ثلاثة أوهام خطيرة حول كوريا

الجمعة, 8 أيلول 2017 الساعة 04:37 | مواقف واراء, زوايا

ثلاثة أوهام خطيرة حول كوريا

جهينة نيوز - جيمس جورج جاتراس

يقولون إن معظم المخاطر في العالم لا تنشأ بسبب ما يجهله الناس بل بسبب ما يصلهم من معلومات كاذبة.

على سبيل المثال سنتحدث حول ثلاثة أمور أكدتها مؤسسات واشنطن الحزبية حول كوريا، ولكنها بعيدة كل البعد عن الواقع:

الوهم الأول: جميع الخيارات ضد كوريا الشمالية مطروحة بما في ذلك القوة العسكرية الأمريكية:

الجميع يعرف أنه ليس أمام الولايات المتحدة خيارات عسكرية يمكن أن تستخدمها ضد كوريا الشمالية لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة كبيرة. إن قدرات بيونغ يانغ النووية والصاروخية هي قدرات خيالية، ومن غير الممكن الاعتقاد أن هجوم محدود سيقضي عليها. فلن يكون فقط 30000 جندي أمريكي معرضاً للخطر، ولكن أيضاً 25 مليون شخص في العاصمة سيول، ناهيك عن الأرواح المهددة في كوريا الجنوبية وحتى اليابان. 

وبالتالي فإن أي ضربة استباقية أمريكية يجب أن تكون ضخمة وقاضية منذ البداية، لأن أي شيء أقل من النجاح الكلي سيعني انتقاماً مدمراً من قبل كوريا الشمالية. 

الوهم الثاني: كوريا الشمالية يجب أن تكون خالية من الأسلحة النووية

ستبقى كوريا الشمالية دولة أسلحة نووية خارج معاهدة انتشار الأسلحة النووية بالرغم من اعتراض الكثيرين على ذلك. تعلم كيم جونغ أون دروس صدام حسين ومعمر القذافي. وبسبب امتلاكه للأسلحة النووية سيبقى موجوداً وممتلكاً للقوة.

الوهم الثالث: إذا ضغطت الولايات المتحدة على الصين بما فيه الكفاية، فإن بكين ستحل المشكلة.

ليس هناك مزيج من العقوبات والتهديدات والضغوط الأمريكية التي يمكن أن تجعل بكين تتخذ خطوات تتعارض بشكل جوهري مع مصالح أمنها الوطني. وبصرف النظر عن التكهنات فإن الصين يمكن أن تسعى إلى انقلاب داخلي للإطاحة بكيم، ولكن الحفاظ على النظام الحالي هو خيار الصين الوحيد لتضمن عدم تجاورها مع دولة حليفة لأمريكا.

بعد تجربة موسكو مع توسع الناتو عقب توحيد ألمانيا عام 1990. ما الذي سيضمن لبكين مصداقية واشنطن بعدم التوسع في أي فراغ ينشأ عن انهيار كوريا الشمالية؟ بل على العكس من ذلك فإذا لم تتعامل الصين مع مشكلة كوريا الشمالية فإن واشنطن ستفعل ذلك بشروطها. وحتى لو لم تتوسع واشنطن ففي ظل هذا السيناريو ستبقى القوات الأمريكية على الحدود الصينية ولن تغادر في وقت قريب.

إن الانخفاض والارتفاع في حدة الخطاب الصادر عن بيونغ يانغ وواشنطن يحجب الحقائق وراء هذه الأوهام الثلاثة. ويمكن توقع تغيير طفيف في سياسة بيونغ يانغ

كانت هناك تقارير عن اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في الأمم المتحدة. حتى أن السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون يشير إلى أنه يمكن أن يتم سحب القوات الأمريكية إلى الجنوب بالقرب من بوسان لتكون جاهزة للنشر في كل آسيا.

وكان من المفترض أن يكون التوضيح النهائي هو الافتتاحية التي نشرتها صحيفة غلوبال تايمز ومقرها بكين في 10 آب عام 2017 والتي كانت (اللعبة المتهورة في شبه الجزيرة الكورية تُعرضنا لخطر الحرب الحقيقية) ويُنظر إلى هذه الافتتاحية عالمياً على أنها تعكس موقف الحكومة الصينية.

هذا يعني أنه إذا قام كيم بالهجوم على الولايات المتحدة فسيكون الصراع بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة فقط. أما إذا حصل العكس وهجمت الولايات المتحدة على كوريا فستدخل الحرب مع الصين أيضاً، ومن المتوقع أن تقدم روسيا الدعم للصين دون الاقتتال ودخول الصراع، وهذا لن يكون في مصلحة أميركا.

هناك أولوية قصوى ينبغي للولايات المتحدة توجيه سياستها تجاه كوريا على أساسها. وهي ليست تغيير النظام في كوريا الشمالية، وإنما هي تجنب تطوير كيم لنظام صاروخي قادر على إيصال الأسلحة النووية إلى الولايات المتحدة.

كما يمكن لواشنطن أن تأخذ على محمل الجد اقتراح بكين بالتجميد المزدوج. فمن جهة ستعلق بيونغ يانغ برامجها النووية والصاروخية، ومن جهة أخرى ستعلق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المناورات العسكرية المشتركة.

إذا كانت حماية الإقليم والشعب هي الهدف الأساسي للولايات المتحدة فلماذا لا يكون التجميد المزدوج خطوة أولى معقولة ومن الممكن أن تؤدي إلى تسوية طال انتظارها في هذا الصراع.

المصدر: مركز كاثيهون


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    8/9/2017
    22:58
    نسيتم الوهم الرابــــع ..وهو ..
    الوهم الرابع انكم تعتقدون ان كوريه الشماليه وانها تستطيع ان تهدد العالم ، والحقيقه ان كوريه الشماليه ليست الا احد القنوات الفضائيه ، المتخصصه بالبرنامج النووي ، وطبعا ، بها برامج كوميديه ، وافلام رعب ، ونشرات اخبار ، وفي الماضي كان البث ، لمنطقه شرق اسيا فقط ، واليوم بعد ان تطور الستلايات ، اصبح البث انترناشينول وللعلم بها ايضا اعلانات تجاريه عن الحرب والسلام ، واعلانات لشركات بيع الاسلحه ، وللبورصات الماليه .والجميع مستفيد من هذه القناه والتي تعتمد ميزانيتها على نجاح برامجها ، المتخصصه بافلام الرعب النووي ، طبعا اخبار الاعاصير بامريكا غطت على اخبار كيم جونغ اون وربما يتحضر في عيد الاستقلال ، لبرنامج به مفاجآه كثيره .يعني عالم عايش علي السلبطه ، وانحطاط قيم واخلاق تادول الكبرى
  2. 2 عماد
    12/9/2017
    03:10
    رد على طولة لسان عدنان احسان
    ياجحش طز على معلوماتك ومأصدر عنك من كلمات ليست سوى إناء قذر ينضح بمافيه من وسخ. لن تسمح لا روسيا ولاالصين بحرب نووية على حدودهما. وباعتبار ك محدود وغير مطلع فقال بوتين الحل هو دبلوماسي فقط
  3. 3 عدنان احسان- امريكا
    17/9/2017
    21:53
    اليك هذا الرد الذي تستحقه يا عماد
    لو كل كلب عوى القيته حجرا ... لاصبح الصخر مثقال بدينار

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا