روحاني يسجل في مرمى ترامب و يلقنه درسا ً قاسيا ً بقلم : ميشيل كلاغاصي

الأحد, 15 تشرين الأول 2017 الساعة 01:34 | منبر جهينة, منبر السياسة

روحاني يسجل في مرمى ترامب و يلقنه درسا ً قاسيا ً    بقلم : ميشيل كلاغاصي

جهينة نيوز:

لا يشبه الساسة ولا الرؤساء , ولا يشبه أحدا ً ممن سبقوه ., لم و لن يكون روزفلت ولا نيكسون أو لينكولن .. وما بعد حروب العصابات وحروب الإبادة , صعدت الولايات المتحدة بالانتصارات العسكرية والسياسية والإقتصادية , واعتلت صهوة العالم , تكلم رؤساؤها بالفوقية والعنجهية .. واليوم وعلى وقع الهزائم العسكرية والسياسية وتراجع الإقتصاد الأمريكي وغرقه بتريليونات الديون الخارجية , وفشل الحروب الدينية – الإرهابية, وعلى وقع احتقار وكراهية العالم لسياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة , ونشرها الفوضى والدمار حول العالم , واستباحتها للأمن والسلم الدوليين , وعلى وقع تدحرجها عن عرش القيادة العالمية , أمام أقطاب أو حلفاء أو شركاء أو أعداء – سمهم ما تشاء - , وبعد عشرة أشهر على تولي دونالد ترامب دفة القيادة الأمريكية , المتكئة على سيوف الإرهاب , و رهاب جيشها الوطني , ومن منبره المهزوز بهزيمة "داعش" و أخواتها , و صراخ نتنياهو و أصدقائه "العرب" , متسلحا ً بتأييد شعبي هزيل يتراجع يوميا ً, وعلى وقع صدامه مع أركان دولته العميقة وحروب الإقالات , يقف دونالد ترامب ليتكلم بذات الفوقية والعنجهية وبنكهة الجنون , ليتابع مسلسل إنقلابه على إتفاقات بلاده مع دول العالم , من المناخ إلى اليونسكو مرورا ً بالإتفاق النووي الإيراني بالشهود والتواقيع الدولية .. وقف ليرغد ويزبد ويهدد بإلغائه , بعدما مهدت له وسائل إعلامه و جوقات المطلبين , ليبحس أنفاس السخفاء و ليخرج من "عليائه" و من عرين جبله المتمخض ليلد فأرا ً !.

ويعلن بكامل إفلاسه الأخلاقي والسياسي والعسكري , ويُثبت ضعف ذاكرته وضحالة ثقافته , وليكيل السباب والشتائم يمنة ً ويسرة ً , ويُبث أنه أكثر الرؤساء الأمريكيين "وضاعة ً" – بحسب المستشار الإيراني حسام الدين أشنا- , ويُطلق موقفه الجديد من الإتفاق , دون أن يتجرأ على المس به وإلغائه – كما وعد وهدد- , واكتفى بأن أشعل نارا ً ستستعر لستون يوما ً يقضيها ملف الإتفاقية الدولية في عهدة الكونغرس الأمريكي ليقول كلمته النهائية , هي ستون يوما ً لإبتزاز الدولة الإيرانية , على غرار ما فعله مع جيرانها الخليجيات , معتقدا ً أنه قادرٌ على "حلبها" , واستجرارها نحو مكاسب يطمع بها في غير مكان , وأثبت فشله كأسوأ "كاوبوي" أمريكي على مر الزمن.

لم يمنحه الرئيس حسن روحاني الكثير من الوقت , ليخرج و يلقنه درسا ً قاسيا ً و يسجل في مرماه ببعض ما استحتضره من التاريخ والجغرافيا , و يؤكد له أن المياه و الأجواء التي يعبث ويعربد فيها جنوده وأدواته وأبواقه هي الخليج الفارسي , ويقول عليه :"أن يتعلم اسم الخليج الفارسي وكيف يُكتب", ويؤكد استمرار بلاده في تطوير سياستها الدفاعية , وأنها لن تخضع للنفوذ الأمريكي في الملف الصاروخي وبتعزيز قدرات الحرس الثوري.

فيما سارعت دول الشهود والتوقيع والمصلحة "فرنسا, بريطانية , ألمانيا " وفي بيان مشترك عولوا فيه على الطرف العاقل , وأعلنوا فيه أن "الحفاظ على الإتفاق النووي يحقق مصالحنا القومية" , تزامن البيان بمواقف واضحة للإتحاد الأوروبي وللدولة الروسية التي دعت الجميع للتمسك بالإتفاق النووي , وسط تأكيد وكالة الطاقة الذرية بإلتزام الدولة الإيرانية بكامل تعهداتها مع الوكالة.

فيما هنئ نتنياهو و رحبت السعودية تبعتها الإمارات و البحرين , ونأى سعد الحريري بنفسه من روما , وتزعم أشرف ريفي جوقة لبنان المعروفة , مما يدلل على أهداف ترامب في حروب الشرق الأوسط الساخنة , وإرتباط زعزعته الإتفاق بما يحدث في سورية التي تسير نحو الإنتصار وإنهاء التواجد الإرهابي على أراضيها , وإغلاق ملف الحرب عليها , وإحتفاظها بدعم الحلفاء بدءا ً من الحرس الثوري و ليس إنتهاءا ً بحزب الله.

كم يبدو دونالد ترامب هزيلا ً و ضعيفا ً أمام قوة الدولة الإيرانية التي لم تتوان عن التعاون والسعي الجاد للحفاظ على الأمن والسلم الدولي , لكنها في الوقت نفسه أظهرت حسمها وحزمها و قدرتها في التمسك بحماية حقوق شعبها في الطاقة السلمية و بالدفاع عن نفسها.. وأنها لا تهاب مهرجا ً سخيفا ً , يصرخ بوجه الدول " كوريا الشمالية و روسيا و إيران" دون أن يستطيع فعل الكثير .

لقد أحطأ ترامب وكشف حجمه الحقيقي وعجزه , وخانته "حنكته " وشحب وجهه , ودفع بوزير خارجيته للقاء نظيره الإيراني و يفضح سره , و يعلن رغبته عن الذهاب إلى ما هو أبعد من الإتفاق النووي و تحديدا ً في ملف الصواريخ البالستية , ورغبة ترامب بإضافة بعض التعديلات , كذلك دفعه لطمأنة الوزير لافروف بأن هدفه الوحيد في سورية هو مكافحة "داعش".

لم تعد أمريكا قدرا ً للشعوب والدول , وتتحول شيئا ً فشيئا ً إلى دولة معزولة , ولم تعد قادرة على التفرد بحكم العالم , ولم تعد قادرة على الإحتفاظ بهيبتها و سمعتها بعدما أطاحت بها سياسات رؤسائها المتعاقبين للعقود الأخيرة , بدءا ً من الرئيس بوش الأب وبوش الإبن و أوباما وأخيرا ً ترامب الأخرق , وأنها لم تعد دولة ً عظمى.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا