مقعد سورية ليس شاغرا أيها الأعراب.. ولكن شُبِّه لكم بقلم: محمد الدسوقي

السبت, 1 نيسان 2017 الساعة 23:55 | مواقف واراء, كتاب جهينة

مقعد سورية ليس شاغرا أيها الأعراب.. ولكن شُبِّه لكم  بقلم: محمد الدسوقي

 

القاهرة-خاص:

منذ بداية الحرب على سورية في أولى سنوات ربيع الخراب العربي، ومقعدها في جامعة الدول العربية وعرف أعرابها "شاغر" بقصد عزلها وتضييق الخناق عليها بناء على توجيهات دوائر الاستخبارات الغربية وأدواتها في المنطقة! وبقدر ما يُعدُّ ذلك كارثيا ومعيبا، إلا أنني أراه طبيعيا جداً، فالدول التي استهدفها هذا الربيع، هي الدول التي كانت الأشد عداوة لإسرائيل، فكان لابد من فوضى خلاقة تطيح بها وتُدخلها في دوامة لا تفيق منها! وبدأت الخطوة الأولى بتجريد هذه الدول من مقاعدها التي أصبحت خالية، فليبيا التي كان قائدها يواجه المحميات الأمريكية وملوكها وأمراءها من آل سعود وآل ثاني وأشباههم بعمالتهم للغرب علنا، حوصر منذ قضية لوكيربي، إلى أن اغتالوه، ودمروا بلده، وأوجدوا مسوخا تمثل دوراً ليس على مقاسها! وها هي اليمن التي كانت كالخنجر المسموم في خاصرة إسرائيل، تعيش في جحيم مملكة الرمال، ويجلس على مقعدها ذلك المعتوه، الذي باع وطنه، وأهدر كرامته، فيما تونس بات حاضرها أسوأ بكثير مما كانت عليه، وغرقت في متاهة من لا يعرف إلى أين يسير، فإذا ما يممنا وجوهنا تجاه مصر، فلن نرى شموخها، ولا عراقتها، ولا عروبتها، فقد تقلّص دورها، وباتت منزوعة الإرادة، منذ بدأ يتدخل في مساراتها أولياء أمور البعير، ولا يمكن لأي مصري أو عربي، أن يتوقع من حكومة مصر المحروسة، ومقعدها في الجامعة، أكثر مما يمكن توّقعه من دولة جيبوتي، المحسوبة على العروبة وليست منها، ولم يحدث في التاريخ المعاصر أن تربط قيادة مصر أمن وطنها بأمن براميل النفط التي يحتلها الغرب. ولا أظن أننا نسينا العراق الذي رأت قيادته قبل الاجتياح الأمريكي أن احتلال دول الخليج هو الحل الأمثل لسلامة المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهي نظرة لم نتوقف عند أهميتها حينذاك، وتخيلوا لو أن العراق نجح فيما ذهب إليه، فهل كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ نتفق أو نختلف حول هذا، إلا أن العراق بجيشه وقدراته كان عقبة كبرى في طريق إسرائيل. أما عن سورية فعلى الرغم من تعرضها لأكبر مؤامرة في التاريخ الحديث، إلا أن مقعدها الخالي يبدو مهيبا، وكأنه يراقب خياناتهم ويسجلها عليهم، وكل المحاولات التي حاولها الخليج والغرب وإسرائيل لملء المقعد بغير أهله أخفقت وستخفق، ليس لأن هناك بعض المعارضين من الدول العربية لذلك، بل لأنهم لو فعلوها، لاهتزت عروشهم، وهم يعرفون أن قوة سورية متغلغلة في الوجدان الشعبي العربي، وهي أكثر حضورا منهم، فهي قوية بالقدر الكافي، وعصية عليهم بالقدر الكافي، وستظل هي الحلقة الأخيرة والعقدة المتكلسة في حنجرة الخونة والصهاينة، ومقعدها في الحقيقة ليس شاغرا أيها الأعراب، ولكن شُبه لكم! إنها حاضرة حقا في ضمير كل معاد لإسرائيل ولأنظمتكم الفاقدة لاستقلالها وكرامتها التي تتنطح اليوم للقضايا الكبرى بحكام مترهلين نائمين على تلك المقاعد, مهزومين من الداخل! حاضرة في وجدان المقاومة وخطها وصمودها الذي يواجه تلك العروش بالحقائق الدامغة في تآمرها وانحطاطها وانحيازها للعدو الصهيوني, حاضرة في بطولات جيشها وتضحيات شعبها وشجاعة قيادتها, حاضرة وستبقى في ضمير الوطنيين الأوفياء لعروبتهم في كل ساحة وميدان على امتداد الجغرافية العربية. إن أي مؤتمر للقمة لن يستطيع أحد ملء مقعد سورية فيه سوى قيادتها الشرعية المنتخبة من شعب سورية, وكل البدائل التي طرحت أو ستطرح عدا ذلك مجرد هروب من مواجهة هذه الحقيقة وتآمر على تلك الشرعية. أجل إن مقعد سورية شاغر بالنسبة للخونة والمتآمرين لكنه مليء للمؤمنين بها والمدافعين عنها والصامدين في ميادين القتال من أجلها. وهي تؤكد في كل يوم أنها البقية الباقية من هذه الأمة, وبصمودها ستنهزم كل مشاريع التقسيم والتفتيت أيا كانت القوى التي تقف وراءها وتشغلها سواء أكانت خارج الحدود أم داخلها.

المصدر: جهينة نيوز


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    2/4/2017
    17:15
    سؤال لمن يهمه الامر
    هل الجامعه العربيه التي اسستها بريطانيا هي المقياس الوحيد علي الانتماء للعروبه ،... باعتقادي اخر مؤتمر للجامعه العربيه كان في عام ١٩٦٧..وبعدها بدات حروب الرده ، وبعدها انتصر المرتدين وستولوا علي الجامعه .. فبروك علي مجلس التعاون الخليجي هذه الجامعه ، التي تجمعهم فقط ليؤكدوا علي هويتهم العربيه التي فقدوها منذ زمن بعيد ... ولم يبقي لهم الا مؤتمرات القمه لتجديد جوازلت السفر للعربيه كل سنه ويتم تجديده هويتهم عبر مؤتمر القمه .

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا