قمة البحر الميت...  "الحاضر يُعلِم الغائب" و"الغائب" حاضرٌ بانتصاراته

الخميس, 30 آذار 2017 الساعة 17:11 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 قمة البحر الميت...  

جهينة نيوز خاص

انطلقت أمس الأربعاء الواقع في التاسع والعشرين من شهر آذار واختُتمت أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية التي بحثت كالعادة عدداً من القضايا العربية والإقليمية، وذلك في غمرة عدة أزمات تمر بها المنطقة العربية، زادها البحر الميت غمراً بالرغم من شدة ملوحته.            

وناقشت القمة بنوداً بعدد الزعماء العرب الستة عشر الذين حضروها بغياب الجمهورية العربية السورية، تلك البنود التي أقرها وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماعات التحضيرية التي عقدت قبل أسبوع من انعقاد القمة في البحر الميت أيضاً، وتتعلق البنود بمجمل الملفات العربية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وملف اللاجئين والأوضاع في اليمن والعراق وليبيا وملف العلاقات العربية الإيرانية ورفض ترشيح الكيان الإسرائيلي لعضوية مجلس الأمن لعام 2019 و2020...

وبالرغم من صلابة بلاط مركز "الحسين بن طلال للمؤتمرات" -مكان انعقاد القمة، إلا أن ذلك لم يمنع من انزلاق الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون وسقوطه على وجهه أثناء توجهه إلى المنصة لالتقاط صورة تذكارية مع الزعماء العرب الحاضرين، فكان ذلك الانزلاق بمثابة ذكرى لا تُنسى مع الصورة والتي ربما ستكون طالع سوء يشتكي منه الرئيس اللبناني طويلاً بعد أول قمة عربية يحضرها كرئيس للجمهورية اللبنانية بغياب الشقيقة والجارة القريبة سورية، على أنه ليس من السابق لأوانه الحديث عن قمة انزلاق عربي فعلي غير مسبوق منذ تأسيس الجامعة العربية...انزلاقٌ رمز إليه أولاً انزلاق قدميْ حاكم دبي في آخر سلّم الطائرة لدى هبوطه إلى أرض مطار عمّان، ثم انزلاق الرئيس اللبناني...!... 

وعلى ما يبدو فإن مسؤولي المراسم الأردنيين المنظّمين لمؤتمر القمة -وعلى غير عادتهم في قمم الأردن السابقة في أعوام 80 و87 و2001- قد نسوْا تحضير قهوة الاستقبال بحب الهال الأصلي للزعماء العرب الحاضرين، مما أدّى إلى نعاسٍ شديد دبّ في عيونهم وغلب على وجه الخصوص أمير الكويت أثناء كلمة شقيقه أمير قطر، كما غلب هذا النعاس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لم يعفِه اعتذاره عن عقد القمة في اليمن بسبب ظروفه من الحضور إلى البحر الميت وتكبُّده المزيد من لقطات العدسات وسخرية الإعلاميين أثناء كلمة الأمين المصري للجامعة العربية "أحمد أبو الغيط"

هذا وقد اختتم الملك الأردني مساء أمس أعمال القمة التي شهدت على  هامشها الكثير من لقطات "بوس اللحى" لإعادة المياه إلى مجاريها بين بعض الدول العربية... وقد أكّد البيان الختامي أنْ "لا حل عسكرياً للأزمة السورية"، كما "لا بد من تسوية سياسية يصوغها كل السوريين"، وذلك دون أن يوضح البيان تفسيراً لـ"كل السوريين"، فهل هم أولئك اللاجئون في الأردن ولبنان والذين اشتكى البعض منهم وتباكى آخرون عليهم في كلماتهم، أم أنهم أولئك الذين في السعودية وقطر وغيرها من المخططين للهجمات اليومية على الشعب السوري؟ 

إنها فعلاً قمة الانزلاق العربي ولو استندت بقوة إلى جدران القدس المحتلة وطالبت "العالم" بعدم نقل سفاراته إليها، وتفوهت بأجمل عبارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية العربية المستدامة والوقوف إلى جانب الشعب العربي في فلسطين واليمن وليبيا والعراق وغيره...ولعل الشعور الأول لمتابع الأخبار السورية في هذه القمة هو أن جل المشاركين فيها قد وصل إلى عمّان عبر حافلات خضراء سورية انطلقت من كراجات العباسيين قبل عشرة أيام من انعقاد القمة، وقبل نفس المدة من فشل الهجوم الإرهابي عليها، الأمر الذي أرّق أهم الحاضرين ودعاهم ليختتموا بنداءات التسوية السياسية في سورية على طريقتهم...ولكن هل تنفع نداءات "الحاضر يُعلم الغائب"، لا سيما وأن الغائب عن القمة حاضرٌ فيها بانتصاراته، وليس مضطراً لقبول التسويات العربية الاضطرارية كلما أخفق هؤلاء بأداء أدواتهم، كما أن من يريد أن يسجّل حضوره في الحل السياسي السوري، فإنما يجب أن يسجّله في دمشق بموجب معاييرها الوطنية والقانونية...


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 أسامة سوري للعظم
    31/3/2017
    06:51
    خشب مسنّدة
    والله لو كنت مكان واحد من هذه الأصنام لردمت رأسي في التراب خجلاً ولأتخذت كهفاً أعيش فيه بعيداً عن أنظار الناس. هؤلاء الشرذمة لا يستطيعون حل أي معضلة دون الرجوع للدولة الإرهابية الوهابية وأخواتها من عاهرات النفط. طبعاً ومن خلفهم حبيبتهم الدولة الصهيونية . الرئيس بشارالأسد قال مرة في أحد المقابلات الصحفية بما معناه: نحن -أي الدولة السورية- نحضر القمم العربية ليس بداع لحل قضايا ولكن لإنقاذ ما تبقى من الجامعة العربية وعدم الإنزلاق في مشاكل أخرى. وكلامه كان دقيق وموّزون جداً وينطبق الآن أكثر من أي وقت مضى. الآن وفي الوضع الراهن لا يمكن أن ننقذ الجامعة العربية ولا نستطيع أن نوقف الإنزلاق في مشاكل أخرى طالما هذه الخشب المسنّدة في مكان القرار وبالتحديد خشب السعودية وقطر والإمارات والبحرين.
  2. 2 أسامة سوري للعظم
    1/4/2017
    04:27
    خشب مسندة و عديمة الأخلاق أيضا
    أنظروا خريج آل سعود الجنرال السعودي المجرم http://presstv.ir/Detail/2017/03/31/516187/Saudi-Arabia-Asiri-UK-Yemen-war-

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا