جيشُ لَحد الأميركيّ جاهز فماذا أَعدّت لهُ المُقاوَمة؟.. بقلم خضر عواركة

الجمعة, 3 تشرين الثاني 2017 الساعة 02:16 | مواقف واراء, زوايا

جيشُ لَحد الأميركيّ جاهز فماذا أَعدّت لهُ المُقاوَمة؟.. بقلم خضر عواركة

جهينة نيوز:

لأسبابٍ تتعلّقُ بالعدوانِ الإسرائيليّ، وبمحاولةِ الإرهابِ بدعمٍ من مِحورِ شرٍّ دوليّ أبادتنا جسديّاً نحن شعوبُ برّ الشام والعراق أنا وأمثالي من غيرِ المُنتمينَ إلى أيِّ تنظيمٍ حزبيٍّ ولا نواليّ أي فقيهٍ سياسيّاً نقفُ مع محورِ المُقاوَمة ظالماً كان أو مظلوماً دون التزامٍ سِوى بما يربطنا بالمعركةِ ضدّ المُحتلّين والإرهابيّين.

حربُ المحورِ لبناءِ نفوذٍ فارسيٍّ لا تعنيني وإن أصبحت إيران أو الصين أو روسيا امبراطوريّة تُريدُ قهرَنا سأُحاربها.

أقولُ أنا وملايين من أبناءِ بلادِنا العلمانيّينَ والبعيدينَ دينيّاً ومذهبيّاً عن محورِ المُقاومةِ يقفونَ معهُ لأنّهُ محورٌ صدَّ العدوان الصهيونيّ وصدّ الإرهاب.

نقفُ معهُ ظالماً بكشفِ السلبيّات لينتبه الرموزُ في دولِ المحورِ وفي المُقاومةِ إلى الطُّفيليّينَ والعلقاتِ التي تُحيطُ عادةً بنِفاقِها وتقتربُ مِن الشخصيّاتِ المُقرّبةِ مِن الزّعماءِ ومِن أصحابِ مواقع القرارِ وتلتصقُ بهم وبالشّرفاء إلى أنْ تبني علاقةً مع بعضِهم مِمَن قد يتحوّل علقةَ مصِّ دمِ الضّعفاء بعد تاريخٍ مُشرِّفٍ فتسيلُ سنواتُ النّضالِ دولاراتٍ في بنوكِ الأبناءِ إذا أُتِيحَت الفرص للنافذينَ الذينَ أفسدهم الزّمن والظّرف وشركاء السوءِ.

حزب الله هُم أهلنا وأبنائنا وأخوتنا ونحن مِنهم وهُم مِنّا وطنيّاً وإنسانيّاً ولكنّهم في تعاملِهم مع ملفّاتِ الفُقراء خصوصاً في بيئةِ الطائفةِ الشّيعيّةِ والسّنيّةِ والمسيحيّةِ والدرزيّةِ والمُلحدةِ المُقاوِمةِ يُخطئونَ كثيراً...

هو خطأٌ نتجَ عن سوءِ إدارةٍ وحُسنِ نيّة.

لهذا حقّهم علينا النّصيحة.

هُم عَبرَ البدءِ بقمعِ مُخالفاتِ الفُقراء أخطأوا وفتَحوا باباً للعدوِّ للدخولِ مِنه إلى قلوبِ وعقولِ أهلِنا في الشّارعِ المُقاوِم.

فجيشٌ لحديٌّ أميركيٌّ جاهزٌ بنشطائِه بين جنباتِ مُجتمعنا.

وعند أوّلِ حادثٍ يستغلّونَ العواطِفَ لرفعِ شعاراتٍ ومطالبٍ وقضايا مُحقّة كان على نوّابِ وقياداتِ وبلديّاتِ ووزراءِ حزبِ الله وحركة أمل والسّوريّ القوميّ والناصريّينَ في بيئتِنا المُطالبة بها ورفع لوائِها.

وكان مِنَ المُمكِن رفع الحذرِ عن بناءِ مُنظّمات مجتمعٍ مدنيٍّ شريفةٍ تعملُ بضميرٍ لمحارِبةِ التقصيرِ والفسادِ وتُلاحق الدولة بمطالبِ الناسِ ولو من دون أو بالتنسيقِ مع قيادةِ المُقاومين.

جهّزت أميركا جيشاً لحديّاً يجتاحُ مُجتمعنا عبرَ جمعيّاتٍ وشخصيّاتٍ وأحزابٍ سبعاويّة وثمانياويّة وعبر وُجهاءٍ وجمعيّاتٍ أخذت مِصداقيّةً مِن الإعلامِ برفعها قضايا مُحقّة تجاهلتها المُقاومةُ عَمداً طلباً لمرضاةِ الفاسدينَ مِن حُلفائِها وخُصومِها.

تلكَ الجيوشُ اللّحديّةُ قتالُها أَصعَب مِنَ مقاومةِ إسرائيل؛ لأنّهم يُطالبون بما كانَ على المُقاوَمةِ المُطالَبة به ويدعونَ إلى نموذجٍ من النشاطِ الأهليّ في خدمةِ الناسِ كانت المُقاوَمة الرائدةُ فيه قبلَ أنْ يُصابَ أغلبُ كوادرِها المعنيّينَ بالتّعاطي مع القضايا الداخليّة الخدميّة بلوثةِ حُبِّ الأثرياءِ ومشاركتِهم في البزنس".

كما تحوّلت مُؤسّساتٌ خدميّةٌ رائدةٌ تابعةٌ للمقاومةِ إلى حصونٍ للكوادِرِ العُليا لا لكلِّ المُنظّمينَ ولا لعامّةِ أنصارِ المُقاوَمةِ مِن كُلِّ الطّوائف. فليسَ تفصيلاً أنَّ ابن مقاومٍ مُصابٍ بصعوبةٍ في التعلّمِ لا يُسجّلُ في مدارسِ المُصطفى التي يُشرِفُ عليها الشيخ قاسم.

كما أنَّ ظاهرةَ التفافِ رجالِ أعمالٍ وأصحابِ مئاتِ ملايينِ الدولاراتِ حولَ كوادرِ الصفِّ الأوّلِ والثّاني والثّالث أفسدت دينَ وروحانيّةَ وأخلاقَ مُعظم هؤلاء.

هؤلاءَ شِعارهم "مِنّا المال ومنَ المسؤولِ النفوذ".

هكذا غابت حرارةُ إيمان الشيخ راغب والسيّد عبّاس من أداءِ مُعظمِ الكوادرِ، فلم يَعُد شِعار "نخدمكم لنتقرّبَ إلى الله" هو السّائدُ بل "اللّهمَّ ارزِقنا خيرَ الدنيا مِن نفوذِ الحزبِ وخيرَ الآخرةِ حين تُرزِقنا الشّهادة بقتالِنا مع الحزبِ فتغفر ذنوبنا".

مِن هُنا برزت ظاهرةُ المُقاوِم يملك قصراً (لأنّهُ مسؤولٌ ذو نفوذٍ بلديٍّ أو أمنيٍّ أو نيابيٍّ أو وزاريّ) والمُقاوِم الذي يُعاني شظفَ العيش ولا يجدُ مَنْ يُخفّف عنه، ويرى بعينِيه مسؤولاً نظاراته الشمسيّة قِيمتُها راتب شهرٍ وقَصره راتب عشرين قرن.

مِن هُنا ولكثرةِ النماذِجِ التي لا تَخجل بفسادِها المُلتحي نقول إنّها مُؤامرةٌ لم تُواجَه بما يجب وأَجزمُ أنّه ليس هناك مِليونيراً شاركَ مسؤولاً إلّا وكانَ هناك رائحةُ عميلٍ يخترقُ المُقاوَمة.

وحين تفشّت هذهِ الظّاهرةُ ظهرَ جيشُ لحدٍ المدنيّ ليقطفَ ثِمارَها عَبر تحالفِ مُنظّماتٍ مدنيّةٍ وأهليّةٍ بعضها حَسِنُ النّية لكنّ الغَباءَ حوّلهم إلى عُملاء، وأغلبها عميلٌ عن سبقِ إصرار .

وهي مدعومةٌ قطريّاً وسَعوديّاً وأوروبيّاً وأميركيّاً بالتمويلِ والتوجيهِ والتخطيطِ والإعلام، ولكنّها عمليّاً إسرائيليّةُ الهدف.

ووفاقاً لِما سبق أَخطأ حزبُ اللهِ حين أعلنَ تغطيتهُ للأجهزةِ الرسميّةِ التي فتحت حرباً على الفُقراءِ بسوءِ إدارةٍ للملفِّ وبقلّةِ حِكمةٍ مِن مسؤوليّ الملفّ في طريقتِهِ وتوقيتِه .

غابت الدولةُ والبلديّاتُ عن الملفّ الداخليّ بتجاهلٍ تامٍّ ودخلوا فيه مِن مَداخلَ خاطئة...

كانَ يجبُ أن يبدأوا بالأثرياءِ أصحابِ المُخالفاتِ الكُبرى، وحين يرى الفقيرُ المُخالِفُ أنّ الجميعَ مُتساوٍ في المُعاملةِ كانت ردّاتُ فِعلهِ ستكونُ عقلانيّةً أكثر.

الآن القويّ لا يُمَسّ، ويُخالفُ كما يشاء، والضعيفُ يتعرّضُ للتمييزِ ولو كانَ مُذنِباً.

فلماذا جَرى تحطيمُ مُخالفاتِ الفُقراء قَبلَ استعادةِ أملاكِهم التي نهبها حزبيّون وحركيّون وشُركاء لَهُم في بلداتٍ جنوبيّةٍ وبِقاعيّة؟

وكيفَ حَسمَتِ البلديّةُ أمرَها في حيّ السلمِ قَبلَ حَسمِ قضايا العُدوانِ على عَقاراتٍ سبَّبت اشتباكاتٍ عشائريّة، وإلى الآن لم يأخُذ أصحابُ الحقِّ حُقوقهم!!

ولماذا البدءُ في حيّ السلمِ لتنالَ منّا قناةُ الجديدِ بملفّ المشاعاتِ المُحقّ في قُرى بنت جبيل؟؟

الفقيرُ موافقٌ على الموتِ في سبيلِ المُقاوَمة، لكنّ لِسانُ حالِهِ هو "بيتمرجلو على الفُقراء ولم يُحاسِبوا السّرّاق مِن مسؤولي مُنظماتِهم"!!

هذا ما لا يليقُ بأنْ يُنسَب لحزبِ اللهِ الذي طُبِعَت مَسيرتهُ الأولى شدّة اهتمامِ رموزِهِ بالفقراءِ قبلَ أن يُصَابُوا بعدوَى فُرصٍ يفتحها النفوذُ للسلطويّينَ.

مَخاتيرٌ نهبوا أملاكاً عامّةً وفي قريةٍ واحدةٍ سرقوا ألف دُونمٍ قيمتها بين 20 وستين مليون دولار ..

فكم هي القيمةُ الكُلّيّة لسَرِقَة 8 ملايين متراً من المَشاعاتِ سَيطرَ عليها نافذونُ في المَختَرة !!

وهل يُصدّقُ عاقلٌ أنّ حزبَينِ كبيرينِ يسمحانِ للمَخاتيرِ بجمعِ مئةِ مليون دولار مِن مالِ المَشاعِ في جيوبِهم.

هذه مُقاوَمة ترى في عليٍّ إمامها... فهل كانَ رِجالُ عليٍّ ليُترَكوا نافذينَ مِن جيشِهم يتمتّعونَ بالمالِ الحرام؟

إنّها الحربُ النّفسيّة وحربُ التُّوهين.

هي حربٌ أساسُها نشرُ مرضِ الفسادِ في جَسَدِ المُقاومةِ كما الإنفلونزا، فإذا وَهَنَت قوّةُ أسدِ الغابةِ سَهلَ على الضِّباعِ قَتله.

حَصِّنوا السّاحاتِ قَبل ساعةِ المُواجهةِ مع الأعداءِ وإلّا كانَ علينا أن نُقاتِلَ في أنفسِنا وضدّ العدوان

المصدر فيس بوك / خضر عواركة


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 السّاموراي الأخير
    3/11/2017
    11:41
    مقالة جديرة بالاهتمام
    التفصيل الميكانيكي لما حدث و ما سيحدث وارد جدا و واقعي جدا؛ إنما يتوجّب على حزب الله المجيد و حركة أمل و حلفائهما بحث الأمور في العمق و تبيان الحقائق و تعديل المسار إن كانت هناك حاجة لمثل هذا التعديل.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا