جهينة نيوز:
سقطت الاقنعة و لا أحد يلقي اللوم على السعودية في توجهاتها بالنسبة إلى إسرائيل ، و لكن الأقنعة التي كانت متواجدة لدى آل سعود و تحديدا في علاقاتهم مع اسرائيل أو أي دولة أخرى و يحق للسعودية ان تقيم علاقات مع أي دولة ، و على سبيل المثال الاردن و مصر صنعوا سلام مع اسرائيل ، و لكن المختلف هنا هو أن السعودية كانت ترتدي قناع الدولة العربية و الإسلامية إضافة إلى دورها كدولة عربية رائدة في العالم العربي تقف ضد اسرائيل و تحمل راية الدفاع عن القضية الفلسطينية ، و لكن في النهاية ثبت العكس تماما ، فكل ما كانت تدعي به السعودية من عداء لإسرائيل ظهر اليوم جليا و واضحا بأنها كانت تخادع ، و المثير للجدل و تحديدا للعالم العربي و الذي ينظر إلى هذا التطور المفاجئ بين السعودية و اسرائيل بالدهشة و الحيرة ، و لكن السعودية كشفت عن وجهها الحقيقي و مع من تتعامل لتكون النتيجة الواضحة للجميع بأن السعودية كانت تتعامل مع الجميع بوجهين مع الدول العربية و اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى الحد الذي كان يجعل من السعودية ولاية من الولايات الأمريكية ، و بات من المعروف أن لولا واشنطن لكان الوضع في السعودية مختلفا عما عليه الآن ، و بالتالي كانت ترى واشنطن من السعودية مصدر مالي مهم بالإضافة إلى تحذير آل سعود من المخاطر الوهمية المحيطة بهم ليقوموا بشراء السلاح الامريكي و دفع المليارات .
من يظن أن العلاقات السعودية الاسرائيلية هي وليدة التطورات في المنطقة و ما يشاع عن الخطر الايراني فهو واهم ، هناك تأكيدات على التعاون بين الدولتين في كافة المجالات و منذ عقود حتى في المجال الزراعي ، و حتى الأردن شريك لهم في هذا الموضوع ، و الشعوب العربية ربما كانت لا تعلم حجم التعاون بين السعودية و اسرائيل ، و لكن اليوم أصبح كل شيء واضح و معروف للجميع .
في مسار التطورات بين آل سعود و اسرائيل كل شيء بات متوقعا ، و ليس من المستغرب أن يتم توقيع اتفاقية سلام بين الدولتين ، و لكن ما يؤخر السعودية في إعلان هذا الشي هو الخوف من ردة فعل الشارع العربي ، أضافة إلى حالة التخبط التي يعاني منها آل سعود نتيجة سياستهم الحمقاء و حالة التوتر السائدة داخل الاسرة الحاكمة في السعودية ، و ايضا هناك حالة من القلق لدى آل سعود من الداخل السعودي نتيجة اعتقال أمراء و رجال دولة سابقين ، و حتى اقرب حلفاء السعودية سعد الدين الحريري هو اليوم معتقل ، و من المستغرب ان تتوجه السعودية إلى الأمم المتحدة و هي موجودة على قائمة الإرهاب ، نتيجة ما تفعله السعودية في اليمن و ارتكاب المجازر بحق اليمنيين ، و حتى الإرهاب بحق مواطنيهم من قطع للرؤوس و الأيدي ، و بالتالي كل السياسات السعودية ملوثة بالدماء من اليمن إلى العراق و سوريا و لبنان .
و في ما يخص إيران و التصعيد من قبل السعودية ضدها ، فالسعودية تحاول لفت الأنظار بما يخدم هدفها المتناسق مع الهدف الاسرائيلي ، من هنا تحاول السعودية اقناع الشارع العربي بأن التعاون مع اسرائيل سيؤدي إلى تحجيم الخطر الايراني المتربص بالدول العربية و شعوبها ، و الأحداث الأخيرة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الهدف السعودي هو ابقاء الفتنة الشيعية السنية ، و على الرغم من أن الوضع في المنقطة لم يتغير منذ سنوات حيث ان الايراني متواجد في العراق و لبنان و سوريا ، لكن آل سعود يقومون بتنفيذ سيناريو امريكي اسرائيلي يهدف إلى ابقاء حالة التوتر و الحروب في المنطقة خدمة لمصالحهم ، و هذا الشيء أيضا يؤكد فشل السياسة السعودية في المنطقة و رغبتها بالتحالف مع قوى عسكرية قادرة على حماية العرش السعودي ، حتى التحالف مع اسرائيل .
في الخلاصة أعتقد أنه يجب مباركة التحالف السعودي الاسرائيلي و رفع العلم السعودي في اسرائيل و كذلك العلم الاسرائيلي في الرياض ، ليدرك الجميع خباثة السعودية و اجرامها و حقيقتها و خدعاها للشعوب العربية ، و يكفي التظاهر بأن السعودية تقوم بالدفاع عن القضايا العربية ، و لتكن لعبة السعودية مكشوفة للجميع ، بأنها هي العدو الحقيقي إلى جانب الإمارات للدول العربية ، و ربما أيضا يكون هناك اتفاق سلام مع اسرائيل و يوقع في الامارات و البحرين ، لتكون السعودية رأس حربة الارهاب الموجهة ضد الدول العربية التي تعادي اسرائيل .