معركة إدارة المركبات .. و انقلاب المشهد الميداني بقلم: امجد اسماعيل الاغا

الجمعة, 12 كانون الثاني 2018 الساعة 03:28 | منبر جهينة, منبر السياسة

معركة إدارة المركبات .. و انقلاب المشهد الميداني     بقلم: امجد اسماعيل الاغا

جهينة نيوز:

مشهدية جديدة ينطوي عليها اليوم الميدان السوري ، تزامنا مع تعالي الأصوات المطالبة بالحل السياسي و إنهاء الحرب السورية ، لا سيما مع اتساع رقعة المنجزات الميدانية التي يحققها الجيش السوري ، إضافة إلى المسار الذي يحققه قطار المصالحات في سوريا ، ما جعل أعداء سوريا يسعون إلى خلط الأوراق الميدانية على أكثر من جبهة ، للتشويش على المسار السياسي و الذي باتت معالمه واضحة لمن يدرك جيدا قراءة التطورات الميدانية في سوريا ، فما يُحقق في الميدان يُترجم في السياسة مكاسب و امتيازات .

من الواضح أن المشهد الميداني في سوريا يشكل هاجسا للأطراف الداعمة للفصائل الإرهابية ، بدليل تحريك بعض الجبهات التي بقيت بعيدة عن العمل العسكري لفترة طويلة ، و في انتظار ما ستؤول إليه نتيجة المفاوضات الرامية إلى الدخول في مسار المصالحة ، لكن و بالمنطق السياسي لداعمي الإرهاب لا يمكن القبول بما يحققه الجيش السوري من منجزات تقض مضاجعهم ، و النتيجة أوامر سعودية و اسرائيلية لأدواتهم بالمباشرة لفتح معركة قد تفضي إلى خلط الأوراق الميدانية مجددا ، لكن الحاضر الأقوى في الميدان يبقى الجيش السوري ، و عليه لم تفلح حساباتهم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء و التأثير من جديد في الميدان السوري ، و هذا ما حدث في معركة إدارة المركبات في حرستا ، بعد أن كانت جبهة هادئة لفترة طويلة ، سيما أن المنطقة كانت في طريقها لإبرام تسوية سياسية ، و من الواضح أيضا أن الهدف من إطلاق معركة إدارة المركبات لا تقتصر أبعاده على الناحية الميدانية فحسب ، بل للسياسة النصيب الأكبر ، فلو كتب لهذه المعركة النجاح لصالح الإرهابيين ، لأجهض مؤتمر سوتشي قبل انعقاده ، فالمؤتمر و بالنظر إلى المنجزات الميدانية للجيش السوري ، سيكون انتصارا للدولة السورية و سيشكل نجاحه ضربة قاصمة لرهانات الدول الداعمة للإرهاب .

قبل الدخول في تفاصيل معركة إدارة المركبات ، لابد من الإضاءة على الهدف من وراء هذا الهجوم الذي يتمثل في جعل الغوطة الشرقية بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإرهابية ، بعدما كان الجيش السوري يقطع أوصالها من خلال حفاظه على إدارة المركبات التي تقع في عمق الغوطة وتتوسط عربين ومديرا وحرستا، كما أن محاولة السيطرة على مبنيي المحافظة والموارد المائية يكشف أوتوستراد دمشق حمص وقسما كبيرا من ضاحية الأسد ومبنى الجوية في حرستا بسبب ارتفاع هذين المبنيين ، وهذا ما يعطي المجموعات الإرهابية ورقة ضغط قوية في أية مفاوضات مقبلة ، لكن فشلت هذه المعركة بتحقيق ابعادها الميدانية و السياسية ، بل أكثر من ذلك ، ستكون المرحلة المقبلة ميدانية بامتياز لجهة تحرير كل البقع الجغرافية المتبقية تحت سيطرة المجاميع الإرهابية بعمق الغوطة الشرقية تحديداً ، لأن الوقائع أثبتت و بالقطع أن الحل النهائي للتعامل مع ملف الغوطة الشرقية هو الحسم العسكري ، بعد فشل العديد من المحاولات لإنجاز مصالحات وطنية في عمق الغوطة الشرقية ، فالحسم العسكري يساوي للدولة السورية مكسباً كبيراً و ورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية ، و بالتالي سيكون لورقة الميدان في الغوطة الشرقية و التي ستضاف إلى باقي الأوراق الميدانية الرابحة التي سجلها الجيش السوري في سجل انتصاراته ، تأثيرا عميقا في الاوراق النهائية للحل السياسي التي ستفرضها دمشق ، و بطبيعة الحال لا يمكن أن تتم أي تسوية إلا بموافقة الدولة السورية و قيادتها ، و وفق ما تفتضيه مصلحة الشعب السوري و الدولة السورية بعد التضحيات التي قُدمت خلال سنوات الحرب .

استراتيجيا و بالتحديد فيما يخص الداعمين للفصائل الإرهابية ، يمكن القول بأن السعودية كما اسرائيل باتوا اليوم في مأزق أكبر ، خاصة بعد القرار بفتح معركة الغوطة و انطلاق المعركة الكبرى ، والتي ستكون على مراحل ، ولن تتوقف عند محيط حرستا بل ستمتد إلى دوما التي تعتبر عمقا استراتيجيا للفصائل الإرهابية و داعميها ، و بسقوطها ستسقط القوى الإقليمية الداعمة لفصائل جبهة النصرة ، و عليه ستشكل معركة الغوطة بنتائجها المتوقعة انقلابا في المشهد الميداني و تبعياته السياسية ، و النتيجة ضربة جديدة للداعمين تضاف إلى جملة الهزائم المتتالية التي اصابت أدواتهم في سوريا .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا