محادثات الأستانة .. هل ستكون بداية انهيار الحلف التركي السعودي القطري

الإثنين, 23 كانون الثاني 2017 الساعة 02:36 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 محادثات الأستانة .. هل ستكون بداية انهيار الحلف التركي السعودي القطري

خاص جهينة نيوز:

يقترب موعد انطلاق المفاوضات المفصلية في تاريخ الأزمة السورية في تمام الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت العاصمة الكزاخية " أستانه " غدًا الاثنين، وفق ما نشر الموقع الرسمي للخارجية الكازاخستانية، الذي أكد أن المفاوضات ستبدأ يوم 23 كانون الثاني يناير الجاري، عند الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت أستانة، ومن المفترض أن تختتم في 24 كانون الثاني يناير، وأشارت في البيان إلى أن المفاوضات ستجري بفندق " ريكسوس بريزيدنت أستانة "، وستكون وراء الأبواب المغلقة.

ومع اقتراب موعد الانعقاد، تتلاشى ضبابية المشهد حول حضور الوفود واعتذار أخرى، مصادر إعلامية مواكبة للمفاوضات أكدت أن وفد إيران برئاسة نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، وصل إلى الأستانة، كما وصل مساء أمس، وفد من الفصائل المسلحة في سوريا, برئاسة، المدعو محمد علوش، يرافقه عدد من " المستشارين " القانونيين يتبعون " الهيئة العليا للمفاوضات " التابعة للنظام السعودي، حيث وصل وفد " المعارضة " حسب مصادر في العاصمة " أستانة " إلى أكثر من أربعين شخصًا، وسط معلومات عن انضمام " الجبهة الجنوبية " التابعة لمسلحي ما يسمى ميليشيات " الجيش الحر ".

من جانب آخر، وصل وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، وأحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين, والدكتور رياض حداد السفير السوري في موسكو, وأحمد كزبري عضو مجلس الشعب, وأمجد عيسى, وأسامة علي, وحيدر أحمد, واللواء الدكتور سليم حربا, واللواء عدنان حلوة والعقيد سامر بريدي.

في حين سيمثل الجانب التركي، نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، ويرافقه ممثل عن جهاز الاستخبارات التركية وممثلة عن هيئة الأركان، أما الجانب الروسي، يمثله المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، لعملية السلام في سوريا، ألكسندر لافرانتيف، ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، اللذين وصلا إلى العاصمة الكزاخية، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أنها لن ترسل وفدًا للمشاركة في المباحثات بسبب انشغال الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، لكن سفيرها في كازاخستان، جورج كرول، سيمثلها في الاجتماع.

ومن بين الوفود والشخصيات المعنية بالأزمة الذين وصلوا إلى العاصمة الكزاخية، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، وعدد من مساعديه، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي أيضًا مشاركته على مستوى السفراء، بالإضافة إلى الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزار باييف، المقرر أن يعقد الجلسة الافتتاحية ليلقي كلمة يرحب فيها بالوفود المشاركة، لتبدأ بعد ذلك أولى جلسات المباحثات بين وفد الحكومة السورية ووفد الفصائل المسلحة من خلال التفاوض الغير مباشر عن طريق المبعوث الأممي، دي ميستورا، ومعاونه " رمزي عز الدين ".

حالة من الترقب والتكهن، يصاحبهما وجهات نظر تفاؤلية وأخرى تشاؤمية تسود الأجواء قبيل ساعات من انطلاق مباحثات الأستانة.

حيث انطلقت العديد من التكهنات التي أشار بعضها إلى تصاعد فرص نجاح المؤتمر بسبب انهيار العديد من المعوقات التي كانت تقف في طريق نجاح مؤتمر جنيف بجولاته المتعددة، فيما ظلت الأجواء التشاؤمية موجودة لدى بعض المراقبين الذين قللوا من فرص نجاح المؤتمر، ورأوا أن بعض هذه المعوقات لاتزال موجودة وقد تؤدي إلى انهيار المحادثات لتلقى مصير سابقتها " جنيف "

مؤتمر الأستانة في أي حال يهدف إلى توثيق نتائج مفاوضات أنقرة، وتوقيعها من الأطراف المشاركة على أن تجري شرعنتها في مفاوضات جنيف برعاية دولية، وتتضمن الوثيقة التي يسعى الجيش الروسي إلى ضمان توقيع الحكومة السورية والفصائل المسلحة في أنقرة عليها، على وقف شامل لإطلاق النار على الأراضي السورية يستثني من ذلك " تنظيم داعش " و " جبهة النصرة "، والإقرار بأن لا حل عسكرياً في سوريا، ووضع مسودة مبادئ لتنفيذ القرار ٢٢٥٤، وأن روسيا " ضامن الحل السياسي ".

مما لاشك فيه أن الأوضاع السياسية والاستراتيجية الحالية للعديد من الدول اختلفت كثيرًا، خاصة الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الأزمة السورية، فبعد تنصيب الرئيس الجديد، دونالد ترامب، باتت الإدارة الأمريكية أكثر تساهلًا وتجاوباً, على عكس الرئيس السابق، باراك أوباما، حيث تتقارب استراتيجية ترامب من نظيره الروسي بوتين بشأن التركيز على محاربة العناصر المسلحة في سوريا.

وفي الوقت نفسه، اتخذت السياسة التركية منحنى جديد بشأن التعامل مع الأزمة السورية، حيث باتت أكثر قربًا من وجهات النظر الروسية والإيرانية، وهو ما ظهر مؤخرًا في إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره التركي, أردوغان، ليعرض على أطراف النزاع في سوريا مواصلة عملية محادثات السلام في أستانة لتكون مكملة لمحادثات جنيف المقرر لها 7 فبراير المقبل, والتي تعد بمثابة استدارة تركية وتراجع لافت، الأمر الذي يوحي بأن إدارة أردوغان أعادت تقييم حساباتها جيدًا متخذه في الاعتبار فشلها المتكرر في العديد من المعارك التي خاضتها والضغوط الميدانية التي كان آخرها وأهمها معركة حلب.

أما الجماعات المسلحة، والتي فقدت العديد من الدعم المادي والمعنوي والاستخباري الذي كانت تتلقاه من العديد من الدول العربية والغربية، حيث باتت السعودية وقطر، أكبر داعمي الجماعات المسلحة في سوريا منذ بداية الحرب ، يبحثون عمن يدعمهم سواء في أزماتهم الاقتصادية أو عدوانهم على اليمن الذي بات عبئا كبيرًا لم يستطيعوا التخلص منه، فيما تخلت تركيا عن العديد من استراتيجيتها الداعمة لهذه التنظيمات والجماعات بعد أن خسرت مراهناتها عليهم وتيقنت من عدم قدرتهم على تحقيق أهدافها في سوريا، كما أن الخلافات التي شقت صفوف الجماعات المسلحة في سوريا والتي يتم ترجمتها باشتباكات بين هذه الفصائل لا تهدأ على الأرض، يؤكد أن الجماعات المسلحة في طريقها للانهيار وباتت تبحث عن أفضل المخارج من هذه الأزمة.

مصارد خاصة أكدت لموقع جهينة نيوز, أن " مؤتمر الأستانة  سيكون بداية تحوّل سياسي لدى ما يسمى " المعارضة "، أو بالتعبير الأدقّ لدى مشغّلي " المعارضة "، لأنّ الجيش السوري ليس في موقع المدافع ليطلب هدنة أو وقف عمليات، والجيش السوري منتصر على كلّ الجبهات التي دخل فيها بمعارك مباشرة مع الجماعات الإرهابية. لكن، وحسب المتَّبع لدى الحكومة السورية، أن كل دعوة لوقف المعارك سوف يستجاب لها إذا كان الهدف هو إنهاء الحرب على الشعب السوري وإعادة الاستقرار الأمني للبلاد بعد ست سنوات تقريباً ".

وتابعت المصادر, " مؤتمر الأستانة، وإن كان أمل للسوريين، ولكن جوهره لا يحمل الكثير. فمن يتابع التناقضات الكبيرة لدى " المعارضيين "، ومنهم لم يعلم بعد بموعد المؤتمر رغم إعلان الموعد، ومنهم من ينتظر الجهة المشغلة ليعلن موافقته أو رفضه، لهذا يبقى هذا المؤتمر مرحلة من مراحل الحرب على سوريا إذا ما تم الاتفاق فيه فسيكون الاتفاق مع مشغلي المعارضة ".

وأضافت المصادر, " ما يسمى المعارضة في الخارج لا تملك شيئاً من أمرها، وأن أي تشكيل أو فصيل أو تجمع معارض لا يستطيع فعل شيء سياسي على الأرض، فالمطلوب من مؤتمر أستانة أن يعلن وقف الدعم وبشكل نهائي عن الفصائل الإرهابية، وحينها سنجد من يمكن أن يبقى تحت سقف المفاوضات، وإذا ما كان المؤتمر يهدف بالفعل إلى إنهاء الحرب على سورية، فلا بد من إعلان أسماء الدول الداعمة للإرهاب والمرتبطة بالفصائل الإرهابية العاملة في سوريا، وعلى هذه الدول أن تختار إما التخلي عن هذه الجماعات، أو يمكنها نقل العناصر الإرهابية إلى بلادها ".

من جانبه يرى الشارع السوري وبعد تجربة جنيف الأول والثاني والثالث و ..، أن أي مؤتمر وطني يجب أن يعقد في دمشق لا خارجها. ومن يريد مصلحة الشعب السوري ويدعي الخوف على مستقبل أطفال سورية، عليه أن يقبل بمؤتمر سوري - سوري وفي العاصمة السورية دمشق، تلك العاصمة التي تحاول الجماعات الإرهابية حرمانها من الماء، وتحاول محاصرتها لقتل سبعة ملايين سوري، وذلك بدعم علَني من أعداء الشعب السوري وممولي الإرهاب.

وهذا ما أكده الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام على متن الطائرة التي أقلت الوفد إلى أستانة, أن " الاجتماع حوار سوري – سوري ولا نسمح أن يكون هناك أي تدخل خارجي أو شروط مسبقة لكن واقع الحال يقول إن الكثير من المجموعات الإرهابية المسلحة خلفها دول مشغلة من ضمنها تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورغم واقعيتنا الشديدة وحرصنا على أن يكون الحوار سوريا لا يغيب عن ذهننا أن الكثير من مشغلي هذه الأدوات أو المجموعات الإرهابية هم دول أجنبية "

وأضاف الدكتور الجعفري, " أن كل اجتماع يخدم المصلحة الوطنية مهم للحكومة السورية ", موضحا أن لكل محطة خصوصيتها وأجندتها الخاصة وأن البناء على كل اجتماع هو الذي يوصلنا في نهاية المطاف إلى بر الأمان.

بالأضافة إلى ماسبق, ولمعرفة نتائج مؤتمر الأستانة مسبقا, فقد أكد فيتالي نعومكين، المستشار السياسي للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، أن " المحادثات المرتقبة بين دمشق و" المعارضة " في أستانة ليست بديلا عن " صيغة جنيف " أي وبعبارة أخرى لايوجد حل جذري في حال أستبعاد تلك القوى الغير مدعوة لمؤتمر الأستانة، كما وعلى الصعيد التركي فأن أنقرة  ستقاطع مؤتمر جنيف إذا دعي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي المدعوم من قبل الولايات المتحدة إليه ضمن فريق التفاوض، وبالتالي سنعود من جديد إلى نقطة البداية "

يرى مراقبون, أنه بعيدًا عن التكهنات بنجاح أو فشل المباحثات المرتقبة، فإن وصول الدول الراعية الثلاثة " روسيا وإيران وتركيا " إلى الاتفاق حول انعقاد مؤتمر يجمع الفصائل المسلحة " المعارضة " في سوريا مع الحكومة السورية، يعتبر في حد ذاته الإنجاز الأكبر خلال هذه المرحلة، على اعتبار أن تركيا من أكثر الدول الداعمة للمجموعات المسلحة في سوريا وتشكل مع السعودية وقطر حلفًا إقليمًا يحارب الدولة السورية، الأمر الذي يعني أن انضمام تركيا إلى روسيا وإيران يعتبر بداية انهيار الحلف التركي السعودي القطري.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا