جهينة نيوز:
تمكن الجيش السوري، اليوم الجمعة، من التقدم مجدداً على عدة محاور بريف حماه الشمالي، واستعاد بإسناد سلاحي الجو والمدفعية من السيطرة على حاجز أبو عبيدة وقرية شليوط، قرب بلدة محردة الواقعة في ريف حماة الشمالي، موسعاً بذلك نطاق سيطرته على حساب الميليشيات المسلحة التي انسحبت تباعاً من عدد من المناطق، كما تشهد منطقة تل الناصرية قصفاً مكثفاً من قبل الجيش في محاولة تمهيدأ لاستعادة السيطرة على التلة، وبذلك تمكن الجيش من إبعاد الميليشيات لمسافة 11 كلم شمال مطار حماة العسكري.
وفي وقت سابق من اليوم واصل سلاح الجو في الجيش السوري تنفيذ المزيد من الغارات المكثفة على مواقع الميليشيات المسلحة في بلدات وقرى كفرزيتا واللطامنة ومورك وحلفايا ولطمين ومناطق أخرى بريف حماة الشمالي.
بالتزامن مع اشتباكات عنيفة خاضها الجيش السوري في محيط شليوط شمال بلدة محردة، ضد ميليشيا جيش العزة وميليشيا أبناء الشام ، حيث سبقت عملية الاشتباك تمهيد ناري مكثف من قبل الجيش، ترافق مع تنفيذ سلاح الجو غارات على المنطقة، وكان طريق محردة – حماة عاد للعمل، بعد تمكن الجيش السوري من استعادة مواقع وقرى على الطريق وقربه، وبذلك الجيش تمكن من استعادة السيطرة على مناطق خطاب ورحبة خطاب ومستودعاتها والمجدل والشير وسوبين وكفر عميم وكوكب وشيزر ومعرزاف وأرزة وتلة الشيحة وتلة البيجو والقرامطة والنقطة 50 وخربة والحجامة وبلحسين وزور القصيعية وطريق محردة – حماة وحواجز على هذا الطريق، فيما لايزال الجيش مستمرا بعملياته لاستعادة السيطرة على صوران، معردس، الاسكندرية، تل العبادي، وتل بزام، والصخر التي لاتزال تحت سيطرة الميليشيات.
هذا وانسحبت الميليشيات في ريف حماة الشمالي من معظم المناطق التي تقدمت لها، في الهجوم الذي بدأ الثلاثاء 21 آذار. بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد
ووقع الانسحاب الأبرز صباح اليوم، الجمعة 31 آذار، على وقع ضربات الجيش السوري الذي سيطر على خمسة بلدات في المحور الشمالي الغربي، أبرزها خطاب والمجدل والشير.
وعزت مصادر مطلعة على سير معارك الميليشيات أسباب الانسحابات لأربع نقاط رئيسية:
اولها استدعاء الجيش السوري معظم قوات الحلفاؤ العاملة في الشمال والجنوب السوري إلى محافظة حماة، لوقف تمدد "المعارضة" الحاصل.ووفقا للمصادر المقربة من الميليشيات ان الجيش السوري عمل على استقدام قوات من الجنوب السوري، أبرزها “درع القلمون” و”فوج الجولان”، واخرى من الشمال وهي “قوات النمر” و”حركة النجباء” العراقية، ومن ريف حمص “حراس الفجر” و”نسور الزوبعة”.
كذلك شارك في صد الهجوم قوات “الحرس الثوري” الإيراني من اللواء 47 في ريف حماة الجنوبي، ومقاتلي “حزب الله” اللبناني.
واتهمت الميليشيات المسلحة اعتماد الجيش في هجومه المعاكس على تكثيف الغارات الجوية و"استخدامه موادًا سامة، وتحديدًا غاز الكلور والفوسفور العضوي".
وبحسب ادعائهم ان "القصف تركز بالمواد السامة على ريف حماة في الفترة الممتدة من 25 وحتى 30 آذار الجاري".
بالاضافة الى ان ميليشيا “هيئة تحرير الشام” آثرت دخول معركة قمحانة منفردة دون غيرها من الميليشيات، رغم التعاون الذي أبدته في معركتي صوران ومعردس مع فصائل أبرزها “جيش النصر”.
وتلقت “تحرير الشام” ضربات موجعة في ثلاث اقتحامات فاشلة لقمحانة، أبرزها حين وقع نحو 50 مسلحا من مقاتليها في كمين للجيش شمال البلدة، قتلوا جميعًا إثره، الجمعة 24 آذار.
وتسببت الخسائر البشرية والاستنزاف في الفصيل بانكفائه عن دخول قمحانة، لتأخذ المعركة طابع الهجوم المعاكس للجيش السوري والقوات الرديفة.
والسبب الثالث الذي بررته المصادر ان “حركة أحرار الشام” وفصائل أخرى منها “فيلق الشام” و”أجناد الشام”دخلت معارك حماة بغرفة عمليات منفصلة، تحت اسم “صدى الشام”، في 24 آذار، يكون محورها مدينة كرناز والبلدات المحيطة بها في ريف حماة الشمالي الغربي.
لكن المعركة تكللت بفشل ذريع، وفشلت في إحراز أي تقدم في هذا المحور، لتنتقل إلى محور آخر يستهدف بلدات وحواجز "لقوات النظام" بين مدينتي محردة والسقيلبية، لتفشل أيضًا في إحراز أي تقدم.
وعزت المصادر الميدانية فشل ميليشيا “صدى الشام” إلى اتباعها أسلوب ميليشيا “تحرير الشام” في العمل بشكل منفصل عن باقي الفصائل، ولا سيما ميليشيا “جيش العزة” الذي سيطر على نحو عشرة بلدات ضمن غرفة “في سبيل الله نمضي”.
كذلك رأت المصادر أن ميليشيا “أحرار الشام” وباقي الميليشيات المشاركة، فشلوا في قراءة طبيعة الأرض والحواجز والتحصينات الدفاعية لقوات الجيش السوري وحلفائه، ما أجبرهم على الانسحاب.
وبذلك تكون الميليشيات المسلحة خسرت نحو عشرة بلدات وقرى في غضون خمسة أيام، وفق سيناريو مشابه شهدته المحافظة عامي 2014 و2016.