الشام لن تهزم لانها الاصل بقلم :عدنان احسان

الثلاثاء, 28 آذار 2017 الساعة 05:35 | منبر جهينة, منبر السياسة

الشام لن تهزم لانها الاصل    بقلم :عدنان احسان

جهينة نيوز:

اكثر الحوارات السياسية اليوم مبنية علي القال والقيل و تعج بمفردات السباب والشتائم والسفسطة وبدون اي محتوى فكري او اي افق سياسي بل حوارات تسكنها قصص الفضيحة لتمرغ انف الخصوم بالرذيلة والهدف الوحيد هو كسب الحوار مهما كانت النتائج ، ولو بطريقه الصراخ والعويل ورفع نبره الصوت لارهاب الاخرين والتهديد بالمخفي والمستور من الاقاويل المفبركه وبتلفيق القصص والتهم لذلك ،اكثر المتحاورين عقولهم مسكونه بالخوف والجهل لا تعرف الا حب الانتقام والتخوين لتبرير مواقفهم التي لايتعدى مضمونها الشعارات وتسليط الضوء على اخطاء الاخرين.

واذا راجعنا المفردات التي يتسلح بها المتحاروين نجد ان اغلبهم يلجآ للمناوراة وخلق الذراع لاخفاء مشاريعهم التي تتم بمقاست وعيهم وتجربتهم ، والتي قد تحرج الكثيرين حتى من معسكر حلفاءهم وانصارهم وهذه الظاهره موجوده في هذا الطرف او ذاك !! بعد ان تحولت لغه الحوار الى صراعات ومناكفات بدلا من التنافس على برنامج سياسي كما هو المفترض .

والمشكله ان العله وصلت للنخب وهناك الكثيرا من المفكرين والمثقفين قد يتبرؤن من هذا الخطاب وهذا الحوار ، ولكن من السهوله ان يأخذ الحوار شكله المفضوح اذا تضاربت المصالح في مساله الصراع علي السلطه ، وكل نقاش او حوار سياسي اليوم يجب ان ينتهي (باعاده توزيع الغنائم ) وهذا موجود في كل الكتابات والتصريحات لهذا لطرف اوذاك وخاصه من ينتمي منهم للمعارضات الاسلاميه ، واذا ما خسروا الحوار وادارة النقاش يعودوا الى حجه التفسير الفقهي ومجموعه الفتاوي المشكوك فيها اصلا، وبخرافة انهم احق من غيرهم في القياده لانهم يقيمون الفرائض التي اصبحت عاده وليست عباده . 

والمشكله اليوم لايكاد يخلوا تصريح واحد من الخطاب المذهبي وهذا النمط من الحوار لا يمكن أن يكون صادر من قوى وطنية او حاضنتنا الثقافية وخاصه في بلاد الشام فيهود بلاد الشام والمسلمين والمسيحيين يختلفون عن اقرانهم في كل انحاء العالم وهذه ينطبق ايضا حتى على اخلاق البرجوازيات والاقطاعيات وباقي التيارات السياسيه ، وهذا ما يؤكد إن ما ابتلينا به اليوم هو من انتاج قوى لها مصلحه بتحقيق مشروعها بتحطيم ثقافتنا عبر الصراع المذهبي ليحل محل الصراع الحضاري واستبدلت هذه القوي مفهوم التحرر بمفهوم التبعيه والمرجعيات الطائفيه هنا او هناك ووصل الأمر بهم بالهلوسة ، وتسابق حتىانصاف المثقفين من رواد الملاهي الليلية والبارات الى الدفاع عن الثقافه المذهبيه.... وفي هذه الحاله لابد أن نسأل من ذا الذي حولالحوار الى فلسفه دمويه واراد ان يستبدل ثقافتنا ، ويتجاوز ارثنا التاريخي الحضاري بكل مكوناته الثقافيه والفكريه بثقافه الفوَضي الخلاقه . 

لكل من يحاول ان يتجاوز الحقيقه نقول له ان الامم تستمد مكانتها من خطابها الحضاري الذي يتناسب والقيم الانسانيه فمن يعتقد ان الوصول للسلطة او الاحتفاظ بها او توريثها تحت ذرائع مختلفه نقول له ان الفكر والقيم والاخلاق والتطور وليس الزعامات الضروره لاستمرار الموقف الحضاري ..وهذه حقيقة وبديهيه لانقاش فيها والحضارات لا تبنى على أكتاف حروب المرتزقه ممن تستروا خلف عناصر الازمه وسحقوا بممارساتهم المجد الذي يتمثل.في حضارتنا في كل الحقب التاريخيه ونحن اهل الشام من ابتدع فلسفه التعايش الحضاري والعيش المشترك

ان كل من يجادل بتحويل الصراع الحضاري الى صراعا علي السلطه باستخدام القوة والاستعانه بالورقه الخارجيه وانشاء مليشيات المرتزقه لاشك انه يهين التجربه الحضاريه لاهل الشام وانهم جهله ، وهذه القوى من الخطوره بانها لايمكن ان تقبل بالتنازل عن سطوتها واعتدادهم بانفسهم الذي يعبر عنه الغرور ، . فكيف يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . وكيف يستوى من يدافع عن الوطن بمن ذهب يستنجد بالتدخل الخارجي معتقدا أنه يبحث عن العدالة لمظلومية ويريد اعادة المجد لدمشق وينكر ان الدعوه الاسلاميه جاءت من سوريه للجزيره وليس العكس كما يظن بعض الجهله .فلو لم يكن اهل الشام موطن للحضاره قبل الاسلام لما قادوا مجد الحضاره الاسلاميه في عهد الاسلام الذي جاء نتجيه التطور التاريخي لحضاره المنطقه ، ونضجت ظروفها الموضوعيه والذاتيه . فالرسول العظيم كان قاد ثوره ، والوحي حرضه علي الثوره جاء من بلاد الشام 

واهل الشام نتاج لحقبه حضاريه طويله والحقبه الاسلاميه كانت نتاجا لها قبل ان يعيدها عصر الخلافه الي صراع على السلطه ، وفتوحات وحروب استعماريه ، وحكمنا حتى الخلفاء المجانيين ، والمعوقين بحجه الفتوحات ونشر الدعوه .. ليبنوا امبراطورياتهم ونسوا الرساله التي هي من اوصلتهم للمجد ، وليس سيوفهم .

و الصراع على السلطه في كل الحقب هو من شوه الدور الفكر الاسلامي واسقط عنه البعد الحضاري ووصلنا اليوم الي حروب داحس والغبراء وكيف اليوم نمارس نفس الخطيئه واستبدلنا الصراع على لسلطه بدلا من الحوار الفكري؟ 

وهل السلطه ستعيد لحضارتنا قوتها ودورها الذي يليق بها ونصبح قوة اقليمية وعاصمة للكبرياء بدلا من نموذجا لمستطونات الخليج العربي الذين يريدون اعاده الكبرياء لدمشق تحت حراب الموجه الاخيره من الحروب الصليبية التي اعترف بها جورج بوش بعد سبتمبر ١١.بفلسفة الارهاب والفوضي الخلاقه 

واليوم يتكالب الجميع على المنطقه من المشروع العثماني للوهابي عبر الحاق المنطقه بشركاءهم الأطلسيين عبر فوضتهم الخلاقه ، وكل هذه المشاريع تريد سلب دورنا الحضاري بلعبه الصراع علي السلطه ، ولولا حكمة خاتم الانبيآء لتحول كل السلاطين الي انبياء ، و اسالوا انفسكم لماذا لم يوصي النبي بدوله الخلافه من بعده ، ولم يسمي احد من لخلافته ... ومقوله اقربكم مني ، لاتعني النسب ، بل اقربكم في الفهم والدرايه ، وهذه يعني ان امركم شورى فيما بينكم . 

اذا كل الصراعات علي السلطه من بعده هي بدع وتمثل احد الاوجه لصراع مراكز القوى ، لذك تراجع الدور الفكري ولازلنا كذلك منذ ١٤٠٠ سنه . نبرر اخطاءنا ونجد لها تفسير بايات الكتب المقدسه .

أن دمشق في التاريخ هي التي تمنح الدور لمن يستحقه وتحرم من لايستحقه .. ولا احد يعيد لها دورها او ينتقص منه فهي اكبر من الجميع ، اسألوا كل الحضارات القديمه ، وكل الطغاة الذين حاولوا استباحتها ، وكل الرعاع والصعاليك .الذين حاول الانتقاص من دورها. وهيبتها ، لكنها بقيت شاخصه وصمدت دمشق الحضاره وغاب اعادؤها في مزابل التاريح ، وكل من وجد في بدعه الصراع علي السلطه مفتاحا لاعاده المجد لها ...

هل سالتم انفسكم ، لماذا يهود دمشق يخالفون عن كل يهود العالم ومسيحيين عنوان نهضتنا في كل العصور ومسلمين دمشق ، حفظة التراث .. نعم يختلفون عن اقرانهم في كل انحاء العالم ، وفي كل الحقب .. 

الجواب ، لاننا نحن الاصل ، لذلك دمشق لن تهزم ابدا حتي ولو تحولت لانقاض ، ستعود وتزهر من جديد كما تعود تنبت الازهار في فصل الربيع .بعد موجات الصقيع .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا