داعش تعود من حيث أنطلقت إلى قواعد الإنسحاب الأمريكية بقلم : زيد هاشم

الأربعاء, 22 تشرين الثاني 2017 الساعة 02:38 | منبر جهينة, منبر السياسة

داعش تعود من حيث أنطلقت إلى قواعد الإنسحاب الأمريكية   بقلم : زيد هاشم

جهينة نيوز:

بعد استعادة الجيش العربي السوري وحلفاءه البوكمال وسيطرة الجيش العراقي على القائم وراوة

بقيت ضفة شرق الفرات في البوكمال التي مازالت بيد داعش وهي تمتد شمالا لتتصل بعمق صحراء الحسكة على أمتداد الحدود العراقية حيث مليشيا قسد داعش الصفراء

بالمقابل في داخل الأراضي العراقية منطقة صحراوية تربط الموصل بالأنبار وهي منطقة لم يدخلها الجيش العراقي منذ 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق وكانت مقر أساسي لتنظيم التوحيد والجهاد الذي تحول ل تنظيم قاعدة الجهاد بقيادة (الزرقاوي) وبعده خضعت هذه المنطقة لتنظيم دولة العراق الأسلامية التي تحولت بدورها لداعش وأسست فرع كبير لها في الداخل السوري بعد أن بدأت الأزمة السورية

إذا تمتد المنطقة الجغرافية التي بقيت بيد داعش ضمن مربع صحراوي غير مأهول تشكل أضلاعه المدن المحررة على ضفة الفرات الشرقية راوة القائم والبوكمال وصولا لسوسة والجلاء وقراها على الضفة الشرقية للفرات بين الميادين والبوكمال أمتداد لشمال مدن وبلدات ديرالزور التي سلمتها داعش لقسد وصولا إلى مركدة والشدادي بالحسكة أمتدادا إلى صحراء الحضر راوة التي تصل الموصل الأنبار

هذه البادية خالية تربط العراق بالشام تسمى صحراء الجزيرة وتربط محافظات الحسكة ديرالزور الموصل الأنبار

أمتداد هذه المنطقة في سورية هي بيد مليشيا قسد حيث تتواجد قواعد أمريكيا في الشدادي وتل بيدر وتل تمر ورميلان وعين عيسى وتل mistanur وهذه كلها قواعد أمريكية صغيرة مؤقتة

وأما في العراق هناك قاعدة عين الأسد بالأنبار أحد أهم القواعد الأمريكية في العراق وقاعدة سبايكر في صلاح الدين بين الأنبار ونينوى أضافة لحضور أمريكي في الموصل

هل أتضحت الصورة لقد تم أجلاء آلاف الدواعش العملاء التابعين لأجهزة الاستخبارات الصهيوأمريكية والدول الغربية والأعرابية وتركيا وبقي المقاتلون المحليون الذين سيكونون كبش فداء للتغطية على أنسحاب أمراء وقواد داعش الغربيين

طبعا بقي هناك خط آخر للأنسحاب وهو بعمق صحراء الأنبار بين مدن حديثة والبغدادي وهيت وراوة والقائم والرطبة حيث وادي حوران الذي يربط سوريا بالعراق إذ يمتد وصولا إلى هضبة حوران وهنا تتواجد قاعدة التنف الأمريكية البريطانية والطريق بين بغداد ودمشق وعمان الذي أوكلت حمايته لشركة أمنية أمريكية

لقد قامت أمريكية بعملية استباقية لسحب داعش من خلال إنشاء هذه القواعد خلال السنتين الماضيتين بالأضافة لعدة أهداف استراتيجية

1.أعادة تفعيل جزء من داعش لتكون واجهة للتدخل الأمريكي بالعراق

2.قطع الممر البري الأستراتيجي لمحور المقاومة طهران بغداد دمشق عن طريق مسكه أمنيا ومن خلال قواعد عدة تنوي إنشائها واشنطن في الأنبار على الحدود مع سوريا في القائم والرطبة وهيت والرمادي والفلوجة بالأضافة للتواجد الحالي الذي تعرضت لتفاصيله أعلاه

3.مواجهة روسيا في سوريا وعدم السماح لها بالتمدد إلى العراق

4.خلق حالة عدم أستقرار أمني مستمر في سوريا والعراق

5.ضرب مشروع أنابيب الغاز والنفط من ايران والعراق إلى شواطئ المتوسط في سوريا

6.السيطرة على الثروات الكبرى الموجودة في صحراء الأنبار والتي مازالت غير مستخرجة وهي كمية هائلة جدا من البترول والغاز آخر ما أعلن عنه حقل عكاس الغازي الضخم في القائم

7.ضرب النفوذ الأيراني بالعراق وتحجيمه عن طريق دعم المناهضين لطهران من السنة والشيعة والكرد

8.السيطرة على الحدود العراقية مع سوريا والأردن والسعودية لحماية المصالح الأمريكية وضمان أستمرار أبتزاز الخليج بحجة الخطر الأيراني في العراق

9.حماية عملاء أمريكية في العراق بشكل مباشر وهم كثر

10.جعل العراق تحت الوصاية الأمريكية وتحويله لمركز مهم لتواجد واشنطن بالمنطقة

القواعد الأمريكية في سوريا تم إنشاؤها على عجل وهي صغيرة وغير رصينة لأن تواجد واشنطن غير شرعي وهو مايعرضها لخطر كبير كونها تعتبر قوات محتلة أضافة لعدم وجود أسباب أستراتيجية تدعم بقائها فقد أنهار كل عملائها من الحر لداعش للنصرة ومليشيا قسد لا يعول عليها

وتجربة أكراد العراق الأخيرة خير دليل وهم اكثر عمالة وتنظيما وإستقلالية ودعما من الغرب والصهيوامريكية منذ عقود

أضافة أن الأكرد في سورية أقلية بالجزيرة ولا تربطهم جغرافية متصلة وهم منقسمون بين أوجلانيين وبرزانيين

الجيش العربي السوري تجاوز الفرات ووصل لدير الزور وحرر كثير من مدن الفرات وصولا للبوكمال وهو متواجد بالحسكة والقامشلي مع تأيد شعبي كبير من قبل قبائل الحسكة طي البقارة الشرابيين والعكيدات وقبائل الرقة وهذا ما يفسر أنهيار داعش السريع مع مشاركة قوة عشائرية مسلحة كرديف للجيش السوري في معاركه الأخيرة بالرقة وديرالزور

لهذا لا مجال لأمريكا لتواجد طويل الأمد في الجزيرة السورية كذلك هناك معضلة العداء التركي لقسد

ستنهار مليشيا قسد قريبا وسيتركها المقاتلين العرب عندما يتوجه الجيش العربي السوري للرقة والحسكة

أمريكيا تعلم ذلك جيدا وهي لن تستطيع مواجهة الجيش العربي السوري والجيش الروسي وفصائل المقاومة لإنعدام مقوماتها وأنهيار دعائمها في سوريا

لذلك لقد دخلنا مرحلة بدء العد التنازلي للخروج الأمريكي من سوريا


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا