المطالبة ب "جاستا" عربية لمحاكمة الدول التي دمرت سوريا.. بقلم عبد الباري عطوان

السبت, 19 آب 2017 الساعة 16:51 | مواقف واراء, زوايا

المطالبة ب

جهينة نيوز

انطلاق فعاليات معرض دمشق الدّولي يوم الخميس، بمُشاركة 43 دولةٍ عربيةٍ وأجنبية على رأسها روسيا والصين وإيران وفنزويلا والعراق والهند، وشركات تُمثّل 20 دولةً قطعت علاقاتها مع سورية، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فهذا مُؤشّرٌ هام على حُدوث تغييرٍ كبيرٍ في المَناخات الثقافية والاقتصادية إلى جانب السياسيّة أيضًا، وانحسار الخَوف والقَلق، وقُرب الحَرب من نهايتها.

التغيير الذي نَقصده هنا هو تسارع عملية التعافي الاقتصادي والثقافي في سورية بعد سبع سنواتٍ عِجاف من الحُروب والمُواجهات، ألقت بظِلال قاتمة السواد على الحياة في هذا البلد العربي، الذي كان وسيظل مصدر إشعاعٍ وتنوير في المنطقة العربية، وحَوض البحر المتوسط.

كان لافتًا، بالنسبة إلينا على الأقل، مُشاركة عِدّة دُولٍ عربية، مثل مصر، وسلطنة عمان، وفلسطين، ولبنان، والسودان، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، الجزائر، والبحرين، أي نِصف الدّول الأعضاء في جامعة الدول العربية التي جَمّدت عُضوية سورية فيها.

السيدة بثينة شعبان، مُستشارة الرئيس السوري، قالت في مُقابلةٍ على قناة “الميادين” أن عَودة المعرض الدّولي والإقبال المَلحوظ عليه يَدُلّان على أن الحَرب على سورية انتهت، وأنّه مِثلما دَحرت سورية الإرهاب ستُحارب أي وجود غير شرعي على أراضيها وستَهزمه، ولكن السيدة شعبان اعترفت في المُقابلة نفسها “أن سورية لم تنتصر كُليًّا، والنّصر يَعني المَزيد من التضحيات”.

قليلون هم الذين توقّعوا قبل خمس أو ست سنوات تدفّق الآلاف من السوريين إلى معرض دمشق الدّولي، بل إلى العاصمة نفسها، ممّا يعني أن مشروع إسقاط النظام وتفكيك الدولة في سورية مُني بفشلٍ كبيرٍ، فالحَدس الشعبي من النّادر أن يُخطئ، ومن حق الأشقاء السوريين أن يَفرحوا ويَحتفلوا.

سورية تقترب بُسرعةٍ من الاستقرار، ومن مَرحلة إعادة الإعمار، ووجود أكثر من 1500 رجل أعمال كضُيوف على المعرض يُوحي بالكثير، فرجال الأعمال الذين يُمثّلون رؤوس الأموال، لا يَذهبون إلى دولةٍ مثل سورية من أجل التمتّع بشَمسها وهوائها العليل، وإنّما بَحثًا عن فُرص استثمار، وصفقات إعماريّة يُحقّقون من ورائها أرباحًا طائلة، فكُل خُطواتهم مَحسوبة، وأنوفهم الأكثر قُدرةً على شَم رائحة العُملات والصّكوك.

اليوم تُشارك عشر دُول تقريبًا في معرض دمشق الدّولي، والعام المُقبل سيَرتفع العدد حتمًا، لأن سورية ستخطو خطواتٍ أطول على طريق التّعافي، فإذا كان مُعارضي الحُكومة بدأوا يَشدّون الرّحال إلى دمشق، ويتحدّثون عن مُؤامرات التقسيم والتفتيت، بينما يَنخرط البعض الآخر في البحث عن وساطةٍ تُمهّد له طريق العودة إلى أحضانها، فإن هذا يعني تحوّلاً كبيرًا ومُتسارعًا في المَشهد السوري يُبدّد كل سُحب التشاؤم، ويُؤكّد على عَودة سورية إلى مكانها الطبيعي الرّيادي والقيادي.

قُلناها في هذا المكان، ولا نتردّد مُطلقًا في تكرارها، وهي أن الشعب السوري يَملك إرادةً جبّارةً، وكفاءاتٍ عاليةٍ، وإمكانيّة وخِبرات غير مَسبوقة، تُؤهله كلها، لإعادة بناء بلاده، وفي أقصر مُدّةٍ مُمكنة، وبأقل التّكاليف، وهل هذا غريبٌ عليه، وهو الذي أعاد بِناء الكثير من الدّول، وأنعش اقتصاديّاتها؟.

سياسيٌّ مَغربيٌّ كبير التقيته أثناء رحلتي الأخيرة إلى طنجة، وبمَحض الصّدفة، قال لي أنت تَكتب كثيرًا عن القانون الأمريكي لمُحاكمة الدّول الراعية للإرهاب، وإصدار أحكام، وبفرض تعويضات مالية عليها لضحايا إرهابها من الأمريكيين، ألم يَحن الوقت لتُطالب بـ”جاستا” عربيّة، لمُحاكمة الدّول العربية التي تورّطت، مع سَبق الإصرار والترصّد، في حرب التدمير والقَتل في سورية، ودَفعها تعويضات للشعب السوري عن كل ما لَحق به من خرابٍ ودمارٍ وقتل؟.

وَعدت هذا السياسي المَغربي أن أكتب عن الـ “جاستا” العربية، وها أنا أُوفي بالوعد، وآمل أن يَقرأ هذه المقالة.

راي اليوم


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    19/8/2017
    18:15
    الارهاب بدآ بقرار وانتهى بقرار ولمؤمره ليست بجديده علي سوريا
    الارهاب والمؤمراة علي سوريه ليس وليده اللحظه بل سوريه تاريخيا كانت دائما مستهدفه بشكل مباشر وغير مباشر وعودو الي اسباب حرب١٩٦٧ والي انقلاب السادات علي نتائج حرب ١٩٧٣ ثم الحرب الاهليه في لبنان لاضعاف جبهه مواجهة اسرائيل ثم تحريك عصابات الاخوان المفلسين بعد رفض كامب ديفيد ثم حرب الاجتياح ١٩٨٢ واخراج المقاومه من لبنان ثم دور النظام العراقي في تفتيت الجبهه العربيه بغزو الكويت ١٩٩١ ثم اخراج سوريه من لبنان بقياده التحالف السعودي الاسرائيلي في القياده السياسيه اللبنانيه ثم تقزيم القضيه الفلسطينيه باتفاقيه اوسلوا ثم الحرب علي محور المقاومه من ملف جنوب لبنان للملف النووي الايراني ، واخير حرب انابييب الغاز في المنطقه ، وسوريه انتصرت لانها لها خبره بالتعامل ملفات المؤامرة .
  2. 2 عائشة من حماه
    19/8/2017
    20:54
    شكرا للاعلامي الكبير عبد الباري عطوان
    اجمل شيء في الاوطان هم المواطنين الشرفاء الذين يغارون على اوطانهم. يقول المتل: الدار بساكنيها..... كثيرا من الناس يدعوون الوطنية لكن الايام تكشف انهم كانة غير شرفاء . تعجبني كلمة الجندي المجهول .. يعني الجندي ( المواطن) الذي ضحى بنفسة ومات شهيدا دون ان يعلم به احد.. نريدك يا أستاذ باري عطوان ان تكون منارة اعلامية لسورية لانك تنتمي لسورية الكبرى التي تعتبر فلسطين قسمها الجنوبي. بدأ خطك البياني يرتفع منذ ان تصدرت سورية في اولويات مقالتك الجريئة . سوريا ليست حكومة بدوية وليست دولة ملل وطوائف . سورية وطن الاحرار وطن لكل الاديان والاثنيات التي تعيش فيها هي مساحة جغرافية للحضارة التي ولدت عليها ولا زالت ترتقي الى الأعلى . وجامعة دول البدو ظنت ان النفط سيغير من وجوههم الكالحة السواد.
  3. 3 الساموراي الأخير
    21/8/2017
    01:54
    لقد تعجّلتِ يا أخت عائشه!!!!
    لقد تعجّلتِ بإعطائك علامةً إيجابية لهذا الصحافي (الطبال ) كما وصفه حبيبنا نارام سرجون. عودي إلى مقالاته أي -عطوان- يوم كان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي كانت تصدر في لندن. كان يومها يتكلم عن:(( النظام السوري!!!)) و عن الرئيس الأسد بألقاب نابية و موقف موبوء ينزُّ قيحا و صديداً. أما الآن و قد انتصرت سوريا فلا بد لهؤلاء الطبالين من تجليس الخط تساوقاً مع حذاء الجندي العربي السوري مثلما تساوق رأس جورج بوش الإبن مع حذاء منتظر الزيدي في بغداد.كنت أريد أن تسمعيه في بداية عورة العرعور. أما اليوم، فقد صارت الزلم زلم.لهفي على نارام سرجون الليث السوري الهصور الذي لم أعد أقرأ له في هذا الموقع الكريم؛ فهل استشهد؟؟؟؟؟ إنه واحد ممن صنعوا انتصار سوريا. المجد و النصر لسوريا و الخلود للشهداء.
  4. 4 عائشة من حماه
    21/8/2017
    06:56
    شكرا للسيد الفاضل الساموراي الاخير
    اخي الفاضل الساموراي الاخير انت شعلة وذاكرة وطنية قل نظيرها وأقرأ كتاباتك الرائعة وكنت داذما اتمنى لو جرى حديث مشتلرك بيننا. لاشيء يبقى على ماكان نحن نتغير وهو يتغير. وغنما نجد من يذكرنا بأمجاد امتنا بشكل ايجابي يجب ان نرتاح الية ولا نعيب علية في ظهوره بالماضي بمواقف سلبية لانه ادرك انه في يوم مضى كان شيء واليوم اصبح شيء اخر. وخير الخطائين التوابون. نعود للاعلامي الكبير الاستاذ باري عطوان ونقول انه خليفة الراحل حسنين هيكل لانه خرج من المحلية وصار في العالمية. السيد الرئيس بشار الاسد هو صاحب مدرسة التسامح والمصالحات الوطنية . ومن منا لم يخطأ في مرحلة ما مضت؟ ايها الساموراي الاخير الجليل الحكيم خذ من ايران حكمتها على استيعاب الاحداث وترويضها واخراجها بقالب جديد. انا احترم باري عطوان واحترمك.
  5. 5 ابو صلاح
    21/8/2017
    07:08
    ومن قال ان الطبال لايزيدنا حماسا
    الساموراي الاخير في تعليقك على ماكتبته الاستاذة عائشة وصفت الاستاذ عبد الباري عطوان بالطبال ومن قال ان الطبال يقلل من حماسنا بالنضال ومحبة الوطن. نحن اليوم بحاجة الى الجميع نحن في حالة اعادة الاعمار حتى أولئك الذين حملوا السلاح ضد الدولة وتابوا نحن بحاجة الى الجميع. كنا في حالة مرضية ونحن اليوم في حالة نقاهه وغدا نكون في ميادين العمل وانت ايعا الساموراي الاخير قدوتنا في تلك الساحات. نشد على ايادي الجميع بأن نتوحد . والماضي لن يعود ولو كانت ذكرياته الأليمةباقية.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا