جهينة نيوز:
نشرت صحيفة تايمز البريطانية افتتاحية عنيفة اليوم الاربعاء شبّهت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ "هتلر" و "ستالين" وقالت إن "الوقت حان كي يدافع حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن الديمقراطية والحرية في تركيا".
وتطرقت الصحيفة في افتتاحيتها إلى التطورات الأخيرة في تركيا كما دعت حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تشارك تركيا في عضويته إلى رفع صوته من أجل الديمقراطية والحرية في تركيا.
واختارت الصحيفة "تصفية تتزايد يومًا بعد يوم" عنوانا لافتتاحيتها التي بدأتها بإعلان الأمم المتحدة أن الاعتقالات الجماعية في تركيا لرجال الشرطة وموظفي القطاع العام والأفراد المتهمين بالتعاطف مع المعارضة خلقت أجواء من الخوف في البلاد, مذكرة بالاتهامات الموجهة إلى الأمم المتحدة من قبيل الازدواجية أثناء تقييمها للدول الغربية، مشيرة إلى أن التصريحات الأخيرة للمنظمة بشأن تركيا ليست كافية.
وأفادت الصحيفة أنه تم اعتقال أكثر من 40 ألف شخص وفصل 100 ألف آخرين عقب المحاولة الانقلابية التي وقعت العام الماضي ويُزعم أن حركة عبد الله غولن "الغامضة" كما ما يزعمون هي من دبرتها, موضحة أن هذه الأرقام تشير إلى ردود الفعل الارتيابية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان العازم على تتويج نفسه بصلاحيات واسعة، بجانب سحق أعدائه والقضاء على أي معارضة سياسية محتملة.
وأضافت أنه في المستقبل لن تكون هناك أية آليات رقابة على صلاحياته الشخصية، ولن يُسمح لأحد بالتفكير بصورة مختلفة عنه، مؤكدة أنه عقب الاستفتاء الأخير في تركيا انطلقت حملة تصفية جديدة تم خلالها اعتقال أو فصل نحو 14 ألف شرطي.
وذكرت الصحيفة أيضا أن الآلاف من رجال الشرطة زُج بهم في السجون لينضموا إلى المدرسين والقضاة والصحفيين والموظفين الحكوميين والجنود الذين تم التشكيك في ولائهم وباتوا محط شبهات لتعاطفهم مع أنصار "غولن", مفيدة أن اللجوء إلى حملة تصفية باستغلال واقعة تضمنت العنف وتصفية الحسابات وتقييد الأصوات المحايدة هو تكتيك يلجأ إليه الديكتاتوريون سعيًا وراء السلطة المطلقة.
ولفتت الصحيفة الى "بدء ستالين حملة التصفية عقب اغتيال سيرغي كيروف عام 1934" ، بينما "مرر هتلر قبل هذا بعام مشروع القانون من البرلمان بسرعة باعتقاله آلاف المعارضين عقب حريق الرايخستاج" وأشارت إلى أن القليل من القادة الأوروبيين احتفلوا بفوز رجب طيب أردوغان الذي يواصل جولته في الهند بالاستفتاء الدستوري.
وأوضحت الصحيفة أيضا أن أردوغان يتمتع بصبر استراتيجي مثل ستالين، وأنه يقضي على أعدائه واحدا تلو الآخر، فتصفيته للجيش الذي كان يتمتع بالقوة في مرحلة ما، وكان يراه أردوغان كحامي العلمانية الكمالية، والصحفيين الذين تناولوا أخبار فضائح الفساد والرشوة المتهم بها أردوغان وأسرته، وكل من يُحتمل ارتباطه من بعيد بالإسلاميين في حركة الخدمة والتطورات الأخيرة في تركيا فتحت طريق أردوغان وجاءت في مصلحته.
وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاطر لهذه الإجراءات، إذ إن المستثمرين الأجانب في تركيا يشعرون بالقلق، ورؤوس الأموال تهرب بسبب التراجع العنيف في السياحة الخارجية وتخطيط المتطرفين الأكراد والإسلاميين لهجمات جديدة.
هذا وأكدت الصحيفة أن الحلفاء الغربيين لأردوغان يتخلون عنه بينما يقف الناتو حاليا في الخلفية هروبا من الانتقادات، مضيفة أن الوقت حان كي يرفع الناتو صوته دفاعا عن الديمقراطية والحرية في تركيا
00:36