جهينة نيوز:
في التفاصيل اليومية للحرب السورية ، و ما تحتويه من منجزات ميدانية يقابلها تصريحات من المحور المعادي لسوريا ، و في كثير من الأحيان تلجأ الدول صاحبة العدوان و داعمة الإرهاب ، إلى التدخل بشكل مباشر دعما لأدواتها ، و تمهيدا بحسب اعتقادها إلى فرض واقع ميداني ، يضع الجيش السوري و حلفاؤه في زاوية الأمر الواقع ، فبين تصريحات و اعتداءات و اغتصاب اراض عبر الدخول المباشر في الجغرافية السورية ، هنا يكمن حجم المأزق الذي تعانيه امريكا و اسرائيل و ادواتهم في المنطقة ، نتيجة قهر الإرهاب في سوريا .
من غير الممكن فصل المعطيات المستجدة في سوريا عن التداخلات السياسية و الميدانية ، بمعنى أن الدول صاحبة العدوان على سوريا و بعد فشل أدواتها في تحقيق أي منجز ميداني او سياسي ، لجأت إلى الظهور علانية للدفاع عن أدواتها المنهزمة ، و بطبيعة الحال لا يمكن الفصل بين التصريحات الأمريكية حول البقاء في سوريا بعد القضاء على داعش ، و بين الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة في سوريا ، و بين الدخول التركي إلى إدلب تحت ذريعة مقررات استانا ، هذا ما يؤكد عجز الاصيل و الوكيل عن الحصول على أي مكاسب سياسية او حتى ميدانية ، و بالتالي فُرض عليهم أخذ زمام المبادرة لإيصال رسائل إلى الدولة السورية و حلفاؤها ، مفادها أننا هنا و لا زلنا قادرين على تغير الوقائع ، و نريد الحصول على مكاسب سياسية ، و لكن ضمن الاستراتيجية السورية هي رسائل جوفاء و ستبددها منجزرات الجيش السوري الماضية في القضاء على الإرهاب .
دول العدوان على سوريا باتت اليوم في المشاهد الأخيرة من مسلسل الإرهاب ، و بدأت بتوزيع الأدوار فيما بينها ، في رغبة منها لتحقيق جملة أهداف..
أولا - محاولة ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ جزء ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﻟﺐ ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ منطلقاً ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ لبعض دول الخليج .
ثانيا - وضع حجر عثرة في طريق محور المقاومة الممتد من طهران إلى العراق و سوريا و لبنان ، و ذلك من خلال استمرار دعم الفصائل الإرهابية على مختلف تسمياتها ، و هنا لا يمكن الحديث عن الدعم اللوجستي فقط ، بل استهدافات و اعتداءات اسرائيلية و امريكية على مواقع الجيش السوري على طول امتداد هذا الطريق .
ثالثا – التدخل المباشر في الميدان السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب ، و هنا تقوم امريكا و اسرائيل و أدواتهم ، باستغلال بعض النقاط التي لم تفسر في مباحثات جنيف و استانا و ما رشح عنهما من مقررات ، بمعنى أوضح التدخل لإضفاء مشروعية على الاعتداءات داخل الاراضي السورية ، و كل هذا ضمن إطار محاربة الإرهاب .
رابعا – تحاول دول العدوان على سوريا ، الإسراع في تحقيق نصر ميداني ، يمكنها بطريقة ما المساهمة في إعادة الإعمار ، و في هذا خطة أمريكية لتقسيم سوريا على اسس طائفية و مذهبية .
و لكن على الرغم من ما يخطط للدولة السورية ، فإن القيادة العسكرية و السياسية تعي جيدا حجم المخطط الأمريكي و في كل تفاصيله ، و بالتوازي بين ما يجري في الميدان و ما يحقق في السياسية ، فقد طالبت سوريا مرارا بحل التحالف الدولي و الذي لم يحقق شيئا سوى ارتكاب مجازر بحق المدنيين ، و لم يقتصر الأمر على هذه المجازر ، بل ساهمت واشنطن بتأمين غطاء جوي لداعش و قسد في اعتداءاتها على مواقع للجيش السوري و حلفاؤه
في المحصلة ، نجد أن هناك تخبطا واضحا في محور دول العدوان على سوريا ، يقابله ثبات و تصميم من قبل الجيش السوري و حلفاؤه على تحطيم كافة الخطط التي تحاك للدولة السورية ، ما يشي بأننا في الفصل الأخير من المواجهة بعد أن تم تجاوز المرحلة الأصعب ، في المقابل هذا لا يعني تجاهل أمريكا و أدواتها في سوريا ، و الذين يحاولون اللعب بالأوراق الميدانية من أجل صرفها في السياسة .