جهينة نيوز- كتب المحرر السياسي :
من يقرأ تصريحات الرئيس الأسد اليوم خلال استقباله وفدا حكوميا و اقتصاديا من روسيا، يقرأ عناوين السياسة السورية الثابتة التي لم تتغير بأقسى وأحلك ظروف حرب امتدت لـ7 سنوات و هي من ستضع خواتيمها التي ترسمها الانتصارات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية.
مما لا شك فيه أن ما يربط سوريا و روسيا تحالف استراتيجي يمتد لأكثر من ستة عقود و هذا ما أكده الأسد اليوم، إلاً أن ذلك لا يعني في حال من الأحوال التطابق الكلي في الرؤى و خاصة في وجود قائد يضطلع بحماية مصالح بلاده بإيمان واقتدار.
و أبرز ما قاله الرئيس بشار الأسد عقب اللقاء " أن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد ولا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية، لكننا قطعنا خطوات مهمة بالقضاء على المراكز الرئيسية لـ داعش.
و في رسالة بالغة الدقة قال الأسد: أن التركيز على "داعش" فقط يأتي من أجل "تشتيت الأنظار"، منوها أن "داعش" مجرّد جزء من الإرهاب، كما لفت إلى أن "جبهة النصرة ما زالت موجودة في سوريا بدعم غربي".
من الواضح أن ما قاله الرئيس الأسد حول أن عملية حصر التركيز على "داعش" و إعلان الانتصار عليه دون غيره من التنظيمات الإرهابية يُظهر أن هنالك تباينا "لا يفسد في الود قضية " بين الاستعجال الروسي في إعلان النصر على الإرهاب، و الذي ربما يكون مرده "الانتخابات الرئاسية الروسية"، و بين ثوابت الإستراتيجية السورية التي ترتكز على أن الإنتصار يُعلن حين القضاء على آخر إرهابي بسوريا أي تكن فصيلته، الأمر الذي يخلق المناخ الحقيقي لإرساء حياة سياسية تخدم المصلحة العليا للبلاد.
حديث الرئيس الأسد اليوم تأكيد مفيد لكافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية دون استثناء على أن مواقف سوريا الثابتة التي خاضت لأجلها حرب لا يشبهها حرب في التاريخ ما زالت هي من تصنع النصر.
11:36