الدولة السورية محور التحالف القوي .. في زمن التحالفات بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الأربعاء, 13 كانون الأول 2017 الساعة 05:32 | منبر جهينة, منبر السياسة

 الدولة السورية محور التحالف القوي .. في زمن التحالفات    بقلم :  أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

في سياق التطورات الشرق أوسطية ، برزت العديد من التحالفات الجديدة و التي جاءت نتيجة للتحولات الكبيرة السياسية و الميدانية ، فالأشهر الأخيرة أدخلت الشرق الأوسط في دائرة المحاور ، فما بين محور خسر رهاناته و محور إزداد تماسكا ، نجد أن في التحالفات الجديدة و توسيع النطاق الإستراتيجي لمحور المقاومة ، نتيجة منطقية للكثير من التساؤلات التي كانت بمجملها تتمحور حول مآلات الصراع في الشرق الأوسط ، و تحديدا الحرب المضنية مع داعش و تمكن سوريا و العراق من كسر التنظيم الإرهابي ، ليبقى مشهد الشرق الأوسط عنوانا بارزا في المسارات العالمية و المرتبطة مباشرة بالتطورات التي ينتجها .

لا شك بأن ما أفرزته التطورات في سوريا و المنطقة ككل ، جاءت متوافقة مع ظهور تحالفات جديدة بينما انهارت تحالفات أخرى ، فالتحالفات الجديدة و التي كان أبرزها التحالف الروسي و التركي و الايراني ، و القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء هذه الدول خير دليل على تنامي قوة المحور الروسي و السوري و الايراني لجهة جذبه المزيد من الدول و الإنضمام للحلف المنتصر ، و بالتالي جاء سعي الرياض و واشنطن في البحث عن مخرج للتطورات الجديدة و المحاولة لإختراق التحالفات ، أو التشويش على منجزاتها ، في وقت تعاني السياسية الأمريكية و السعودية من تخبط واضح في القراءات السياسية و التي تبنى على مزاجية كُلا من بن سلمان و ترامب ، و هذا ما شاهدناه في سياسية الرياض تجاه لبنان ، و كذلك سياسة ترامب تجاه الملف السوري ، يضاف إليه طريقة تعاطي الرجلين في الكثير من القضايا الإقليمية التي ستؤدي نتائجها إلى المزيد من التشظي في مستوى العلاقات السياسية على إمتداد الشرق الأوسط .

و في سياق الحديث عن سياسة المحاور ، نلاحظ بأن محالاوت السعودية توسيع نطاق تحالفاتها لم يجلب لها سوى الخسائر ، نتيجة ضيق الأفق السياسي الذي يتبعه ابن سلمان ، فهذا العراق و رغم كل المحاولات السعودية لم تفلح جهودها في جذب بغداد إلى محور تحالفاتها ، يضاف أيضا أن البيت الخليجي يشهد الكثير من الإنقسامات نتيجة ممارسات السعودية و تدابيرها الاخيرة التي لم تعجب سوى الإمارات ، و هاهي قطر تقترب شيئا فشيئا من إيران و تبعد عن السعودية التي تريد من كل دول الخليج تقديم فروض الطاعة لصبي آل سعود ، و بالتالي نحن أمام إنهيار المحور الأمريكي السعودي و خاصة مع انتقال تركيا إلى التحالف الروسي الذي جمعها مع سوريا و ايران ، و في ذلك ضربة مؤلمة لواشنطن و اتساع الطوق الإستراتيجي لروسيا .

و لا بد في الحديث عن سياسة المحاور ، من التطرق إلى الدولة السورية التي كانت محور التحالف القوي ، و الذي استطاع بصمودة فرض الكثير من الوقائع و المعطيات التي أحبرت بعض الدول على تغيير سياساتها فيما يتعلق بالملف السوري ، و نتيجة لصمود الدولة السورية و منجزات الجيش السوري ، وجدت السعودية نفسها محاصرة و في مأزق كبير ، أما تركيا فقد وجدت أن الامور متناغمة و متطابقة مع الرؤية السياسية لسوريا و تحالفاتها خاصة في التعاطي مع السياسة الأمريكية ، بيد أن الحكومة السورية أثبتت قدرة هائلة على الصمود في وجه المخططات التي أحيكت ضدها و عرفت القيادة السورية كيف يتم التعاطي مع الملفات السياسية و الميدانية ، بل و عرفت كيف يتم نسج التحالفات التي تعتمد أصلا على الصدق في التعاطي و الوفاء مع الحلفاء ، و بالتالي تمكنت القيادة السورية من قلب موازين القوى و كسر الحلف الذي تقوده واشنطن ، فكانت سوريا قوية في الميدان كما السياسة .

في المحصلة ، لا يزال الحلف السوري الروسي الايراني ، و بالرغم من كل المحاولات الأمريكية و السعودية الرامية لخرق هذا التحالف ، لا يزال يحقق الإنتصارات السياسية و الميدانية على السواء ، و في تلك الإنتصارات المزيد من الحصار لواشنطن و أدواتها ، في وقت كانت السياسة الغربية في الشرق الأوسط تتخبط في البحث عن مصالحها ، و لم تأت بأي نتيجة بل على العكس كانت لسياسات الغرب نتائج عكسية بالمعنى السياسي ، و كذلك التحالف العربي لم يحقق أي نتائج ايجابية نتيجة تبعتيه و تماهيه مع حلف واشنطن الذي بدأت بوادر إنهياره من اليمن إلى سوريا و العراق وصولا إلى لبنان ، و يبقى الحلف الذي أنتجته الدولة السورية بصمودها هو الأقوى ، في إنتظار القادم من الأيام و ما سيتمخض عن قضايا الشرق الأوسط المستجدة .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا