المصالحة الوطنية بين الذبح ... وكبس الملح على ااجرح..... الجزء 2 بقلم : ابراهيم الحمدان

الجمعة, 25 آب 2017 الساعة 16:20 | منبر جهينة, منبر السياسة

المصالحة الوطنية بين الذبح ... وكبس الملح على ااجرح..... الجزء 2     بقلم : ابراهيم الحمدان

جهينة نيوز:

المصالحة الوطنية ليست ترف تسعى إليه القيادة السياسية والشعب السوري ، ولاهو شعار للاستعراض والاستهلاك الإعلامي والإنساني ..

المصالحة الوطنية حاجة وطنية ، وهدف وطني ، يجب التعامل معه وتحقيقه على أساس وطني ليكون نصر جديد نكلل به انتصار الوطن ، وننجز به الإنتصار الكامل ... هذه المصالحة التي يتبناها ويسعى إليها كل مواطن وطني .

لكن السؤال ألا يوجد أطراف أخرى ، أطراف غير وطنية ، تسعى لاستغلال المصالحة الوطنية والتعامل معها كفرصة لغسيل الأموال الوسخة التي قبضتها بعض الرموز القذرة ثمن خيانة الوطن وحضن الوطن وقبور الوطن ؟؟؟!!! هل هؤلاء يؤمنون بالوطن و حضنه ... أم هؤلاء يتعاملون مع الوطن كسلعة للبيع والشراء ويتعاملون مع حضن الوطن كحضن عاهرة لإدخال اموالهم بعد غسلها لللهو والاستمتاع .

والسؤال الثاني هل أعداء سوريا لن يستغلوا مشروع وطني كمشروع المصالحة الوطنية والتعامل معه كحصان طروادة لإدخال عملائهم من مرتزقه وخونة ومجرمين ؟؟؟!!!

كل تلك الأسئلة والمخاوف تفرض علينا البحث في عناوين هذه المصالحة كي ﻻ تكون مصالحة على حساب الوطن وكي لا تكون على حساب مظلومية المواطن وكي ﻻ تكون على حساب دم الشهداء المقدس .

العنوان الأول ... من ذبح وقتل

في الجزء الأول من المقال طالبنا وترجونا أن ﻻ يندرج هؤلاء تحت مظلة المصالحة ، بل يجب تولي القضاء مهمة القصاص منهم ، وإعطاء الحق لذوي الشهداء بملاحقتهم قضائيا حتى يصل لهم حقهم ويرضهم القضاء.

العنوان الثاني ... رموز الفتنة والخيانة العظمى الذين تعاملوا مع أعداء سوريا وصافحوا إسرائيل وتمسحوا بعباءة الخليج وطالبوا أمريكا والناتو بالعمل العسكري ضد أهلهم ووطنهم وجيشهم ...

تصدروا وسائل الإعلام للتحريض على حرب أهلية وطائفية ، تهجموا وأساؤوا إلى رموز الوطن ، حرضوا على القتل ، وتستروا على القتلة ، وانتظروا أن يمتطوا الدبابات الأمريكية والإسرائيلية ليعودوا إلى حضن الوطن ..

هؤلاء يجب ملاحقتهم داخل وخارج سوريا ، وحرمانهم من كامل الحقوق المدنية والعسكرية ، وأقل الإيمان عدم إتاحة الفرصة لأحد من المتضامنين سرا معهم بمكافأتهم كما حدث لفراس الخطيب من قبل من فتح له صالة كبار الزوار .. وكما تنطع محافظ حمص بتكريمه ، وهذا ما أبكى ذوي الشهداء مرتين .. مرة على فقدان عزيزهم ومرة على تكريم من ساهم ولم التبرعات لقتل شهيدهم ... بدل محاكمتهم ومعالجة كل حالة بمفردها بتهم مختلفة من التحريض إلى العمالة إلى الخيانة العظمى ...

العنوان الثالث

الجرح السوري لم يكن كارثة طبيعية لنتعامل معها بأنها قضاء وقدر ، بل هي حرب لها مخطط ولها محرض ولها منفذ ...حرب تم فيها الذبح من الوريد إلى الوريد ، تم فيها القتل والتدمير ، تحت عدت شعارات ، من شعارات طائفية إلى شعارات سياسية إلى شعارات إنسانية ...

كان أكثرها قسوة تلك التي تمت تحت شعارات طائفية ، وكان رأس حربتها شارع الإخوان المسلمين الذين ينتمون إلى الطائفة السنية ، الطائفة التي رفضت بأغلبها منطق الإخوان الإجرامي رغم التهديد والوعيد واغتيال رموزها ، لكنها أبت إلا أن تواجه هذا الإجرام من خلال الجيش العربي السوري الذي يضم جميع مكونات الشعب السوري ومن خلال المسيرات المؤيده بكل محافظات القطر ...

لكن الدور المشرف بوطنيته كانت لأبناء الطائفة العلوية والشيعية بالإضافة إلى الأقليات الطائفية الأخرى الذين كبسوا على الجرح ملح وتحملوا القتل والمجازر ، وبدل أن يطلقوا نيران الثأر لشهدائهم أطلقوا الزغاريد باستقبال شهدائهم ليفشلوا مخطط الأعداء بخلق فتنة طائفية تؤدي إلى حرب أهلية تدمر سوريا بأكملها وتقضي على كل مكونات الشعب السوري .... كبسوا الجرح بالملح واستقبلت المناطق التي يقطنها أغلبية علوية وشيعية وغيرهم من الأقليات الطائغية كل من تهجر من مدن أخرى من الطائفة السنية ...وعلى سبيل المثال لا الحصر ... مدينة طرطوس وقراها ذات الأغلبية العلوية استقبلت عائلات وفدت من المناطق والمدن ذات الأغلبية السنية دون أي ردة فعل سلبية وتحضرني حادثة شاهدتها بنفسي بوجود عائلة انتقلت إلى قرية حصين البحر وضمن هذه العائلة عدة أطفال وأمهم ... وعند سؤال الأطفال أين والدكم كانوا يقولون والدنا يجاهد في صفوف الجيش الحر ... رغم ذلك لم يؤذي أحد من أهل القرية الوافدين بل تعايشوا معهم بكل احترام وود ومصالحة وكل هذا نابع من الموقف الوطني المشرف ... وهنا علينا القول إن لم تكن هذه هي المصالحة الوطنية .... كيف تكون إذا ... ﻻ أعتقد أن هؤلاء يحتاجون إلى الدعوة إلى المصالحة الوطنية لأنهم مارسوها حتى قبل انتهاء الحرب .. والتي سيمارسوها تحت مشروع اعادة من تورط وشرد واعاد النظر بكل مجريات الحرب وعلم علم اليقين أن تجار الدم ورموز الفتنة تاجروا بهم لأنهم جزء من الوطن ... لكن بالتأكيد المصالحة الوطنية لا تشمل رموز ثورة الفتنة والقتل ... لتكون المصالحة الوطنية مصالحة حقيقية وحاجة وضرورة ومشروع يساهم فيه وينتصر فيه المواطنين الوطنيين.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا