قاتل الفن والحضارات .. يدمر في لؤلؤة الصحراء

الأحد, 22 كانون الثاني 2017 الساعة 04:14 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 قاتل الفن والحضارات .. يدمر في لؤلؤة الصحراء

جهينة نيوز:

تعتبر سوريا مخزن كنوز أثرية من ثقافات مختلفة تتراوح بين المساكن والأسواق من عصور ما قبل التاريخ، وصولا إلى الآثار اليونانية والرومانية والحصون الصليبية.

وعلى مدار التاريخ تعرض كثير من التراث الثقافي والإنساني إلى عمليات إبادة وتدمير لأسباب مختلفة وضمن سياقات متعددة، ولكن تبقى النتيجة واحدة وهي أن البشرية خسرت جزءا مهما من ذاكرتها الحضارية وإرثها الإبداعي.

بداية من الفايكنغ في أوروبا, ومن ثم المغول في بغداد, وطالبان في أفغانستان, وأخيراً داعش في سوريا والعراق, جميعها تنظيمات متششدة إرهابية استولت على مساحات واسعة من العالم وعاثت فيها الدمار والخراب.

مدينة تدمر، وباللاتينية "Palmyra" مملكة عربية قديمة، هي إحدى أهم المدن الأثرية عالميًا، تقع في وسط سوريا وتتبع لمحافظة حمص، وهي مدينة ذات أهمية تاريخية، حيث كانت عاصمة مملكة تدمر وهي اليوم مدينة سياحية، تبعد 215 كيلومترًا عن مدينة دمشق إلى الشمال الشرقي منها، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات، و160 كيلومترًا شرق مدينة حمص. ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ " لؤلؤة الصحراء " الى اكثر من الفي سنة.

وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام وتلقب ايضا بـ"عروس البادية" باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

لكن " قاتل الفن والحضارات "، حسب ما تُسميه الصحف العالمية، والاسم الأشهر له هو "داعش"، والتي بدأت الصحف العالمية في مهاجمتة لما أصدره من صور وفيديوهات على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها حربه الضروس على المتاحف والمعابد وعلى كل ما يتعلق بمقتنيات تحتفظ بها سوريا منذ آلاف السنوات.

حيث دمر إرهابيو " تنظيم داعش " آثاراً جديدة في مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص شرق سوريا، وذلكك بحسب ما قال مدير عام الآثار والمتاحف السورية الدكتور مأمون عبد الكريم, يوم أمس الجمعة 20 كانون الثاني يناير. وأوضح عبد الكريم أن " تنظيم داعش كما تلقينا من أخبار منذ عشرة أيام دمر التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 16 عمودا ". وأضاف عبد الكريم " كما أظهرت صور أقمار اصطناعية حصلنا عليها أمس من جامعة بوسطن فإن أضرارا لحقت بواجهة المسرح الروماني ". وأوضح عبد الكريم أن " التترابيلون عبارة عن 16 عمودا اثريا بينها واحد أصلي و15 آخرين تمت إعادة ترميمهم وتتضمن أجزاء من الأعمدة الأصلية".

يذكر أن " تنظيم داعش " قد استولى مجدداً في 11 كانون الأول / ديسمبر 2016, على مدينة تدمر الأثرية، وذلك بعد أكثر من ستة أشهر على سيطرة الجيش السوري عليها وطرد الإرهابيين منها.

يشار هنا أيضاً أن " التنظيم " الإرهابي استولى المرة الاولى على المدينة في أيار/ مايو العام 2015، وارتكب طوال فترة تواجده فيها أعمالا تخريبية ووحشية، منها قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما), بعد أن اتهمه إرهابيو "داعش" بالوثنية ومدير لمعابد الوثنية الكافرة, فقاموا بإعدامه في المكان الذي وُلد وترعرع فيه، في المدينة ، وذلك بقطع رأسه وتعليق جثته على أحد أعمدة المعبد ووضع رأسه عند القاعدة.

بالإضافة إلى عملية إعدام جماعية بحق 25 جندياُ من الجيش السوري, وتدمير أثارا عدة بينها معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر وأخرى في متحف المدينة.

وتعليقاً على حادثة التدمير الأخيرة في مدينة تدمر، شجبت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا اعمال التدمير التي نفذها " تنظيم داعش ", ووصفتها بانها "جريمة حرب وخسارة كبيرة للشعب السوري وللانسانية".

واضافت: "هذه الضربة الجديدة الموجهة الى التراث الثقافي (...) تثبت مدى استهداف التطهير الثقافي الذي يقوم به المتطرفون للحياة البشرية والمعالم التاريخية من اجل حرمان الشعب السوري من ماضيه ومن مستقبله". واكدت أن "حماية التراث لا تنفصل عن حماية الحياة البشرية".

كما أدان مجلس الأمن الدولي في بيان له جرائم التخريب والتدمير المتعمد للأوابد التاريخية والإرث الثقافي الثمين في مدينة تدمر على يد " تنظيم داعش " الإرهابي. وجاء في البيان إن الدول الأعضاء في مجلس الأمن صدمت للتقارير الواردة بهذا الشأن وبعضها مقدم من منظمة التربية والثقافة والعلوم يونيسكو والتي تؤكد تدمير الإرث الثقافي في مدينة تدمر السورية ومن بينها أجزاء من المسرح الروماني والتترابيلون مشيراً الى أن الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية وغيرها تؤكد هذا التدمير.

مصادر مطلعة قالت لموقع جهينة نيوز, أن " السبب الحقيقي وارء تدمير إرهابيي " تنظيم داعش" للمعابد الأثرية في سوريا، ليس سبباً دينيا على الإطلاق، كما يعتقد الجميع ".

وأكدت المصادر، " أن تنظيم داعش ينهب التماثيل والمقتنيات الأثرية، ثم يبيعها لتجار الآثار العالميين، بناء على طلب واضح منهم، قبل أن يقوم عناصر التنظيم الإرهابي بتفجيرها لمحو آثار السرقة ".

وأضافت المصادر, " هنالك بعض الآثار من تدمر معروضة للبيع حاليا بسوق الآثار فى لندن، وهناك العديد من مقتنيات سوريا الأثرية مازالت موجودة بالفعل في أوروبا ولم تُدمر".

عملية التدمير هذه تخفى مقدار السرقة الذي حدث من قبل الإرهابيين، وهو تدمير للأدلة بشكل واضح، فلا يعلم أحد ما تمت سرقته وما تم تدميره. ومثل هذه العمليات تخفى موارد " داعش " الحقيقية، والتي تزداد مليارات الدولارات من أقل قطعة آثار يتم بيعها.

وبحسب مصارد متابعة كشفت لموقع جهينة نيوز, أن " عناصر داعش يقومون بتصوير فيديو صغير لهذه العمليات ليراها العالم، إلا أن المدة القصيرة لا تمنح أحدا التركيز فيما هو موجود فعلا من آثار، ما جعل من إرهابيي التنظيم لتحول سريعا للمتفجرات التي تخفي كل شيء"، وأوضحت المصادر, " أن كل شيء يتم بشكل ممنهج، والمقاطع المصورة والأخبار تصدر بترتيب معين تقرره داعش ". وأكدت المصادر, أن " كلما كان الانفجار أقوى كلما زاد سعر القطع الأثرية في السوق العالمية ".

وأخيراً يرى مراقبون, أن " تنظيم داعش " قدم الدماء للإعلام وعندما بدأ الإعلام في تجاهله بدء باستخدام الآثار، وإذا لم يستطيع " التنظيم " لفت الانتباه له مرة أخرى عن طريق تدمير الآثار سيتحول إلى شيء آخر كالنساء والأطفال، ولن يكون هنالك قبل وبعد، ولن يكون في مقدور الناس المقارنة بين الأزمان، لأنه مع هذا التدمير ومرور الزمن لن يكون هناك شاهد على الحضارات والأزمنة السابقة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان - امريكا
    22/1/2017
    23:18
    كفي بكاء علي الاطلال هنا البشر اهم من الحجر
    سمعت انه في مرحله اعاده الاعمار ستقوم الصين وخلال اسبوع باعداه بناء تدمر مثلما كانت علي زمن روما ويمكن تطالع زنبيا من القبر حتي لاياخذها داعش مره ثالثه ..

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا