هنا دمشق بقلم: محمد أبو قمر

الإثنين, 10 نيسان 2017 الساعة 15:12 | مواقف واراء, كتاب جهينة

هنا دمشق  بقلم: محمد أبو قمر

القاهرة: خاص

من كل ركن ، ومن كل زاوية ، ومن كل زقاق في مصر يعلو صوت كل مصري الآن قائلا: هنا دمشق. عندما سمعت عن ضرب أمريكا لسوريا بالصواريخ، وكنت موشكا علي النوم، انتفضت من فراشي، وهرعت إلى جهاز الكمبيوتر لأرى ما حدث بالضبط، وأطلع على التفاصيل من أصدقائي.

كان الوقت متأخرا جدا، وتوقعت ألا أجد سوى شخص أو شخصين مازالا متيقظين على الفيس، لكنني فوجئت عندما فتحت صفحتي وكأنني في ميدان التحرير الذي يكتظ بالمصريين الذين نزلوا إلى الشوارع بملابس النوم يتساءلون في هلع مثلي ما الذي حدث، ما الذي دفع بهؤلاء الأوباش لضرب سوريا؟ هل الضربات مؤثرة جدا؟؟ ، كم عدد الضحايا، هل هو هجوم شامل؟ وما هو موقف العرب، هل هناك بيانات من أي طرف؟ من أي جهة هجم هؤلاء الداعرون ؟؟؟.

لم ينم المصريون في تلك الليلة الكئيبة، كان الوضع وكأن الصواريخ تسقط في باحة بيت كل منّا، كان يمكنك في تلك اللحظات أن تشعر بصدق المقولات التي تتردد هنا عن أن سوريا هي الامتداد الطبيعي لمصر، وأن شوارع دمشق مغزولة في شوارع القاهرة، وحين تطلع على البوستات التي انهمرت في تلك الليلة حتى الصباح يشتم كتابها الأمريكان والخونة العرب ويلعنون إسرائيل ويتحدثون عن التخاذل والعار والخيانة، ستدرك أن معاناة المصريين في الوقت الحالي ومصدر الحزن الذي يطفئ عيونهم الآن هو ما يجري في سوريا، هو حجم الموت والدمار الذي يتابع المصريون أخباره الصادرة من سوريا صباح مساء، وستعرف بالضبط وعن يقين من أي نوع من الوفاء والحب والحنين صنع معدن الشعب المصري العظيم، الشعب الذي رغم الدعايات الإعلامية المنحطة والموجهة للذهنية المصرية لتصوير القيادة السورية على أنها قيادة ديكتاتورية دموية، ورغم الأكاذيب التي تنهال للتأثير على الضمير المصري مصورة الجيش العربي السوري وكأنه جيش نازي يعد المحارق للشعب السوري، رغم هذه الدعايات ورغم كثافتها فإن الشعب المصري العظيم بخبرته التاريخية الطويلة، وبوعيه المستمد من عذاباته وآلامه التي

عاناها من موجات الغزو والاستعمار والاحتلال التي واجه فيها وكافح ضد أجناس معتدية عدة استطاع هذا الشعب أن يدرك وحده تفاصيل المؤامرة على سوريا، وأن يعرف من هم الذين أعدوها، ومن هم الذين موّلوها، ومن هم هؤلاء الخونة المرتزقة والقوادون الذين تولوا تنفيذ المؤامرة القذرة لتدمير سوريا وتقسيمها.

المصريون يعرفون تفاصيل كل شيء، ويعرفون من هم في المنطقة العربية الذين يتملكهم الحقد الأسود على سوريا، وكيف عقدوا اتفاقاتهم مع العدو الصهيوني لتدميرها، وكيف تم استخدام المال لشراء ذمم كثير من قادة الغرب للعمل ضمن جوقة الخيانة والعمالة والعدوان، ويعرف المصريون من هم الذين تم استخدامهم كأدوات لتنفيذ المؤامرة على الأرض بدعوى قيام الثورة في سوريا.

ما من مصري شريف إلا ويدرك تفاصيل المؤامرة على الحبيبة سوريا وعلى جيشها الذي يسميه المصريون بفخر وعزة الجيش الأول على اعتبار أن الجيشين الثاني والثالث يرابطان هنا في مصر.

وهكذا فليس غريبا أبدا أن تكون ليلة العدوان على سوريا من قوى البطش والعربدة العالمية هي ذاتها الليلة التي يعلن فيها المصريون أن سوريا جزء لا يتجزأ من الضمير المصري، ومن التاريخ المصري، ومن الوجدان المصري، ومن المصير المصري.

هنا دمشق.

المصدر: جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا