"التكويعة" الكبرى في تاريخ السياسة .. هل سيطرق بن سلمان باب الأسد؟..ب قلم نبيه البرجي 

الإثنين, 14 آب 2017 الساعة 22:14 | مواقف واراء, زوايا

جهينة نيوز:

لأن العلاقات بين العرب والعرب غالباً ما تقوم على مبدأ العباءة والخنجر. كما الأمواج حيناً تهدأ وحيناً تصطخب. بالأحرى كما العواصف الرملية. لا قواعد سياسية، لا رؤية استراتيجية، ايضاً لا منظومة بالحد الأدنى من الديناميكية لضبط تلك العلاقات وتفعيلها في عالم تحوّل الى معسكر للصراعات المجنونة.

ولأن جامعة الدول العربية مستودع للعكازات، وللعباءات، وللأراكيل، قد تعثرون على احمد ابو الغيط وهو يلتف ببطانية الصوف اتقاء للرياح.

إذاً، لا بد من هذا السؤال الصاعق: أليس من مصلحة المملكة العربية السعودية اعادة الربط مع دمشق؟

السعوديون مثل غيرهم كانوا يتوقعون سقوط الدولة السورية في غضون أيام او أسابيع. رهانهم على تكرار تجربة ايلول 1961 (الانفصال) والاتيان بفريق سعودي الى السلطة، ولا يلبث ان يتساقط، جعلهم يمضون الى ابعد مدى في المتاهة، مع انهم خبروا جيداً الوضع السوري على انه جزء بالغ الحيوية من الثنائية القطبية..

لا بل ان المملكة وقعت في المصيدة العثمانية. أكثر من جهة همست في آذان مسؤولين سعوديين بأن العمل، على المستوى التكتيكي او على المستوى الاستراتيجي، مع رجب طيب اردوغان بمثابة مجازفة قاتلة..

الرئيس التركي الذي استضاف قادة تنظيم الدولة الاسلامية في المنتجعات، وفتح المعسكرات أمام شذاذ الآفاق الذين تم استجلابهم بالتواطؤ بين المال العربي وأجهزة الاستخبارات على أنواعها، كان يعنيه أن يمتطي ظهور الجميع على أنه السبيل المثالي لإعادة السلطنة….

أين هي السعودية الآن في سوريا؟ حتى الاتفاقات الميدانية تعقد بين اميركا وروسيا وتركيا وإيران . وإذا كان هناك من يسعى لتفكيك سوريا، كما العراق، فأين هي مصلحة الرياض في أن تكون (أو تبقى) وسط تلك الحرائق التي، واقعاً، تلامس البلاط؟

قد يكون شيء من هذا الكلام موجهاً إلى جهات لبنانية ترتبط سياسياً أو مالياً (او زبائنياً) بالمملكة. هذه الجهات التي تقبع في زوايا الأزمات، ولا دور لها سوى هز البطن أو هز الرأس، ترفض حتى قيام وزراء بزيارة دمشق لمصالح مشتركة لا أكثر ولا أقل، دون تبرئة الحقبة العنجرية من الويلات التي ألمت بلبنان واللبنانيين…

الذريعة الكاريكاتورية التي أعلنوها على الملأ هي عدم تعويم الدولة السورية. يا جماعة، عودوا إلى وعيكم وعودوا إلى مقاساتكم. أباستطاعتنا، نحن الوالغون في الفضائح، الغارقون بالمذهبية، تعويم دجاجة؟

هل التنسيق مع دمشق يؤثر قيد أنملة في المسار العسكري أو في المسار الديبلوماسي للأزمة في سوريا؟ ربما كان هذا السؤال موجهاً الى اولئك اللبنانيين الذين مدوا الأيدي الى حفاري القبور في الداخل والخارج لازالة النظام، ولطالما علا صراخهم في الساحات، وفي الجرود، وفي السفارات. أي جدوى؟!

نلقي الضوء هنا على معلومات حساسة. ثمة جهة طرحت نقاطاً لصفقة هائلة من خلال فتح الطريق امام مقاتلي «داعش» في العراق للانتقال المنظم، والمنسق، الى الداخل السعودي. دائماً لتفجير الوضع في المملكة. هناك مسؤولون كبار في المملكة ويعرفون من أوقف ذلك السيناريو الرهيب…

في السياق الأقليمي اياه والذي يتداخل مع السياق المحلي، لم يعد خفياً على كثيرين الدور «البطولي» الذي اضطلع به الرئيس ميشال عون، في الأسابيع الأخيرة، وحال دون تهريب خطط خطيرة، اكثر من ان تكون واهية، واكثر من ان تكون جهنمية، وتفضي الى تفجير لبنان وتقويضه، باستخدام مسلحي الجرود ورقة تكتيكية في الصراع الداخلي كما في الصراع الآقليمي…

كل اشكال المراوغة ظهرت على الأرض لابقاء التنظيم في الجرود اللبنانية، والى حد القول ان الجيش اللبناني يعمل لحساب «حزب الله» دون ان يروا، بالعين العرجاء، ان الحزب وضع المناطق التي حررها بإمرة العماد جوزف عون بل والرئيس ميشال عون.

ما حدث في الآونة الأخيرة مريع حقاً. رئيس الجمهورية أصرّ على اجتثاث تلك الآفة من السلسلة الشرقية. هذا ما سيحصل وبمنأى عن البهلوانيات السياسية والاستراتيجية..

جهات وتتحرك بخيوط خارجية. ما يجري وراء الستار أبعد بكثير من مخيلتنا التي لا تزال تجلس القرفصاء في القرن التاسع عشر. مراجع في لبنان وتعلم أن إشارات وصلت إلى البلاط السعودي بإعادة النظر في النظرة إلى سوريا…

ذات يوم قد يكشف عن الجهة التي اقترحت تهريب مقاتلي «داعش» إلى السعودية، وستكون هناك حقائق فوق التصور. زمن الأعاجيب لا زمن العجائب !!

  االمصدر صحيفة الديار اللبنانية


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    14/8/2017
    22:35
    مستقبل عرب الرده الحج لطهـران ووسطوا الصدر لهذه المهمة
    بعد ان اكتشفوا ان ترمب غير قادر حتى ليحمي نفسه ويعيش علي المهدئات وتنتظر امريكا مشاكل تحتاج لقرن كامل لتحلها ... واوربه لن اصبحت خاليه من امثال الغجري ساركوزي خريج معسكرات الهولوكست ، وبريطانيا اكلت خازوق باستفتاء الانفصال عن الاتحاد الاوربي ..وتبحث عن استفتاء العوده للاتحاد ، . ومشروع الشرق الاوسط الجديد الي مزبله التاريخ .. .ونتن ياهو الاسرائيلي فشل بتشكيل محور الخيانه مع بهايم الخليج ..... اليوم عرب الرده يبحثون عن البديل...وسيعلنون التشييع السياسي .ويحجون لطهران ..عاجلا ام اجلا ... وربما يخترعوا ملك فيصل جديد لينقذهم من ازمتهم .. التي تذكرني بالبدوي الذي خري بفروتـــه .. وقال ذلك المثل الشهير (( خريه بفروه .. لا تنكش ولا تنمش ))... وهذاهو وضع عرب الرده الرده اليوم ...
  2. 2 أبو صلاح
    17/8/2017
    17:03
    عجائب الاقدار أن يلتقي البدوي ابن سلمان مع الرئيس بشار
    ال سعود البداوى . بدأ عيشهم في خيمة . صارت .. مجموعة خيام .. كانوا يستحمون مرتين في السنة قبل العيدين الصغير والكبير ليستقبلوا العشرات من القادمين الى الحج ويقتاتون مما احضره الحجاج ويتمونون من ارزاقهم للعام القادم . كثرت خيام ال سعود وتغير حلاسهم بعد ظهور النفط . وتعلموا معنى الابتسام للوفود الاجنبية وصارت الخيام قصورا تصاميمها مأخوذة من شكل الخيمة.. ونقلوا اسم امير من بريطانيا واطلقوه على مشيخاتهم ولا زال الأمير منهم حتى الان يشرب من بول البعير.. كبرت كميات النفط وهم يركبون الحمير واقنعهم العقل الغربي بركوب الطائرة وابدال الخنجر بالبندقية. وتحول ال سعود الى قتلة وعملوا من ارض الحجاز مملكة لهم وامتلكوا الارض والشعب واخيرا اعلنو الحرب على جيرانهم. هل يحق لابن سلمان ان يلتقي سيد هذا الزمان.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا