المد السني الإنفصالي الذي يهدد السنة  ..بقلم : يامن أحمد

الإثنين, 13 آذار 2017 الساعة 03:42 | منبر جهينة, منبر السياسة

المد السني الإنفصالي الذي يهدد السنة  ..بقلم : يامن أحمد

جهينة نيوز:

عندما تقع المواجهة مع الفناء لن تلحظ أعين الجحيم وجودنا إن لم تتحول كلماتنا في الملاحم الجهنمية إلى طيور أبابيل ترمي شياطين الإنس بحجج من نار وتقذف النور في قلوب الضائعين  .. لن يصغي  إليك الفكر الطارئ المفتقد لحجة العقل  وسوف توصد أبعاد التفكر إن لم تكن كلماتك إسرافيلية الفعل تنفخ في جهالتهم الموت..هكذا نتقدم لقول ماتخشى العقول قوله  لأن المتغيرات العظمى لاتنصت إلا للكلمة المنبعثة من قوة الحق كي تتم الإشارة إلى مواضع الحقيقة..

إن للحقيقة العليا  منازلا للفكر  ففي كل منزل يولد العقل القدسي كوكبا يسري بنوره إلى ظلمة هذا العالم فمن لم يرى بالنور ضالته لن يراها في مكان آخر إلا إن أراد البعض محاربة الحقيقة للهروب من هول وقعها لأن تعلقه بما يعتقد تعلق متعصب غريزي .. فإن إخترنا كتابة الحقيقة بحبر بارد عن أعظم محرقة فكرية يتعرض لها الفكر التقي  سوف تقع أفكارنا سبايا في قبضة الجهل و تقع الحقيقة أسيرة في سجون المجهول.. 

السياسة الرسمية لكثير من القادة "السنة " من أهم المسببات لتحول تيارات من السنة إلى حركات جهادية عكسية وإن لم تكن كذلك فهي تتعاطف مع القاعدة وحركات التطرف الإسلامي  وأحد أهم الأسباب يكمن في عدم إيجادهم لقائد سياسي ملهم ومرجع فكري يقود السنة نحو المواجهة مع العدو الحقيقي وليس نحو الفتنة. هذا مالم ولن يفعله هؤلاء أشباه القادة .تعالوا ندقق ماذا يفعل هؤلاء لإستقطاب سنة العالم ممن لايدركون الحقائق ..ماعليهم فقط إلا التهديد "بخطر المد الشيعي"..

 (نتذكر تصريح ملك الأردن عبد الله عن الهلال الشيعي قبل إندلاع الربيع العربي) بهذا نفذ هذا المملوك للغرب واحدة من واجباته العملياتية وحصن نفسه شعبويا من قبل سنة بلاده  ..وهكذا نرى التعاطف قد غمر قصورهم وطاف بهم على متن القلوب التائهة التي توهمت وجود القائد السني الذي يخشى على السنة من أكثر الطوائف أقلية في أمة المليار وبهذا تختفي عمالته لإسرائيل العدو الصهيوني وتبني إسرائيل لنفسها جدار عازل داخل قلب وعقل كل سني فلا يعد يراها ولاتعد هي تلحظه في مواجهتها ..إنها حالة الضعف واليأس التي فقدت من قلوب البعض من السنة فلا يلام بعضهم إن لم يرى ناصر جديد وهواري جديد ..فإن أعظم قائد (سني) في نظرهم هو أردوغان حتى أنهم يدافعون عنه ويلقبونه الخليفة وهو الذي لم يلفظ حرفا واحدا ضد الناتو القابض على  تركيا بحجة التحالف  ..أما علاقات تركيا مع العدو الصهيوني تصل إلى تنفيذ المناورات العسكرية وتطوير وتعديل السلاح التركي كما أنها  ترتكز على الإقتصاد والسياسة المشتركة ..

وهنا يدعم الضائعون أردوغان في بداية الحرب وتولد الدولة الإسلامية داعش التي تصور البعد الحقيقي للحالة التي أفرزتها سياسات الانظمة الاسلامية المتحالفة مع إسرائيل وأمريكا. يقال بأن السني لم ينتفض في بعض الأمم لأن معتقداته لم تظلم وإيمانه لم يمسسه أحدا بسوء !!

نقول: 

هل يظلم بعقيدته عندما تكون الدولة ضد إسرائيل!!

هل يظلم عندما لاتفتح دولته أراضيها لقوات عسكرية تقتل المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان ومعظم دول العالم المناهضة للصهيونية !!!

هل يظلم المسلم بعقيدته من عدم وجود راية إسرائيلية تخفق في عاصمته أم من عاصمة تقيم علاقات متينة للغاية مع إسرائيل!!!

هنا المشكلة الخطيرة فإن كان  الدين الاسلامي يشعر بالظلم من مقاومة إسرائيل والناتو فمن الطبيعي أن يرى في أردوغان خليفة وأن يرى بالصمت الأخلاقي للشعوب التي تحكم أوطانها إتفاقيات سلام مع إسرائيل بأنه وعي ووطنية فإن رأيت دول لم يحدث بها كما حدث في سوريا فهو للأسباب التالية :

إسقاط دورها  من المواجهة عبر إتفاقيات سلام تحافظ عليها منظومات حكم سياسي لاتخالف أمريكا في سياساتها الخفية أو المعلنة ..

عدم مقاومة إسرائيل ولو بالكلمة والدليل : 

تركيا الاردن السعودية لا تقدم سوى المسرحيات عن (المد الشيعي)  وهم غارقون في المد الصهيوني منذ مايقارب القرن..لو أن كيان واحد من هؤلاء قدموا رصاصة واحدة للمقاومة لوجدتهم يقاتلون إلى جانب سوريا وليس ضد سوريا وهنا سر الحرب ضد سوريا..

التدين المنحرف عن السنة عقر الذكاء والسياسة الخبيثة للحكام (السنة) سلبت التفكر من عقول الكثير من المسلمين فقد وضعت الحدود للعقل الإسلامي عبر أحاديث كثيرة لاعلاقة لها بكل ماجاء به الإسلام الحقيقي ..

إقرأ..ليتدبروا آياته ..أولي الألباب  .أولي الأبصار..ولهذا نرى بأن تحنيط الأدمغة بأقوال مخالفة لما جاء به القرأن عقرالعقول الإسلامية عن التفكير وجعلها تطالب بحكم إسلامي وتحلم بقيامه وجاءت الفرصة وتحققت الدولة الإسلامية والإمارات الإسلامية ولكنها سقطت أخلاقيا وإجتماعيا ورفضها حتى من كان يحلم بها لماذا ياترى !!! 

السني لم يكفر الآخرين  إلا بعدما كفر نفسه بنفسه وإنفصل عن سنته ولهذا نرى السني المقاوم باق ولم يتأثر بالتحولات   الوهابية والاخوانية بل حاربها وحاول جاهدا محاكاة العامة ممن إتبعوا هؤلاء كي يعودوا إلى سنتهم لأن الفكر الإخواني والوهابي هو الحالة الإعتقادية التي فصلت بين السني والسنة ..فعندما نرى إقتتال وتناحر دموي لعشرات الفصائل الإسلاموية على مدى أكثر من سبع سنين في ليبيا و 6 سنين في سوريا هنا نتمكن من تفسير إنفصال البعض السني عن السنة وتحولهم إلى طواحين  لهرس لحوم بعضهم بعض ..

هذا هو أردوغان "البطل "السني" حارب بأرواح وأجساد عشرات الألاف من السنة السوريين وفي النهاية يمنح الجنسية التركية  لحملة الشهادات العليا حصرا أطباء مهندسين ولم يمنحها للنسبة الكبيرة ممن وقف معه وبايعه وهم من أصحاب المستوى التعليمي المتدني والمتوسط ومعظم السوريين أصحاب الشهادات التعليمية العليا ممن ناصروا أردوغان (المخلص السني )لم ينخرطوا في الحرب العملياتية ضد سوريا بل كان معظمهم من أصحاب الأراء  وهنا يقول لكم أردوغان أيها السنة المنفصلين عن السنة بأن البحر أمامكم والزوارق بإنتظاركم أو الغرق في حروب لم تؤذي سوى أنفسكم ووطنكم.. لو كانت تركيا تلك الأم الحنون ما غادر أحدكم بحرا وعرض نفسه للموت مع أطفاله ..لو كان أردوغان ذاك الخليفة والقائد السني البطل ماجعل سنته الشرعية "تدفع بكم عبر أراضيه إلى حالتين من الموت أما الغرق في البحر أو الغرق في فتنته التي أشعلها في سوريا..إنها العقيدة الإخوانية التي أرسلت من الغرب الصهيوني وليست سنة الله التي ارسلت من السماء..فهذه هي ديانة أردوغان وآل سعود ..

ولأن الدهر لايقبل ربط سويعاته ومسافاته مع فلول المارقين وإن تربعوا على عرش الأرض  ..

ولأن سوريا مربط لعقارب الدهر فهي لا تقبل بقيامة أباطرة الوجود المهمل فكريا . الزمن معني بالرسو عند من يستطيع أن يمتزج مع أسرار إجتياحه لهذا الكون والسعي معه نحو الأبدية ولهذا لامفر من مواجهة الزمن بقلوب مسلمة مقرونة على دقات أجراس الكنائس وعقول قومية الفكر المقام تقدست بعشق البقاء لأجل الحق والحقيقة ..

الحق اقول :

 إن أردنا تقديس الأمة والفكر الذي نعتنقه علينا أن نبحث عن الإمام فلا إيجاد للأمة إلا من خلال إمامة العقل  ولا حضارة من دون حضور متوهج بالنور ومحاط بالنار فإن قلت سوريا فهناك من أقام سوريا في عقولنا لأن الإنسان هو كل شيء وليس جزء من كل شيء فهو الذي يحول الانفس القاحلة إلى أرض خصبة...

لقد وجدوا جبان يمتهن الخوف ويقوم بتخويفهم وتجنيد  السنة الإنفصاليين عن السنة في جيوش الخوف من الآخرين ..والسؤال يقول :  أين هي روح القائد الشجاع وسطوة الفارس النبيل !! هل يحتاج تحريك الإيمان في القلوب إلى قذف الرعب في قلوب (السنة) من الطوائف الإسلامية الأخرى حتى يكونوا جهاديين!!

ألم ينتبه أحد الفقهاء إلى أن قذف الرعب والخوف في الأنفس والقلوب هو عمل سماوي ضد جيوش الكفر!!  

قوله :

(... سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ..)..

 هل وجد السنة  قائدا يمنحهم حقيقة حجمهم المؤثر في قيام روح  القديس السني يحيى الشغري في كل سني بل صنعوا بغدادي  لمواجهة أنفسهم وسجن إيمانهم بسنتهم في جحر الخوف فإن أراد أردوغان أن يجمع من حوله السنة تحدث ضد الشيعة وإن أراد الوهابي جمع السنة تحدث عن إيران وفي نهاية كل فصل  يأتي دور القمقم القطري ليخرج مفتي الناتو القرضاوي ليفتي ضد الجميع إلا العدو اليهودي والناتوالصهيوني ..وتنجب هذه الحقائق في العقل والضمير  سؤال آخر يقول :

لماذا لم يتم تجييش أمة المليار مسلم منذ إحتلال فلسطين حتى اليوم!! وهنا نستدل من القرأن على حقيقة مواجهة السنة لأنفسهم ومع السنة الإلهية القرأنية النبوية قبل تكفيرهم للأخرين وهذا ماقام به الوهابي والأخواني ضد السنة ووضعهم في مواجهة مع أنفسهم وسنتهم والقرأن  خير دليل.. قوله :

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ.

الإبقاء على المذاهب السياسية التي لاترى إسرائيل في توجهاتها أي خطر هو البقاء على صعود التطرف الإسلامي فإن تولى أي سني مقاوم أحدى العروش لتلك الدول المقترنة سياساتها مع الصهيونية وصرخ صرخة حق لجذب العقول السنية الإنفصالية وأعادها إلى صوابها وأنقذها من الإنجراف كما إنجرفت خلف الخبيث أردوغان بعد  مسرحياته العالمية( دافوس ومرمرة) وهنا سحر أردوغان قلوب المحبطين من إيجاد قائد سني وشق أردوغان طريقه عبر جمهور مسرحياته الشهيرة إلى داعش بعد رحلة إستعراض في العالم الإسلامي حصد فيها على مبايعة الضائعين وكان الفضل الكبير المذاهب الفكرية السياسة للحكام السنة .. 

في سوريا تولد صرخة يحيى الشغري كل يوم في قلب علوي وسني وشيعي ودرزي ومسيحي أما صرخاتكم لاتولد إلا في قلب كل يهودي لأنها لاتقتل سوى أعدائهم فإستريحوا يا مجاهدي الخوف لأن كيان الخوف اليهودي لم ينام قرير العين كما ينام في عصر جهادكم..

ياصاح

تقوم الحرب ضدك بسبب وعي الشعوب وليس السلام دليل على وعي الشعب بل إن إسقاط الأمم من المواجهة هي من ضمن أكثر  الخطط تأثيرا في  حروب الوعي ..لأن العدو عندما يحاربك إنما يحاربك لأنه يخشى وعيك الإيماني والعقلي  وعندما يدعك وشأنك أي أنه يقول لك : أنت لاتشكل أي خطرا عليه...ويكون هذا  أما لأنه أسقطك من المواجهة معه عبر إشغالك مع عدو إفتعله هو أو أنه قادك إلى السلام معه وبشروطه..

ونخلص هنا إلى رؤية إستراتيجية لا تتوافق مع من يتكلم من نظرة عقلية عقيمة التبصر عندما ينفي رابط التأثير والتأثر في عمق  الدول الإقليمية وهنا نتحدث عن مصر والأعماق الإستراتيجية بين سوريا ومصر والعراق وإيران والكيان التركي المارق هذه الأعماق  تتفوق على جميع مخططات العدو وموجات هزائم العقول الإسلامية إن وجد في مصر ناصرا جديد فلا يكبح تفشي السنة الإنفصالية إلا السنة الناصرية الثائرة والفكر المقاوم القومي من حيث الفكر وليس الجغرافية كي نكون واقعيين..على مصر يقع الدور الأكبر إن لم تتلقفه سوف تتورم حركات أصولية وتتشعب على حدودها ولهذا وجب أن تكون سيناء بيئة مقاومة من مصريين وليس من عسكريين فقط وبقاء دور مصر خارج الأعماق سوف يبقيها على السطح والأوراق لدى مصر بحجم الإقليم لديها المتوسط والأحمر وقناة السويس المتاخمة الحدودية مع فلسطين المحتلة ..مواجهة التطرف الإخواني لا يكون إلا بوجود فصيل مصري  مقاوم  يدعم من مصر أما أن يقوم  في سيناء أو في داخل فلسطين من الفلسطنيين ..الخطوط الحمراء لن تبقى للأبد.. هذا أردوغان قد سبق مصر إلى قلب غزة وكان الأجدر لمصر أن تسبق تركيا الأردوغانية .ولهذا نرى بأن إنكفاء الدور المصري داخل مصر أدى لظهور الدور التركي .في النهاية نجزم بأن توجيه الحرب في إتجاهات بعيدة عن محاربة إسرائيل سوف تخلق لنا مساحات عدة لولادة التطرف والطائفية فمن لم يحارب ويقاوم أصل الشر لن ينجو من جيوشه الإسلامائيلية..


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان امريكا
    13/3/2017
    07:35
    ثقافتنا وقيمنا انعكاسا للواقع الذي نعيشه وانت وحظك .
    اكثر المسلمين لايعوفون الفرق بين السنه والشيعه الا من خلال الثقافه الموروثه وبمحاولة الشيعه الاستيلاء علي السلطه اوحجج السنه للاحتفاظ بالسلطه اما الفرق في المساله الفقهيه كل يغني علي ليلاه ؟ نتمني ان تتحول الثقافه المذهبية لبرامج سياسيه او فكريه والفرق بينها من الذي يملك صوره لحياة او لمستقبل افضل ، والمشكله اليوم لا يوجد ثقافه واحده في كل انحاء العالم تصلح لان تكون الحل للجميع ومنبرا للخلاص وهذه ازمه العالم اجمع وليس المسلمين فقط ، وضطررنا للعوده لما كان مرفوضا في عصر الفلسفه الاول بحل الفلسفه الانتقائيه بان تختار قيما بحجم وعيك وتجربتك اي لاضرر من ان اكون شيعيا في طهران وسنيا في دمشق وبروتستنتي في امريكا او ارتذوكسيا في موسكو والجميع علي حق حتي لو لم يتفقوا علي اله واحد .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا