الأردن .. العلامة التجارية في لعبة القوى العظمى

الثلاثاء, 7 شباط 2017 الساعة 01:04 | سياسة, عربي

الأردن .. العلامة التجارية في لعبة القوى العظمى

جهينة نيوز:

على الرغم من تحذيرات حلفائها، تعمل المملكة الأردنية على الحد من أنشطتها الإقليمية إلا إذا كان الملك يعرف في أي اتجاه يتحرك.

ذهب الملك " عبد الله " ملك الأردن الأسبوع الماضي إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة كيفية تحقيق الاستقرار في سوريا.

وهذا الأسبوع أيضاً, كان حريصا في واشنطن على استكشاف كيف يمكن أن تساعد الأردن الرئيس دونالد ترامب لتنفيذ فكرته بتطبيق مناطق آمنة في سوريا.

تعد الأردن كعلامة تجارية في لعبة القوى العظمى ضد بعضها البعض منذ فترة طويلة. فجده الكبير الملك " عبد الله "، وشريف مكة، عمل مع كل من الإمبراطوريتين العثمانية والبريطانية، قبل أن يختار الذهب البريطاني. وذلك بحسب ما ذكرت مجلة  " إيكونوميست ".

وقبل غزو العراق في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة, تلقى الملك " عبد الله " مبعوثين لكل من صدام حسين والرئيس جورج دبليو بوش، ليعطي عبر المزاد العلني دعمه لمن يدفع أكثر.

أما الآن، ومع جفاف التمويل من قبل المملكة السعودية، فقد دخل الملك (عن طريق الروس) في اتصال مع العدو اللدود للسعوديين، إيران، التي تعمل قواتها على حدوده مع سوريا والعراق.

لقد دق الأردن ذات مرة ناقوس الخطر بشأن " هلال شيعي  - على حد زعمه - " يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط. والآن يقوم بالعمل على التوصل الى تفهم معها.

هذه الواقعية تتعارض مع توصيات مركز أبحاث في واشنطن، دعا العام الماضي لإنشاء " الأردن الكبرى " من خلال دمج " مناطق من العراق وسوريا " إلى مملكته. وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن المناطق غير المحكومة في المنطقة لابد أن تكون تحت ملك موالي للغرب، وبالتالي من شأن ذلك وقف تقدم إيران نحو الغرب. وفي المقابل، فإن الأردن سيكسب النهرين الكبيرين، حقول النفط وودائع الفوسفات الكبيرة.

ولكن الملك " عبد الله " يعرف مخاطر التجاوز. على مدى القرن الماضي، دعا الهاشميون أنفسهم " ملوك العرب" لكنهم خسروا اثنتين من العواصم الكبرى دمشق وبغداد، وثلاثة أماكن مقدسة في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس. وبقي جد الملك الحالي، الملك " عبد الله "، معترضا على حبسه في مملكة الصحراء مثل " صقر في قفص الكناري ". لكنه خسر نصف فلسطين، كما فقد ابنه الملك " حسين "، فقد ما تبقى.

ويقول المحلل السياسي " عريب الرنتاوي "، أنه على النقيض من ذلك، فإن الملك الحالي هو الملك الأول الذي يحمل " طموحات الأردنيين، وليس طموحات إقليمية ".

في سوريا مثلا، ومع السخاء السعودي والقطري, سرب ومد " عبد الله " الأسلحة والأموال والمعلومات للمجموعات المسلحة جنوب سوريا. الأمر الذي رد السحر على الساحر, بدخول ما يقارب مليون لاجئ إلى الأردن، لذلك تحولت أولوياته من دعم المجموعات المسلحة ومهاجمة الجيش والحكومة السورية, إلى الدفاع عن الحدود من الجهاديين العالميين، وكثير منهم من أصل أردني. ومع استثناءات قليلة.

لكن, لا يزال بعض الأردنيين مع فكرة دعم الجبهة الجنوبية لإنشاء حزام واسع بعرض 10 كيلومتر على الجانب السوري من الحدود، والتي قد تلبي طلب سيد البيت الأبيض " ترامب " بتوفير ملاذات أو مناطق آمنة. ومن شأن ذلك توفير الحماية من اللاجئين ومن " داعش "، التي حاولت اقتحام الحدود الأردنية أربع مرات منذ الصيف الماضي.

لكن كبار الجنرالات الأردنيين ينصحون بالتعاون مع الجيش السوري. فمع عودة الطريق السريع من الشمال إلى الجنوب مرة أخرى في يد الجيش, فإن التجارة قد تتدفق مرة أخرى من تركيا عبر الأردن إلى الخليج. ويمكن للاقتصاد الأردني أيضا تحقيق الربح من عملية إعادة الإعمار في سورية في نهاية المطاف.

في العراق أيضا، يقوم الأردن بموازنة تطلعات المهاجرين العراقيين مع العلاقات مع النظام القائم. فقد ساعد الأغنياء العراقيون الذين رحلوا إلى عمان، بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 في تحويلها إلى واحدة من أسرع المدن نموا في المنطقة. وقد وجه الأغنياء الذين كانوا يعيشون في القصور وشيوخ العشائر الذين تم نفيهم من الأنبار، في العراق، وجهوا دعوات و نداءات لإقامة إقليم، أو منطقة حكم ذاتي للعرب، كما فعل الأكراد. وهذا الإقليم سيكون متصلا بالأردن، وإلى جانب أن ذلك سيبني سدا منيعا غربي إيران. ولكن تجارة الأردن مع الأنبار سوف تتضاءل بالمقارنة مع إمكانات العلاقات مع العراق ككل. كما أن الاتفاق الثنائي لبناء خط أنابيب من حقول البصرة إلى ميناء العقبة الأردني يبشر بتحويل المملكة إلى مركز للطاقة.

في فلسطين يبدو الملك عبد الله هو الأكثر حذرا بين الجميع. فقد اغتال الوطنيون الفلسطينيون جده الأكبر بعد أن وافق على تقسيم القدس مع الصهاينة في عام 1948. وكان والده " حسين "، أيضا قد نجا من الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر 1970. ولكن عبدالله كان يفضل البقاء دائما خارج هذه المعركة.

لقد قال للفلسطينيين الذين يشكلون معظم شعبه إن شعاره " الأردن أولا " ورفض دور أكبر في الضفة الغربية. ولسان حال عبد الله, كما يقول المثل : " صقر في قفص أفضل من طير يسقط في منتصف الرحلة ".


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    8/2/2017
    01:02
    تصويب
    علامه فارقه وليس علامه تجاريه . ...وبصيحه للسوريين اتركوهم يكتووا بما صنعت ايديهم

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا