ماذا يمكن أن يفعل الأتراك للرد على تسليح ترامب أكراد سوريا؟

الأحد, 14 أيار 2017 الساعة 18:35 | سياسة, عالمي

ماذا يمكن أن يفعل الأتراك للرد على تسليح ترامب أكراد سوريا؟

جهينة نيوز

أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتسليح فصائل كردية سورية مسلحة، غضب الحكومة التركية من مثل هذه خطوة؛ إذ تعبر أنقرة هذه الميليشيات جماعات إرهابية، في الوقت نفسه خلط قرار الرئيس الأميركي الأوراق في المنطقة المتوترة بشكل مستمر.

بات السؤال المطروح الآن: ماذا ستفعل تركياً رداً على هذه الخطوة من قِبل إدارة ترامب؟

فقرار البيت الأبيض بتسليح المقاتلين الأكراد، رغم الاعتراضات القوية من تركيا؛ لأن أميركا تعتبرهم وكيلاً عسكرياً فعَّالاً في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ولكن هذا القرار قد يُكلِّف أميركا الكثير؛ إذ إنَّ إغضاب تركيا يُهدِّد بقطع العلاقات بين أميركا وتركيا، التي تُعد حليفاً مُهماً لأميركا بحلف شمال الأطلسي، ولا سيما في ظل تودُّد روسيا لتركيا، وقد يُسفر ذلك عن تأثيراتٍ لا يمكن التنبؤ بها على الحرب ضد داعش، وعلى الحروب الجارية في سوريا والعراق.

وكان أردوغان ومساعدوه قد توعَّدوا على مدار عدة أشهُرٍ باتخاذ إجراءاتٍ أكثر شراسةٍ، وإن لم تكن مُحدَّدة، ضد المقاتلين الأكراد، وإن كان ذلك في ميدانٍ مختلف، وهو العراق. ويقول بعض المحللين إنَّ هذه الخطة قد تكون ملائمة على المستوى الاستراتيجي.

التهديدات التركية المستمرة في حال إقدام واشنطن على خطوة مثل هذه، زادت الأربعاء بتصريح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي قال فيه إن تسليح الأكراد قد يكون له "عواقب" على الولايات المتحدة، و"نتيجة سلبية". ولكنه لم يخُض في التفاصيل، واكتفى بالقول إنَّ أردوغان سيوضِّح كل شيء حين يلتقي ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.

الرئيس التركي نفسه وجَّه انتقاداتٍ حادة للقرار، وقال إنه يأمل "أن يتراجع ترامب عن هذا القرار في أقرب وقتٍ ممكن".

وكذلك وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي قال إنَّ "كل سلاح" يذهب إلى المقاتلين الأكراد في سوريا يُشكِّل تهديداً على تركيا.

التسوية مع البيت الأبيض

ويعتقد محللون أن أردوغان سيسعى الآن للحصول على تسويةٍ من البيت الأبيض في مقابل قبول قرار الإدارة الأميركية بتوطيد التعاون مع أكراد سوريا أكثر من أي وقتٍ مضى.

وفي المقابل، قد يسعى أردوغان للحصول على الضوء الأخضر من أميركا لشنِّ تدخُّلٍ قوي جديد ضد أعداء تركيا الأكراد بالعراق، والمتمثلين في حزب العمال الكردستاني، حسبما تري "نيويروك تايمز".

وقال بعض الخبراء إنَّ الجزء الرئيس من هذا الاتفاق المُنتظر قد يتمثل في السماح لتركيا بزيادة عدد عمليات القصف الدورية التي تشنها ضد المقاتلين الأكراد. ولكن في أقصى الحالات، ستتمكن تركيا من تنسيق عمليةٍ برية من المُرجَّح أن تنفذها القوات الصديقة لتركيا والمعادية للأكراد، وذلك وفقاً لما ذكره سونر كاغابتاي، وهو خبير في الشؤون التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وقال آرون شتاين، وهو خبيرٌ مختص بالشؤون التركية في المجلس الأطلسي: "أميل إلى تصديق كلمات الرئيس التركي. وإذا ظل أردوغان يقول للجميع إنَّه سيفعل شيئاً ما في العراق، فأعتقد أنَّه سينفذ ما قاله".

وقال العديد من المحللين إنَّ شن ضربةٍ في العراق سيحقق بعض أهداف تركيا. وصحيحٌ أنَّ هذه الضربة لن تتمكن من منع توطيد المناطق الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي سوريا، إلا أنَّها ستعزل هذه المناطق عن المناطق الكردية الأخرى بالعراق. ويمكن أن تمنع الأكراد من تعزيز قوتهم في المنطقة، ودعمهم المحتمل للحركة القومية الكردية داخل تركيا، وهي أكثر ما يُقلق الحكومة التركية.

وتأكيداً على مدى تعقيد التحالفات في المنطقة، تمخَّض حزب العمال الكردستاني عن شريك سوري كردي جديد تحالفت معه أميركا رسمياً، وهو وحدات حماية الشعب، التي استغلت فوضى الحرب لإقامة مناطق شبه مستقلة بحُكم الأمر الواقع داخل سوريا.

ويعتقد محللون أنَّ تركيا قد تهاجم حزب العمال الكردستاني حول جبل سنجار في شمال العراق.

ويتمثَّل التعارض المحوري الذي يهدِّد العلاقات الأميركية-التركية في أنَّه بينما تتفق الولايات المتحدة مع أنقرة في اعتبار حزب العمال الكردستاني جماعةً إرهابية، يتعاون الجيش الأميركي مع المجموعات السورية التابعة للحزب تعاوناً وثيقاً؛ كي يساعده المقاتلون الأكراد في توجيه الضربات الجوية.

وفي خطوة مفاجئة، قال مسؤولون أميركيون إنَّ الولايات المتحدة تُعزِّز جهود الاستخبارات المشتركة مع تركيا؛ لمساعدة تركيا في استهداف "الإرهابيين" بالمنطقة بشكلٍ أفضل، في محاولةٍ واضحةٍ للتخفيف من القلق التركي بعدما بدأ البنتاغون تنفيذ خطة لتسليح القوات الكردية في عملياتها داخل سوريا.

وتزيد الولايات المتحدة من قدرات ما يُعرف باسم "مركز دمج المعلومات الاستخباراتية" في أنقرة؛ لمساعدة المسؤولين الأتراك على تحديد وتعقُّب حزب العمال الكردستاني بشكلٍ أفضل، وهي جماعة صنفتها كلٌ من الولايات المتحدة وتركيا كجماعةٍ إرهابية، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

قال وزير الدفاع الأميريكي جيم ماتيس بعد محادثات مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم الخميس إن بلاده تدعم أنقرة بقوة في حربها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. يأتي ذلك مع تصاعد الغضب في تركيا إزاء قرار أمريكي بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا للمقاتلين الأكراد على أراضيها، بحسب وكالة رويترز.

وبعد أنَّ شنت تركيا ما لا يقل عن 12 هجمةً ضد المقاتلين السوريين الأكراد طوال الشهر الماضي، اتخذت الولايات المتحدة إجراءاتٍ حاسمة لمنع المزيد من الاشتباكات، وذلك بنقل جزءٍ من قواتها إلى الحدود في عربات الهامفي؛ لتُشكِّل عازلاً بين الأتراك وأكراد سوريا.

ووصل الأمر إلى أنَّ هذه القوات لوَّحت بالأعلام الأميركية، وهي خطوةٌ رمزية واستفزازية، عادةً ما تتجنبها أميركا في تدخلاتها بالشرق الأوسط.

ولكن ذلك لا ينطبق على العراق، حيث ستواجه تركيا عقباتٍ أقل؛ إذ إنَّ حزب العمال الكردستاني لا يعمل هناك تحت غطاء أكراد سوريا، ومن ثم فلن يكون مدعوماً من واشنطن.

ومن المُرجَّح أن يعتمد أردوغان على دعم الفصيل الكردي المُهيمن في شمال العراق، الذي يسيطر على إقليم كردستان العراق، وله علاقاتٍ مضطربة مع الجماعات الكردية الرئيسية في تركيا وسوريا.

ولكن، إذا تحركت تركيا على جبل سنجار، لتخفف بذلك حدة الصداع الجيوسياسي الذي تعانيه واشنطن في سوريا، فستخلق تعقيداتٍ جديدة لحليف آخر من حلفاء أميركا، والمتمثل في الحكومة العراقية ببغداد.

المصدر: هافينغتون بوست عربي


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا