وول ستريت جورنال : ما هي خطة المحافظين الجدد في أميركا حول سوريا؟

السبت, 18 آذار 2017 الساعة 19:30 | اخبار الصحف, الصحف العالمية

وول ستريت جورنال : ما هي خطة المحافظين الجدد في أميركا حول سوريا؟

جهينة نيوز:

كتب "Frederick Kagan" وهو باحث في معهد "American Enterprise" (أحد أبرز المعاهد التابعة لتيار المحافظين الجدد) وزوجته "Kimberly Kagan" وهي رئيسة "معهد دراسات الحرب" مقالة نشرتها صحيفة "Wall Street Journal" تضمنت أبرز ما طرح في تقرير صدر عن المعهدين مؤخراً حول الاستراتيجية الاميركية لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي.

واعتبر الكاتبان أن "الخطأ الأكبر في الاستراتيجية الأميركية الحالية هو التركيز "شبه الحصري" على "داعش"، وذلك "على حساب بذل مساع حقيقية لمحاربة تنظيم "القاعدة"". واعتبرا أن ""القاعدة" تعلمت من أخطائها بينما ركزت ادارة اوباما السابقة على محاربة ""داعش"".

أما الخطأ الثاني الكبير بحسب الكاتبين فهو أن واشنطن تعتمد على ما وصفاه "بشركاء غير سنة وغير عرب" لمحاربة" داعش" "التي هي سنية"، على حد زعمهما. وتابعا إن شركاء أميركا الأكراد في العراق وسوريا يسعون لاقامة دولة كردستان مستقلة، وان ذلك غير مقبول لدى أغلب العرب.

الكاتبان تحدثا ايضاً عن غياب أي "تواجد أميركي حقيقي" عند "العشائر السنية العربية" في العراق وسوريا التي تحاول كل من "داعش" و"القاعدة" السيطرة عليها. واضافا إن ذلك "يؤكد صحة ما تزعمه "القاعدة" بانها القوة المسلحة الفاعلة الوحيدة الملتزمة "بالدفاع عن السنة"، وفق زعمهما، وقالا ان رسالة "القاعدة" هذه قد تنتصر في حال لم تغير واشنطن استراتيجيتها بسرعة.

اعتبر الكاتبان أن "الاستراتيجية الاميركية الحالية تقوي كلًّا من ايران وروسيا"، فالولايات المتحدة لم تقم بأي شيء من أجل الحد مما اسمياه "نشاط إيران العسكري المتزايد في العراق او سوريا". وتابعا بأن "تواجد ايران العسكري المتوسع" (على حد تعبيرهما) سيصبح دائما "الا في حال تحركت الولايات المتحدة بسرعة".

وحول الدعم الاميركي للقوات التي يقودها الاكراد من اجل السيطرة على مدينة الرقة، قال الكاتبان ان ذلك يفاقم المشاكل ولا يأتي بالكثير من المكاسب. والسيطرة على الرقة لن تؤدي الى هزيمة "داعش"، اذ ان الاخيرة تسيطر على جنوب شرق سوريا، من مدينة دير الزور الى الحدود العراقية. وتحدثا عن امكانية ما اسمياه "خسارة السنة" و"تدهور فرصة انشاء قيادة سنية قوية معادية لـ"داعش" و "القاعدة"، حسب تعبيرهما.

وبناء عليه، أشار الكاتبان الى أهمية إيجاد "شركاء سنة جدد" ومواجهة العدو في مناطق جديدة، تحديداً في جنوب شرق سوريا حيث هناك ملاذ لقياديي "داعش"، بحسب تعبير الكاتبين. وبينما قالا ان القوات العسكرية الاميركية ستكون ضرورية بهذا الاطار، اضافا بان الولايات المتحدة يمكنها تجنيد شركاء سنة من خلال "القتال الى جانبهم داخل اراضيهم".

واذ أكدا على أن الهدف في البداية يجب ان يكون استئصال "داعش"، شددا على ان الهدف بعد ذلك يجب ان يكون بناء "جيش سني عربي" يستطيع في النهاية هزيمة "القاعدة" ويساعد ايضاً في التوصل الى تسوية للحرب عبر المفاوضات، بحسب قولهما.

الكاتبان تحدثا كذلك عن ضرورة ان "تمارس واشنطن ضغوطاً على الرئيس بشار الاسد وايران وروسيا، من أجل انهاء النزاع وفقاً لشروط سيقبل بها السنة العرب"، وبأن "على واشنطن تحرير نفسها من الاعتماد على تركيا من خلال نقل قاعدة عملياتها جنوباً و الاعتماد على الاردن". ووصفا الاردن بـ "الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه".

وقد نشر الموقع التابع لمعهد دراسات الحرب ملخصاً للتقرير، جاء فيه أن الولايات المتحدة تخوض "الحرب الخطأ" في الشرق الاوسط، وأن هزيمة جماعات مثل "داعش" و"القاعدة" تتطلب من الولايات المتحدة تبني استراتيجية قائمة على كسب الشركاء في "المجتمعات السنية العربية" بكل من سوريا والعراق.

ملخص التقرير شدّد على أن "الغايات السياسية للأكراد السوريين تهدد المصالح الاميركية، وبالتالي قدم توصية عن ضرورة ان توقف الولايات المتحدة تقدم الاكراد بعد وصولهم الى سد الطبقة" (المعروف ايضاً باسم سد الفرات).

وأشار الملخص الى أن "روسيا وايران تمنعان حرية الحركة الاميركية في سوريا ومنطقة بحر المتوسط وأن موسكو وطهران ستكونان قادرتين بعد خمسة أعوام على "تهديد" كل من "قناة السويس" و"مضيق هرمز" و"باب المندب".

ورأى الملخص أن "مواجهة كبرى بين الولايات المتحدة وايران أمر وارد خلال الاعوام الخمسة المقبلة، وبان على الولايات المتحدة وضع خطة لتحقيق المصالح الاميركية في غياب قاعدة عمليات حقيقية لها في العراق".

الملخص شمل ايضاً دعوة لقيام الولايات المتحدة بتأمين "قاعدة عمليات" جنوب شرق سوريا مع الشركاء "المستعدين والمقبولين"، ولتوسع حرية الحركة الاميركية في المنطقة وبناء "جيش سوري سني عربي جديد".

وفيما يخص "قاعدة العمليات"، أشار الملخص الى أن منطقة البوكمال قد تكون المنطقة المناسبة لذلك وبان هذه المنطقة المطروحة (منطقة قاعدة العمليات) يجب ان تتحول فيما بعد الى منطقة آمنة، لافتاً الى أن اطلاق "هذه العملية في جنوب شرق سوريا بدلاً من الرقة سيكون أفضل لان ذلك سيحد من مخاطر التصعيد مع روسيا والنظام السوري". واعتبر أن ذلك سيحد من خطر خسارة القواعد في العراق وسيخلق ظروفا مناسبة للانتصار في الحرب بالمدن التي يسيطر عليها "داعش"، وذلك من خلال الهجوم على التنظيم من مناطقه الخلفية.

من جهته، الصحفي الاميركي المعروف "Robert Parry" كتب مقالة نشرها موقع "Consortiumnews"، قال فيها إن ما تطرحه عائلة "Kagan" (و هي عائلة معروفة من تيار المحافظين الجدد) من استراتيجية في التقرير المذكور يعني بان المحافظين الجدد عادوا الى الاعيبهم و"مناوراتهم الاستراتيجية" من اجل دفع الجيش الاميركي باتجاه تنفيذ اجندة تغيير النظام في سوريا.

وقال الكاتب ان استخدام الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما للاجهزة الاستخباراتية لتصوير الرئيس الحالي دونالد ترامب على انه "تابع لروسيا" أعطى أملاً جديداً للمحافظين الجدد وأجندتهم، وبات هذا التيار يرى أن باإمكانه الضغط على ترامب فيما يخص العلاقة مع روسيا بحيث سيؤدي هذا الضغط الى دفع الرئيس الاميركي نحو الموافقة على مشاريعه".

وأضاف الكاتب بان عائلة "Kagan" رسمت مسار العمل الذي يتمثل بدفع الجمهوريين للانضمام الى المعسكر المعادي لروسيا ومن ثم إقناع ترامب بشن عملية اجتياح كاملة في سوريا. وأشار الى أن لدى عائلة "Kagan" حلفاء مثل أعضاء الحزب الديمقراطي وما يسمى بالليبراليين.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا