد على عدد وعديد الجنود و عدد الطائرات والدبابات وغير ذلك .

بالتأكيد هي تصنيفات استعراضية وتصبُّ في إطار الحرب النفسية.. إذ يعرف العالم أن العدد و العتاد وحده لا يشكل معيارا ً حقيقيا ً للتفوق و النصر .. فما أكثر الحروب و الملاحم التي انتصر فيها قلة ٌعلى كثرة.

إن الإيمان بالله تعالى و بعدالة القضية , و قدسية الشعوب والأوطان , تجعل الجيوش تنتصر..وأن الهزيمة و الإنتصار مفهومان ينبعان من داخل الصدور والقلوب.

فالإنسان المهزوم يكون مهزوما ً من داخله .. و مثله المنتصر هو منتصر ٌ من داخله.. فالإيمان والثقة بالله عزّ و جل ّ, و بالنفس و بالقدرة الذاتية للإنسان تصنع منه بطلا ً لا يعرف الهزيمة مطلقا ً.

و لن ننسى يوما ً كلام الرئيس بشار الأسد حين قال:" سأقاتل حتى النصر", إذ تعّهد ووعد كأسد ٍ عربي ٍ سوري مقاوم بالقتال ذودا ًعن حياضها و بالنصر الأكيد.

كذلك لنا في الماضي القريب مَثل ٌ آخر , ففي حرب تموز 2006 تجلّت كل المعاني السابقة في نصر ٍ عظيم لرجال الله في المقاومة الإسلامية اللبنانية , على الرغم من الفارق الكبير بين عدد وعدة وعتاد جيش الإحتلال الإسرائيلي .

كذلك انتصار المقاومة الفلسطينية عام 2008- 2009 و ما تلاها من انتصارات.. في حين نرى السعودية و التي تتبوأ أعلى التصانيف العسكرية عدة ً وعتادا ً , ُتٌهزم اليوم و يُمرّغ أنفها في الوحل و المستنقع اليمني على يد أبطال المقاومة الأبطال .. وهذا ما يؤكد قناعتنا في ترجمة تلك التصانيف العسكرية العالمية .

أما في الحديث عن الجيش العربي السوري و الذي يقاتل على كامل مساحة الوطن, وفي أكثر من 400 نقطة اشتباك و بمواجهة أكثر من 2000 مجموعة إرهابية, وسط تنوع جغرافي كبير, فمن الجبال إلى السهول والوديان وداخل القرى والمدن والشوارع والأزقة والأنفاق.. إنه يقاتل أكثر من ثمانون دولة وعدد ٍ غير معروف وغير نهائي من إرهابيي العالم المتوحش.

أما السوريين فينظرون إلى جيشهم بإحترام ٍ شديد و بفخر ٍ و بإعتزاز و أمل , و يقدّرون ثباته و يؤمنون بانتصاره .. هو جيش ٌ يصفه الغرب ب " الجيش الساحق " و" القوي " , و يعترفون سرّا ًوعلانية بقوته و صلابته , و يعبرون عن دهشتهم بسرِ تماسكه و قدرته.

هم لا يعرفون أنه جيش ٌ عقائدي يعشق الحياة والكرامة , و يؤمن بالشهادة طريقا ً للحياة و العزة و الإنتصار .. جيش ٌ مؤمن ٌ بالله تعالى و بقدسية تراب الوطن و نذر نفسه للدفاع عنه , فكان سخيا ً وكريما ً بعطائه و بدمائه الطاهرة.

جيش ٌ تمثّل أنبل وأعلى مراتب الأخلاق و القيم الإنسانية النبيلة, وجسّد أعلى درجات المحبة والوفاء و ما جاء في صحائف الحق إذ يقول: " ما من حب ٍ أعظم من أن يقدّم الإنسان حياته من أجل محبيه ".. جيش ٌ لُقّب بالإسطوري بحقيقته و واقعيته و صدقه.

لقد حقق الإنتصارات و راكمها واستحق اللقب , على الرغم من بعض الكبوات .. إذ تبقى الحرب كرٌّ و فرّ و معارك وجولات.. ونستغرب ممن لا يرى انتصاراته على مدى ست سنوات ٍ تقريبا ً, و يشعر بالخيبة لمجرد خسارة موقع ٍ هنا أوهناك..!!

لنا كامل الثقة بقدرته و ثباته وقوته و بانتصاره القريب .. نقف معكم و خلفكم سيادة الرئيس القائد العام للجيش و القوات المسلحة , و نثق بكم بلا حدود , و بكافة ضباطنا و صف ضباطنا و عسكريينا .

و نشكر الله الذي خصّ أرضنا المقدسة بكم من فلسطين إلى لبنان و سورية و العراق و اليمن.. إلى كل بقاع الأرض, و فاض عليها بمحبته و رضاه و جعل عطر قداسته يُظلل رجاله على الأرض أسود الجيش العربي السوري.. الذين سقوا بذور السلام و المحبة و القيم الإنسانية بدمائهم الطاهرة .. لتمدّنا بالعزيمة كي نحمل النور و المحبة إلى العالم أجمع.

هبّوا أيها السوريون و شمّروا عن سواعدكم في مسيرة القداسة إلى جانب جيشكم.. لتكونوا قدّيسي الأرض المباركة .. فليس القديس من صنع العجائب فقط .. إنما هو كل من يعمل مشيئة الله و يعيش في ظل عنايته و رضاه.

ندعو إلى القداسة بمفهومها الإنساني و الوطني من منطلق الإيمان بالوطن و العطاء والمحبة .. و لنكن أول الشعوب التي تقدّرُ و ُتقدّس على حد ٍ سواء الشهداء و الأحياء من أبطالها .. و ليكن تطويبا ً حقيقيا ً ..

أفلا يستحق الجيش العربي السوري أن يُطوّب قديسا ً ..؟؟


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا