الوطن العمانية : تطهير الجرود يقلق المتآمرين على سوريا ولبنان

الثلاثاء, 25 تموز 2017 الساعة 18:16 | اخبار الصحف, الصحف العربية

الوطن العمانية : تطهير الجرود يقلق المتآمرين على سوريا ولبنان

جهينة نيوز

لا بد أن يشعر المرء بالقلق وهو يشهد دهاليز التآمر والإرهاب التي دفعت إليها سوريا قسرًا وكاد ينجرف إليها لبنان، حيث يكمن طرف ثالث غير منظور أحيانًا يتخفى خلف ظواهر الأحداث ليسيِّر المواكب في الاتجاه الذي يريد، والاتجاه واضح، وأوضح من الذي يحركه، فهو اتجاه نحو كارثة التدمير والتخريب والفتن الطائفية والمذهبية التي تودي بمصالح الشعبين السوري واللبناني على السواء.

فالضحايا من العسكريين والمدنيين يتساقطون جراء آفة الإرهاب المدعومة من طرف مكون من مجموعة أطراف تتربص بدول المنطقة وفي مقدمتها هذان البلدان، في حين هناك من هو على قائمة الاستهداف من الضحايا، وكلما اقتربنا من مساحة التفاؤل بحل سلمي أو سياسي ينقذ أرواح الأبرياء والعزل، وجدنا ذلك الطرف الثالث ينسف هذه المحاولات، سواء بإفشال الجهود السياسية أو شن عملية عسكرية عدوانية أو فبركة كذبة أو دعم الإرهاب بصورة أكبر وتوجيه تنظيماته إلى أساليب أكثر وحشية ضد المدنيين والعسكريين، وغير ذلك من الصور بهدف إحداث حالة من الإرباك والتشويش والتشويه والتحريض.

وتبرز جرود فليطة في القلمون الغربي السورية، وجرود عرسال اللبنانية بصورة واضحة طبيعة المخطط المراد به استهداف كل من سوريا ولبنان بتركيبتهما السياسية والطائفية، والأهم استهداف العقيدة للجيش السوري والبنية السياسية والقومية والعروبية لنظام الحكم في سوريا، والنيل من المقاومة اللبنانية التي لا تزال تشكل عظْمًا في حلقوم أعداء هذين البلدين، وفي سبيل ذلك لم تتورع الأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية عن تقديم دعمها اللوجستي والسياسي اعتقادًا منها أن هذا الإرهاب الذي راهنت عليه تلك الأطراف بمقدوره إنجاز المخطط كما يجب ويحلو لهم.

غير أن سوريا بجيشها الباسل وصمود شعبها وحكمة قيادتها وبالتعاون مع أصدقائها وحلفائها المخلصين أدركوا جميعًا حجم المخطط، والتهديد الخطير الذي تمثله محاولة جعل معشر المتآمرين من جرود فليطة السورية بالقلمون وجرود عرسال اللبنانية جبال تورا بورا أخرى منطلقًا لاستهداف سوريا ولبنان والمقاومة اللبنانية، وفصل لبنان عن رئته السورية بقصد خنق المقاومة في لبنان وعزلها عن محيطها لتكون بين فكي كماشة من الشمال التنظيمات الإرهابية المتمثلة في ما يسمى تنظيم “جبهة النصرة” وتوابعها وكذلك تنظيم “داعش” وتوابعه، وفي الجنوب كيان الاحتلال الإسرائيلي.

إن هذا الإدراك المبكر لكل من سوريا ولبنان وجيشيهما وقيادتيهما السياسية والعسكرية وكذلك من المقاومة اللبنانية راح يأخذ واقعه العملي ليصب في صالح هذين البلدين وشعبيهما ولمصلحة استقرارهما من جهة هذه الجرود، فقد حقق الجيشان السوري واللبناني والمقاومة اللبنانية إنجازًا كبيرًا بتحرير هذه الجرود من رجس الإرهاب، فتمكنوا جميعًا من تطهير نسبة كبيرة من مساحة الجرود من البؤر الإرهابية. وما من شك أن المواطن السوري أو اللبناني حين يتناهى إليه خبر خلو هذه الجرود من إرهابيي “النصرة” سيبعث في نفسه ارتياحًا، ويزيح عن كاهله القلق والرعب من هجوم انتحاري إرهابي أو هجوم إرهابي بالسلاح يقدم عليه أفراد هذا التنظيم الإرهابي، كما أن من شأن تطهير هذه الجرود من الوجود الإرهابي سيتيح الفرصة لعودة النازحين واللاجئين السوريين الذين أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على النزوح والهجرة، كما سيتيح حرية الحركة من سوريا إلى لبنان والعكس، وبالتالي تعود الحياة بصورة طبيعية؛ لذلك من يهوِّل أو يهاجم هذه العملية البطولية الشجاعة والوطنية ضد الإرهاب في هذه الجرود فهو لا يخرج عن الطرف الثالث الذي ذكرناه آنفًا. علمًا أن هذه العملية العسكرية المشتركة جاءت بعد جهود مضنية لحلها سياسيًّا، وهذا ما لم يكن وبالتالي لم يكن العلاج سوى الكي بالنار.

المصدر: صحيفة الوطن العمانية


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا