جهينة نيوز:
ردت الفنانة السورية شكران مرتجى بكلمات مؤثرة على زميلها الفنان مكسيم خليل بعد ماكتبه على فيسبوك متمنيا الخسارة لمنتخب سورية في مباراته الاخيرة مع استراليا في ذهاب الملحق الاسيوي المؤهل لتصفيات كاس العالم 2018.
وقالت شكران عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك:
"هيه أستيقظ من سباتك الطويل
من قال أن دمشق لم تحزن؟؟؟؟ من قال؟؟؟؟ أحصي لك أحزانها أم أنك لاتعلم وويل للذين لايعلمون
من قال لك أننا نزرع البطاطا ؟؟؟؟
تعال تعال إن أستطعت وأنظر كيف كل البيوت تزرع على نوافذها صور الشهداء والنساء يرتدين السواد في القلب ويتكحلون بالليل في إنتظار عودة الأحبة
تعال لأخذك إلى بيت في ضواحي دمشق الأم العظيمة زرعت ابنها في حديقة المنزل شهيداً تزفه عريساً كل يوم
تعال ...من قال لك ان حزن دير الزور وحلب لايعني سكان دمشق والعكس صحيح نحن سوريون ياهذا ان كنت لاتعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة أكبر أعلم أن كثر سيقولون من هذه اللاسورية التي تتكلم ردي لهم سوريتي هوى وليست هوية أجورنا ليرات سورية وليست يورويات أوربيه
دعك هناك تأمل برج إيفل
والشانزليزيه
وأترك لنا قاسيوننا ونسورنا وشهدائنا ولنزرع شقائق النعمان
صيفنا في الزبداني وبلودان وبقين وعين الفيجة
ودع صيفك في الشواطئ اللازوردية وعواصم الموضه
وتعطر أنت من أفخر العطور الباريسية ودعنا نتعطر من تراب عجن بمطر ودماء طاهرة
اذا كنت مصاب بشيزوفريينا نحن مصابون بالوجد أعلى درجات العشق لسوريتنا
اذهب
يامن كنت صديقي".
وكان الفنان مكسيم خليل الذي غادر سورية مع بداية الازمة كتب على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك" تحت عنوان "شيزفرونيا في حضرة العارضة"، في إشارة الى كرة ارتطمت بقائم مرمى منتخب استراليا، وكانت لتحول مجرى المباراة لو انها دخلت الشباك.
وأضاف معلقاً على صورة الكرة المرتطمة بالعارضة: "عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً. و كوميدياً بشقيها السوداوي و التهريجي.. قد يسخف البعض العنوان و قد يغضب البعض الاخر..لكني لم أكن اتخيل يوماً ان حدث ارتطام كرة في عارضة.. سيجعلني ارتطم بعد سقوط حر دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر منها من مات ومنها مِن يعتقد انه على قيد الحياة ..حدث ماكان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام.. ذاك الشرخ ..ذاك الجنون..".
وتابع بالقول: "بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة ..رأيت نفسي واقفا على الشباك المطل على ارض الديار ..اهتف بين اهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم .. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند منتخبنا على امل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً.. كان سريعاً جداً ..يحمل في داخله مشاعر متضاربة .. وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية الهية يصعب على احد فهمها او حتى إدراكها .. تحمل حزنا غلفه فرح غلفه حزن غلفه فرح ليغلفه حزن .. وضميرا قتله اللا ضمير و لاضميرا قتله ضمير.. تتلاحق فيه الانفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء..ليحملني الى نفق عبره كثيرون قبلي .. برغبة او بدون رغبة ..بذنب او بدون ذنب .. سواد قاتم لاينتهي ..لا بياض هنا .. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف ..".
وأردف: "نعم اردتهم ان ينتصروا .. بكل سوريتي اردتهم ان يربحوا ..أردت سماع ذاك الهدير" سوريا ..سوريا" يعبر القارات بحنجرتي.. أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع ان ينتصر.. أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة ان تنتصر ...أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل ان ينتصر.. لذاك الموظف.. لذاك الفلاح ...لذاك العامل ..يحق للشعوب ان تنتصر لشيء .. يحق للشعوب ان تفرح.. يحق للشعوب ان تعيش على امل ما ..يحق لنا ان نحقق حلماً ما... فكثيرون خسروا احلاماً..يحق لنا.. نعم يحق "لنا ..فدمي سوري ..دمي سوري..دمي سوري..".
وأضاف وفقا لتعبيره : "ولذا اعترف اني خفت هذا الفوز.. نعم خفت ان يربحوا..فتفرح دمشق على احزان وركام دير الزُّور وادلب وكل المدن السورية المنكوبة..مدينة مدينة.. خفت ان يربحوا فيفرح أولائك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرا من فنانين و رياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي و تاريخي.. خفت "الشكر والشكور" لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصى ..خفت الامتنان المتأصل في الجينات..القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا الى ذاك السرداب الظالم الذي طالما اعتقلنا وفرقنا و استغل اي انتصار ليحوله لنصر الهي لحق فصل بمقاساتنا. ويعيدنا للصفر..".
وختم: "لم أتمنى الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين اخرين وزرعوا مدنهم بطاطا ..لم أودّ ان تؤرق هتافاتهم المترافقة بالالقاب والكنى..تلك المقابر الجماعية و ارواح مئات الالاف من اهلي في كل بقع وطن بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة.. فدمي سوري ..دمي سوري ...دمي سوري.. لأجل سوريتي أردت لهم الفوز .. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة .. فاعذروا خيانتي أيها "السوريتين". على حد وصفه.
المصدر: جهينة نيوز
01:18
03:06
18:44
18:50
18:54
18:57
22:14
14:22