قمة عمان حلف "سني" جديد.. واغلب الخطابات كانت لترامب! بقلم : عبد الباري عطوان

الخميس, 30 آذار 2017 الساعة 04:48 | مواقف واراء, زوايا

قمة عمان حلف

جهينة نيوز:

من تابع خطابات القادة العرب في قمة عمان التي بدأت اعمالها في البحر الميت صباح اليوم يخرج بإنطباع أساسي وهو ان معظمها موجه الى إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وتتمحور حول خطته الجديدة بتأسيس تحالف عربي "سني" لمواجهة ايران التي يعتبرها، وحلفاؤه العرب، الخطر التي يهدد المنطقة.

لا نبالغ اذا قلنا في هذا المكان ان هذا الحضور الكبير واللافت للزعماء العرب للقمة لا يأتي بسبب الجهود الكبيرة التي بذلها العاهل الأردني المضيف، وانما أيضا من اجل الحشد والتمهيد لهذه الخطوة، واضعين في الاعتبار ان الأردن سيكون احد الدول المهمة في الحلف الجديد.

مسألة أخرى لا بد من التطرق اليها في هذا السياق، وهي ان القيادتين السعودية والمصرية اللتين تفاقمت الخلافات بينهما في الأشهر الستة الماضية، ووصلت الى درجة القطيعة، كانتا تبحثان عن سلم للنزول عن شجرة هذه الخلافات، وارضية حيادية للقاء والمصافحة، ودون ان يظهر ان أي منهما تنازل للآخر، وجاءت المشاركة في قمة عمان العربية هي المخرج الملائم.

الرئيس عبد الفتاح السيسي نطق الكلمة السحرية في خطابه، وهي التي قال فيها، انه يجب التصدي بحزم للنفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة بقوة، وكانت هذه العبارة موجهة الى العاهل السعودي، وبصاروخ عابر للقارات والمحيطات الى الرئيس الأمريكي ترامب، الذي كان ينتظرها، وربما على علم مسبق بها، وتربطه بالرئيس المصري علاقة متنامية، وعلينا ان نضع في اعتبارنا امرين، الأول ان الرئيس الأمريكي هو الذي اوعز لحلفائه السعوديين، اثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، الأخيرة لواشنطن بالتقارب مع القاهرة بسرعة، وان تكون الخطوة الأولى إعادة المنحة النفطية السعودية اليها التي تقدر بحوالي 700 الف طن شهريا، وانقطعت لاكثر من ستة اشهر، ولا يجب ان يغيب عن ذهننا ان الرئيس السيسي سحب مشروع قرار تقدمت به بلاده الى مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي، ويطالب بوقفه بطلب من الرئيس ترامب وقبل ان يتولى مهامه، أي ترامب، رسميا.

***

لم نفاجأ من نظرية احجار "الدومينو" التي توالت بعد اللقاء والمصافحة العابرة بين الرئيس المصري والعاهل السعودي، فالمسرح كان مهيئا بعناية فائقة للتطورات التي ترتبت عليها، وتمثلت في اعلان متحدث باسم الرئاسة المصرية ان الرئيس السيسي رحب بدعوة الملك سلمان له لزيارة السعودية، ووعد العاهل السعودي بزيارة مصر في المقابل.

قمة عمان العربية ستكون "الحاضنة" للتحالف "السني" الجديد الذي لن تكون "إسرائيل" بعيدة عنه، وعودة القضية الفلسطينية لأول مرة الى واجهة مؤسسة القمة بعد غياب او "تغييب" لاكثر من ست سنوات كان مقصودا أيضا، لتقديم الغطاء لمثل هذا التحالف "السني" الجديد، ولا نستبعد ان تتم الدعوة قريبا لعقد مؤتمر سلام في واشنطن يلتقي اثناءه قادة التحالف مع نظرائهم الاسرائيليين في عملية "اشهار" للتطبيع والعمل المشترك العربي الإسرائيلي، المستقبلي على اكثر من جبهة.

"الخطر الإيراني" جرى تضخيمه بشكل كبير، واستخدم كـ"فزاعة" لتشكيل، او إعادة تشكيل "محور الاعتدال" العربي السابق من دول خليجية الى جانب ممالك عربية، ولا نعرف ما اذا كان غياب العاهل المغربي محمد السادس المفاجئ عن قمة عمان يعود الى هذا السبب، ام الى أسباب أخرى غير السبب المعلن، وهو يأسه من القمم العربية وعدم فاعليتها، ولكنه معروف بتغريده داخل هذا السرب دائما.

كان لافتا في هذا الصدد ايضا، ان امير الكويت صباح الأحمد الصباح، كان من القلائل الذين دعوا في كلمتهم الى الحوار مع ايران لتحقيق الامن والاستقرار، مثلما دعا أيضا الامة العربية للسمو فوق خلافاتها، فهل كان الأمير الكويتي على علم بما يجري خلف الكواليس، ويريد ان ينأى بنفسه ودولته عن ما يمكن ان يترتب على هذا التحالف من اخطار، خاصة انه استقبل الرئيس الايراني حسن روحاني قبل شهر في عاصمة بلاده، وارسل قبلها وزير خارجيته الى طهران حاملا رسالة بالتهدئة وفتح قنوات الحوار مع قيادتها بتكليف من قمة المنامة الخليجية الاخيرة، وهي المبادرة التي تبرأت منها القيادة السعودية بعد المكالمة الهاتفية الشهيرة بين الرئيس ترامب والعاهل السعودي، وتقرر خلالها مواجهة "الخطر الايراني" وإقامة مناطق آمنة في سورية واليمن.

***

قمة عمان تشكل علامة فارقة، وتأسس لمرحلة جديدة في المنطقة العربية، وهذا ما يميزها عن كل القمم العربية السابقة في السنوات العشر الماضية على الأقل.

والزيارات الثلاث التي ستتلوها مباشرة، للبناء على نتائجها المعلنة والسرية، وهي زيارة العاهل الأردني الى واشنطن للقاء ترامب كرئيس للقمة العربية، ثم الزيارة المزدوجة التي سيقوم بها الرئيس السيسي الى الرياض وواشنطن، ستضع "خريطة طريق" جديدة للحلف "السني" الجديد.. والأيام بيننا.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان - امريكا
    30/3/2017
    09:43
    قمه القمامه.. ومن ينتظر الحلول من هؤلاء يكون اضرط منهم
    طز بالجامعه العربيه وبقراراتها ، وبمخطاطاتها والافضل ان لا توجع راسك يا عطوان بتصريحات فلان، وعلتان ، وخريان وكانك متفاجا بها ،اوكأنك تسمع خطاباتهم لاول مره ، وسارد علي هذا التحليل بسؤال ماهو الشي الغريب الذي اكتشفته في طروحات الرؤساء العرب وبماذا تختلف خطابات هذه القمه عن غيرها خطابات القمم العربيه ، واقصد محور بهايم الخليج وحلفائهم ، واخر مؤتمرقمه عربي كان في الخرطوم ١٩٧٦ والسؤال : ماذا بقي شى في جعبتهم وفي افكارهم النتنه لم يطروحها اومن مؤامراتهم ولم ينفذوها ؟ والحقيقة لااستغرب ان تكون القمه القادمه في تل ابيب وان تكون اسرائيل عضوا فيها كما طالب المرحوم شمعون بيرز صاحب فكره الشرق الاوسط الجديد والذين هيأوا لهذا المشروع بالربيع العربي و طز في هذة الجامعه التي اسستها بريطانيا
  2. 2 عائشة من حماه
    1/4/2017
    21:44
    الاعلامي المتميز الاستاذ باري عطوان
    تحية تقدير واعجاب لتحولكم الى الاعلام الحر والمتميز . انتم اليوم الخليفة الحقيقي للاعلامي الكبير الراحلحسنين هيكل . الذي ترك لنا منارات اعلامية متميزة تروي حقائق ناصعة عن المحن والازمات التي مرت بها الامة العربية والاسلامية. ونزع الاقنعة دون خوف من الحكام ومن تأثير اموالهم على طمس الحقائق بشراء الضمائروتزييف الحقائق . كان علما وبقي منارة. انت من يحمل الراية الاعلامية يا أستاذ عبد الباري عطوان . اعشق فيك الصدق واعلم ان تتعرض لضغوط ينوء عن حملها الجبال . قوة المال والمذهب والحكم لايستطيع ان يقف امامها الا كل حر مثلك وقد علمنا الراحل هيكل سيموت كل من نعرفهم وتبقى الكلمة الصادقة خالدة على مر الزمن.
  3. 3 بديع الزمان
    2/4/2017
    07:58
    اجتمع الفجار... لاضرام النار ... في كل الديار
    منذ اكثر من عقدين من الزمان كنا نظن ان للرؤساء العرب نوعا من القداسة .ونربط ذلك بثقافتنا التي توارثناها على مر العصور منذ ايام عمر الى ايام جمال عبد الناصر . لان معظمنا تربى في اسر تحترم الكبير وتعظم المثل العليا. لكن بعد ان ساءت نفوس البشر بدءا من الحاكم بدأت الامور تتغير بشكل غير متصور الى ان وصل المجرم بوش الى الحكم وبدأ الضرب واللكم. خاف الحكام العرب والكثير منه ارتعب الى ان اعدموا صدام رقص الملك عبدالله بالسيف امام بوش كما ترقص الغانيات وبدأ الانتقام وظهرت ثورة زنا الاقارب في سورية وهللو للحرية وهم زناة لاتربطهم بامهاتهم الا رابطة الجنس الذي يحق للولد الكبير مضاجعة امه وحلله مفتي السعودية. وبعدها ضاعت الهوية. الحكام زناة والرعية اكثر تزاني من الغواني هكذا صارت امة العرب . وانتشر الجرب.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا