بين الميدان و السياسة .. أخر فصول العدوان في سوريا بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الإثنين, 30 تشرين الأول 2017 الساعة 03:59 | منبر جهينة, منبر السياسة

بين الميدان و السياسة .. أخر فصول العدوان في سوريا     بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

في التفاصيل اليومية للحرب السورية ، و ما تحتويه من منجزات ميدانية يقابلها تصريحات من المحور المعادي لسوريا ، و في كثير من الأحيان تلجأ الدول صاحبة العدوان و داعمة الإرهاب ، إلى التدخل بشكل مباشر دعما لأدواتها ، و تمهيدا بحسب اعتقادها إلى فرض واقع ميداني ، يضع الجيش السوري و حلفاؤه في زاوية الأمر الواقع ، فبين تصريحات و اعتداءات و اغتصاب اراض عبر الدخول المباشر في الجغرافية السورية ، هنا يكمن حجم المأزق الذي تعانيه امريكا و اسرائيل و ادواتهم في المنطقة ، نتيجة قهر الإرهاب في سوريا .

من غير الممكن فصل المعطيات المستجدة في سوريا عن التداخلات السياسية و الميدانية ، بمعنى أن الدول صاحبة العدوان على سوريا و بعد فشل أدواتها في تحقيق أي منجز ميداني او سياسي ، لجأت إلى الظهور علانية للدفاع عن أدواتها المنهزمة ، و بطبيعة الحال لا يمكن الفصل بين التصريحات الأمريكية حول البقاء في سوريا بعد القضاء على داعش ، و بين الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة في سوريا ، و بين الدخول التركي إلى إدلب تحت ذريعة مقررات استانا ، هذا ما يؤكد عجز الاصيل و الوكيل عن الحصول على أي مكاسب سياسية او حتى ميدانية ، و بالتالي فُرض عليهم أخذ زمام المبادرة لإيصال رسائل إلى الدولة السورية و حلفاؤها ، مفادها أننا هنا و لا زلنا قادرين على تغير الوقائع ، و نريد الحصول على مكاسب سياسية ، و لكن ضمن الاستراتيجية السورية هي رسائل جوفاء و ستبددها منجزرات الجيش السوري الماضية في القضاء على الإرهاب .

دول العدوان على سوريا باتت اليوم في المشاهد الأخيرة من مسلسل الإرهاب ، و بدأت بتوزيع الأدوار فيما بينها ، في رغبة منها لتحقيق جملة أهداف..

أولا - محاولة ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ جزء ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﻟﺐ ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ منطلقاً ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ لبعض دول الخليج .

ثانيا - وضع حجر عثرة في طريق محور المقاومة الممتد من طهران إلى العراق و سوريا و لبنان ، و ذلك من خلال استمرار دعم الفصائل الإرهابية على مختلف تسمياتها ، و هنا لا يمكن الحديث عن الدعم اللوجستي فقط ، بل استهدافات و اعتداءات اسرائيلية و امريكية على مواقع الجيش السوري على طول امتداد هذا الطريق .

ثالثا – التدخل المباشر في الميدان السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب ، و هنا تقوم امريكا و اسرائيل و أدواتهم ، باستغلال بعض النقاط التي لم تفسر في مباحثات جنيف و استانا و ما رشح عنهما من مقررات ، بمعنى أوضح التدخل لإضفاء مشروعية على الاعتداءات داخل الاراضي السورية ، و كل هذا ضمن إطار محاربة الإرهاب .

رابعا – تحاول دول العدوان على سوريا ، الإسراع في تحقيق نصر ميداني ، يمكنها بطريقة ما المساهمة في إعادة الإعمار ، و في هذا خطة أمريكية لتقسيم سوريا على اسس طائفية و مذهبية .

و لكن على الرغم من ما يخطط للدولة السورية ، فإن القيادة العسكرية و السياسية تعي جيدا حجم المخطط الأمريكي و في كل تفاصيله ، و بالتوازي بين ما يجري في الميدان و ما يحقق في السياسية ، فقد طالبت سوريا مرارا بحل التحالف الدولي و الذي لم يحقق شيئا سوى ارتكاب مجازر بحق المدنيين ، و لم يقتصر الأمر على هذه المجازر ، بل ساهمت واشنطن بتأمين غطاء جوي لداعش و قسد في اعتداءاتها على مواقع للجيش السوري و حلفاؤه

في المحصلة ، نجد أن هناك تخبطا واضحا في محور دول العدوان على سوريا ، يقابله ثبات و تصميم من قبل الجيش السوري و حلفاؤه على تحطيم كافة الخطط التي تحاك للدولة السورية ، ما يشي بأننا في الفصل الأخير من المواجهة بعد أن تم تجاوز المرحلة الأصعب ، في المقابل هذا لا يعني تجاهل أمريكا و أدواتها في سوريا ، و الذين يحاولون اللعب بالأوراق الميدانية من أجل صرفها في السياسة .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا