خاص جهينة نيوز
قبل ثلاث عشرة عاماً توجه عنصر أمن سوري الى مقر شركة سورية تمثل شركة أمن معلومات روسية في سورية و لدى الشركة برنامج حماية تستعمله الإستخبارات السورية لأنه البرنامج الوحيد في العالم الذي نجح في الإختبارات الأمنية السورية و تفوق على برامج مختلفة بينها برامج روسية معروفة.
و كان عمل عنصر الإستخبارات السوري يومي يتمثل بجلب التحديثات الأمنية للبرنامج بشكل دوري وفق العقد الموقع مع الشركة السورية التي تمثل البرنامج, و لأن هذا القسم من الإستخبارات لا يملك أي إتصال بالإنترنيت, سأله الموظف لماذا لا تقومون بتنزيل التحديثات من الأنترنيت في الفرع عبر جهاز مستقل يتصل بالإنترنيت و ثم نقلها الى ملقم الحماية (سيرفر الأنتي فيروس), فقال له عنصر الإستخبارات لا أعلم ربما قريبا يتم إنشاء قسم مستقل لهذا الأمر في مكان ما لانه يمنع منعا باتا اتصال حواسيب هذا القسم بالإنترنيت أو أن يعمل على أجهزتها منافذ (‘USB) أو أي نوع من قارىء الأقراص الا لعدد محدود من الاجهزة وجميعها غير متصل بالشبكة و حاليا لدينا فقط قسم مسؤول عن فحص هذه التحديثات قبل أن تنقل الى الضابط المسؤول عن تحديث ملقم الحماية, فقال له الموظف متفاجىء: و هل تفحصون هذه التحديثات أيضاً.؟؟ فقال له طبعا يتم فحصها مرتين على أجهزة مستقلة عن الشبكة قبل أن تصل الى ملقم الحماية.
وفي حديثه "لجهينة نيوز" علق ممثل الشركة الروسية في سورية قائلا لم أكن أدرك لماذا رفضوا الحديث عن وصل اي حاسب ضمن الفرع المذكور بالإنترنيت على الرغم من أن الشبكة مغلقة و لا تتصل بأي أقراص خارجية ولا بإنترنيت أي كانت "محمية " حتى حدث هجوم الكتروني على قسم نووي في إيران و قام بتخريب بعض برامج التحكم الآلي في الحواسب الإيرانية بالرغم من أن الشبكة مغلقة ولكن كشف أن الثغرة الأمنية كانت من خلال الحواسيب التي كانت تقبل تشغيل أقراص قابلة للإزالة مثل (الفلاش ميموري) حيث استطاع فيروس اختراق الشبكة الإيرانية الذي فشل في التجسس على البرنامج النووي الإيراني لان الشبكة مغلقة ولكنه تمكن من التخريب في برامج التحكم الآلي هذا ما يؤكد بشكل قطعي كذب القناة العاشرة للعدو الصهيوني في تقريرها عن الهجوم على مركز البحوث الزراعية في دير الزور و الذي أوردت فيه أنها تمكنت من التنصت على حاسوب عالي السرية عبر " فيروس "
يذكر أن مركز البحوث الزراعية و الذي يدعي العدو بأنه مفاعل نووي سوري جاء قصفه كرسالة سياسية بعد إنذارات كولن باول لدمشق ولا علاقة للمبنى لا من قريب و لا من بعيد بهيئة الطاقة النووية السورية, و تم إختيار الموقع لعدة أسباب و بناء على أوامر أمريكية للكيان الصهيوني الذي نفذ المهمة عبر الأراضي التركية كما قامت الشركات الصهيونية بعد القصف بفترة قريبة ببدء إزالة الألغام عن الحدود التركية تميهداً لإدخال داعش و النصرة الى سورية لاحقاً بتواطؤ و شراكة النظام التركي.
ومن المعلوم أن تقرير القناة العاشرة للعدو الذي زعم أن كيان الإحتلال الصهيوني قصف مفاعل نووي قبل سنوات في دير الزور و اغتال ضابط سوري رفيع كان قد كشف في تقريره عن شبكة الدراجات النارية في سورية التي تقوم بمهمة نقل المعلومات يدوياً لتكذب كل التقارير التي تقول أن المعلومات السرية في سورية يمكن نقلها عبر البيانات أو حتى عبر شبكة الهاتف العسكرية الأرضية المستقلة أضف إلى الثغرات الكثيرة التي حفل فيها التقرير و التي تثبت أنه تقرير كاذب يندرج في إطار الحرب النفسية كالقول أن هذا المشروع لا يعلم به سوى اربع أشخاص في سورية ومثل هذا الأمر مستحيل لان مثل هكذا مشروع ستشارك فيه فيما لو حدث فعلا كل من البحوث العلمية السورية و هيئة الطاقة النووية السورية, و يسبق مثل هكذا مشاريع عملية إعادة إنتشار عسكري لوحدات الدفاع الجوي و تأمين كل الثغرات قبل البدء بالمشروع, فضلاً عن أن كيان الإحتلال الصهيوني لو كان قادر على تدمير تحصينات عسكرية لشن حرب على سورية دون القلق من الصواريخ السورية مع الأخذ بعين الإعتبار أن تحصينات مفاعل نووي ستكون أضعاف تحصينات الصواريخ الباليستية و في اعترافه الرسمي بعدم قدرته على إلحاق الأذى بالمنشآت النووية الإيرانية المحصنة الدليل الواضح لزيف ادعاءته في اختراقه لأمن المعلومات في سوريا
من الثابت أن سورية تقوم بعدد كبير من الإختبارات على برامج الحماية في حين أن دول الخليج لها قاعدة واحدة و هي منع كل البرامج الروسية و الصينية من العمل على شبكات الدولة بإستثناء دولة الإمارات التي سمحت لبرنامج روسي بحماية شبكة عسكرية واحدة, و قد تعطلت قبل سنوات وكالة الأنباء القطرية عن العمل لأكثر من 24 ساعه بسبب فيروس كونفيغر فإضطرت لشراء برنامج حماية روسي لمعالجة الفيروس و ثم عادت الى البرامج الأمريكية و الفرنسية الى أن وقعت مؤخراً بعملية الخرق الذي تسبب بأزمة بين قطر و دول الخليج الأمر الذي يؤكد أن سوريا بالرغم من ضعف الامكانات قادرة على حماية أسرارها العسكرية و هذا ما يقلق الكيان الصهيوني
08:32