بانوراما الملف الكردي.. أين تتجه الأمور وماذا سيحدث..!؟ بقلم زيد هاشم

الأربعاء, 25 تشرين الأول 2017 الساعة 02:45 | منبر جهينة, منبر السياسة

بانوراما الملف الكردي.. أين تتجه الأمور وماذا سيحدث..!؟ بقلم زيد هاشم

جهينة نيوز:

الملف الكردي هو مترابط ويعتبر مكمن ونافذة للتدخلات الخارجية في الدول الأربع لهذا هناك علاقة وثيقة سياسية وأمنية وعسكرية في هذا الموضوع من قبل الدول الأقليمية المعنية والدول الكبرى

بعد فشل أستفتاء أقليم كردستان العراق كخطوة اولى نحو الأنفصال تبين أنه يتعلق بأسباب سياسية داخلية بخصوص طموحات حكام الأقليم وخارجية تتعلق بالنفوذ والمصالح الأمريكية في العراق وأيران وتركيا

ستدخل أمريكا كطرف ضامن للتفاوض بين بغداد واربيل وستعمل على شرعنة تواجد البيشمركة في كركوك وعدة مناطق بشكل رسمي كأدارة مشتركة وكذلك ستقوم واشنطن بدمج قسم كبير من البيشمركة في صفوف الجيش العراقي كقوة تابعة لواشنطن أضافة لتغير تحالف الكتل السياسية الكردية من المكون الشيعي إلى السنة والتيار المعارض لأيران من الشيعة كالصدر والصرخي وغيره من الشخصيات والمفكرين الشيعة الرافضين للهيمنة الأيرانية المطلقة على هذا المكون وهو ما تريده واشنطن حيث سيكون غالبية الأكثرية السياسية تابعة لها لتنفذ مشروعها في العراق بضرب النفوذ الأيراني وتقليصه

وتقارب العبادي الأمريكي الهوى من بني سعود ومصر والأمارات والأردن هو بأمر أمريكي حتى تكون أنظمة هذه الدول الأداة لتنفيذ المخطط من خلال دعم المناوئين لطهران في العراق ماديا وسياسيا ولوجستيا وأمنيا

ماذا بالنسبة لسورية بخصوص الأكراد وأمريكا

في سوريا يختلف الأمر عن العراق وذلك لوجود نظام وطني وجيش عقائدي وعملية سياسية غير مذهبية أضافة لتواجد روسيا بشكل أستراتيجي يعتبر سوريا خط أحمر على عدة مستويات كما أن المكون الكردي في سوريا لا يربطه أراضي متلاصقة وأغلبية سكانية جغرافية وهما عاملان يضعفان أي مشروع أمريكي بقوة حيث لا يمكن بناء استراتيجية طويلة نتيجة لهذان السببان

لمن لا يعلم الأكراد أقلية في الحسكة والرقة وشمال حلب أمام المكون العربي الموالي للجيش السوري وخصوصا بالحسكة وفي الرقة تم تشكيل قوات قبلية موالية للجيش السوري ومؤخرا بديرالزور شهدنا حركة تحرير سريعة لعدم وجود حاضنة شعبية لداعش مع مساندة كبيرة من قوات عشائر محلية

بعد فشل استفتاء العراق توجه السبهان المتحدر من قبيلة شمر العربية التي تتواجد في العراق وسوريا في المناطق الحدودية المتاخمة للكرد في محاولة من نظام بني سعود لكسب ود العرب المشاركين بقسد وجعلهم تحت نفوذ بني سعود والهدف مواجهة تركيا الأخوانية التي تساند قطر وتتحالف مع أيران باسم الأسلام السياسي

وهذا فيه رغبة أمريكية لمواجهة تركيا في الملف السوري لأن أنقرة غيرت من توجهاتها وسياستها بسبب تغير المصالح وأنهزام الجماعات الأرهابية التابعة لها وفشل الربيع العبري و وصل الأمر إلى محاولة انقلاب مدعومة امريكيا ومن قبل حلف بني سعود

حيث تدخلت موسكو وطهران في وقتها لأنقاذ أردوغان لتحقيق مصالحهما

تمددت قسد في الرقة والمناطق العربية وأصبح سقوطها وشيكا لأنها غطت مساحة أكبر من حجمها ميدانيا وسياسيا وعسكريا معتمدة على الأمريكي حيث أن حزب الأتحاد الديمقراطي بقيادة صالح مسلم منبوذ من الجميع لكن الكل يستخدمه بشكل آني و مرحلي

كان للتغاضي السوري دور كبير في قطع الممر الكردي من جرابلس إلى الباب والآن حصار عفرين من قبل تركيا وهنا تحقق لسوريا أهداف حيوية مهمة وهي سحب أكبر دولة أقليمية داعمة للأرهاب من الحرب عليها وأدخالها في مواجهة مع pyd وقسد وشق حلف التآمر الأمريكي وتشظيه وضرب أنقرة بالرياض وعمان وابوظبي والقاهرة

حيث سيحاول حلف أنقرة وحلف الرياض وحتى الكرد نيل رضى دمشق والتي ستكون الخيوط بيدها ميدانيا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا بملف الأكراد والتي ستحركها حسب مصالحها وما يحقق أهدافها

كل أبار الطاقة في البادية بشرق حمص وجنوب الرقة والحسكة بيد الجيش السوري أضافة للحدود العراقية التي تمر منها الطريق الرئيسية وأنابيب الطاقة ومسلكها أصبح مؤمن حتى البحر

بقي جزء ممتد من مدينة الميادين حتى البوكمال وشمال ريف ديرالزور حيث هناك تأمر أمريكي واضح ومكشوف بالتنسيق بين عملائها قسد وداعش

وقد تجلى بسحب داعش من الرقة وتسليمها لقسد ثم انسحاب داعش من حقل كونيكو والعمر وعدة بلدات بريف ديرالزور وتسليمها لمليشيا قسد

السؤال كيف سيتم استثمار هذه الأبار وأصلاحها من قبل قسد وكيف سيتم تصدير انتاجها والبحر بيد الجيش السوري وهو يحاصرها من الجنوب والغرب وتركيا من الشمال والتي تعتبر pyd التي تشكل العمود الفقري ل قسد ألد أعدائها ومنظمة أرهابية فرع pkk التركي في سوريا

طبعا هذا في حال فرض عدم استخدام الخيار العسكري وتفعيله ضد المليشيات الكردية وقسد إن تجاوزت الحدود التي يمكن السكوت عليها وشكلت خطر من نوع ما لأنه من الواضح إلى الآن لم تعتبر دمشق هؤلاء أعداء بل مغامرون ومراهقون سياسة يتم استغلالهم واللعب بهم

أذا هذه الأبار على الأرجح هي ورقة ضغط أمريكية لأبتزاز دمشق وموسكو في ملفات آخرى ولتستفيد منها في ترويض تركيا وعلى الأرجح لن تستطيع واشنطن الذهاب بعيدا نتيجة حسابات السياسية والميدان والأقليم بهذا الخصوص والتي لا تصب في صالحها بسوريا

وما حدث بشمال العراق سيحدث بسوريا ولكن بشكل مضاعف

الآن تم قطع التواصل بين الأنفصاليين في سوريا والعراق من خلال سيطرة الجيش والحشد العراقي على الحدود بين البلدين ومحاصرة pyd من الأتراك في الشمال والجيش العربي السوري من الجنوب لقد أصبحوا محاصرين من كل الجهات كحال أقليم شمال العراق مع فارق قلتهم بين اغلبية عربية وعدم ترابطهم جغرافيا لهذا

سنشهد على الأغلب حالة انهيار كبيرة في صفوف مليشيات الوحدات الكردية وعودة سريعة لدمشق

سيكون لسوريا حضور مميز في الملف الكردي كلاعب أساسي في ميدانه بين البرزانيين والأوجلانيين وأنقرة وبغداد

سياسة العصا والجزرة هي المعتمدة حاليا وذلك للجم التركي وقطع دابر المخطط الأمريكي بعملية جراحية سريعة داخل قسد ستقوم بها دمشق قريبا لقص أجنحة العملاء بتدميرهم من الداخل في الحسكة وديرالزور والرقة

لأسباب تكلمت عنها بالتفصيل في مقال سابق


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا