في سوريا .. الحل السياسي يرسمه الكبار بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

السبت, 25 تشرين الثاني 2017 الساعة 06:07 | منبر جهينة, منبر السياسة

 في سوريا .. الحل السياسي يرسمه الكبار     بقلم :  أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

يدرك الجميع أن لقاء الرئيسين السوري بشار الأسد و الروسي فلاديمير بوتين يحمل الكثير من الرسائل القوية و الواضحة لجهة التوقيت و الاستراتيجية ، لقاء حمل الكثير من المعاني و الأهداف التي تؤسس لمرحلة سياسية دقيقة ، كل هذا في سوتشي التي شهدت الاتفاق على المرحلة المقبلة بين الأسد المنتصر و بوتين الحليف القوي .

في تفاصيل الميدان تكمن مفاتيح السياسة و فرض الحلول ، من هنا ما كان يحضر للمنطقة من قبل امريكا و ادواتها أبعد بكثير من تقسيم للمنطقة و اشعال حروب هنا و هناك ، فضلا عن حرب طائفية بين أبناء الوطن الواحد ، فالمشروع الامريكي لسوريا تحديدا و للشرق الاوسط بالعموم كان يحمل من الخطط ما يجعل المنطقة بأبنائها و ثرواتها في خدمة امريكا و اسرائيل لعقود طويلة ، كل ذلك عَبر خلق داعش التي تعتبر العمود الفقري للمخطط الامريكي ، و عَبر داعش أيضا تم رسم خطوط واشنطن الحمراء و التلويح في حال تجاوزها بحرب عسكرية واسعة ، لكن العمود الفقري لواشنطن تم كسره من قبل الجيش السوري و حلفاؤه ، و على هذا الاساس تم رسم جديد لمعالم المنطقة ، و التأسيس لمرحلة ما بعد المشروع الامريكي المهزوم في سوريا ، و تم تتويج انهاء المشروع المرحلي لواشنطن في سوريا بلقاء جمع الاسد و بوتين .

في تفاصيل اللقاء لجهة الاستراتيجية ، فقد تم اسقاط استثمار واشنطن في ظاهرة الارهاب العالمي في المنطقة ، و اسقاط مشروع التقسيم القائم على اساس طائفي و عرقي ، وأيضاً اسقاط مشروع تغيير الحكومة الشرعية في سورية بالقوة ، و الأهم اسقاط مشروع واشنطن بإسقاط الأنظمة التي لا تنصاع لإرادتها بالقوة لتعميم الفوضى الأمريكية في الشرق الأوسط ، كما سقط مشروع تحويل الحرب في سورية الى بؤرة استنزاف لروسيا وسورية والمقاومة اللبنانية وايران والعراق ، فكانت هذه المعطيات السبب في كسر واشنطن ، و من البديهي القول بأن واشنطن بصدد التحضير و التأسيس للمرحلة المقبلة ، عبر خطط جديدة من شأنها و بحسب اعتقادها خلط الاوراق من جديد ، لكن ما نتج عن مخرجات الميدان السوري لناحية الانتصار ، كفيل بأن يتم التعامل مع أي خطط مقبلة تكتبها واشنطن ، لأنه في النهاية سيتم دفنها في الميدان السوري .

إن خروج نتائج الميدان السوري عن المُتوقع، و عن الخطط التي رسمتها واشنطن ، جعل من خياراتها في المنطقة محدودة إلى درجة غياب الدور و التسليم بالأمر الواقع ، فضلا عن شعور أدواتها بالعزلة و القلق المترتب على نتائج الميدان و الانعكاسات في السياسة ، و هذا ما كرسه لقاء الرجلين في سوتشي ، ففي مضامين اللقاء لجهة التوقيت ، فإن هذه الزيارة جاءت في مرحلة جديدة تمر بها المنقطة هي ما بعد نهاية داعش كتنظيم ، و بالتالي العبور إلى مرحلة سياسية أدق ، تقتضي التنسيق الاستراتيجي و السياسي العميق ، و ليتم الإعلان عبر الرسائل التي تلقفتها واشنطن و أدواتها ، أن مروحة الانتصارات تتسارع و تزداد اتساعا ، و بالتالي من سيفرض الحلول هو المنتصر ، و هذا ايضا تم فرضه بدليل صمت كل الأطراف الداعمة للإرهاب في سوريا ، و في هذا الصمت إقرارا بالانتصارات و ضرورة اعادة الحسابات و التوجه من جديد إلى ابواب دمشق ، لأن كل ما كان يحاك للدولة السورية من محاولات اسقاطها و النيل من موقع دمشق التاريخي و السياسي في المنطقة سقط ، و بالتالي كان في لقاء الرجلين إشارة إلى عودة سوريا لأخذ الموقع الاقليمي و الدولي الجديرة به و بقيادة الأسد .

خلاصة القول ، ما جرى في سوتشي هو التأسيس للحل السياسي على ايقاع المنتصرين، وعلى ايقاع انعكاسات الانتصارات الميدانية للجيش السوري و حلفاؤه ، و كل طرح جديد سواء من الدول الغربية او من الأطراف السورية المعارضة لبقاء الدولة السورية بمؤسساتها و بقيادة الأسد ، يجب أن يحظى بموافقة المنتصر ، لأن أسس الحل لن تكون إلا كما يريدها الرابح في هذه الحرب السياسية والعسكرية بآن واحد .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا