الأخطبوط وفكي الكماشة , سورية ستحرر إدلب والغوطة من بوابة عفرين بقلم : ميشيل كلاغاصي

السبت, 17 شباط 2018 الساعة 00:51 | منبر جهينة, منبر السياسة

الأخطبوط وفكي الكماشة , سورية ستحرر إدلب والغوطة من بوابة عفرين   بقلم : ميشيل كلاغاصي

جهينة نيوز:

لأنها لا تريد إنتهاء الحرب في سوريا ,لأنها وضعت كل ما تملك من هيبة وسمعة ومصلحة ونفوذ في رهانها على الإرهاب والفوضى, لأن مشروعها دموي تدميري تخريبي تقسيمي, لأنها رأس الديمقراطية الكاذبة والحرية المشوهة , سيبقى السلام يفضحها والحق يهزمها...لأن ملفات الحرب أصبحت شائكة ومعقدة وشديدة الغموض, وبلغت من الخطورة ما يشي بتسرّع من رمي ملفات التدخل الخارجي والتقسيم خارج قوس المعادلة, فلم يعد ممكنا ًتجاهل ما يحدث على ضفتي نهر الفرات وحيث تحاول واشنطن تجسيد خرائط مشروعها التقسيمي وإنشاء قواعدها العسكرية اللاشرعية , ووضع يدها مباشرة ً على أرض وثروات الدولة السورية , بعدما وضعت بصمتها قتلا ً ودمارا ًوخرابا ً بما تجاوز همجيتها وشبقها الشرير.. فالوضع شديد الخطورة وكل الإحتمالات مفتوحة, مع تصاعد غبار وجلجلة العربات والدبابات والناقلات وصفير الصواريخ وهدير الطائرات الأمريكية والإسرائيلية والتركية بالدعم والتاّمر الدولي والعربي, مدعوما ً من جيوش الإرهاب في داعش والنصرة وكل من حمل السلاح في وجه الدولة السورية.

واشنطن– الأخطبوط وفكي الكماشة.. منذ اليوم الأول للحرب اعتمدت الخطة الأمريكية على تدمير سورية من الداخل, أو بالتدخل الخارجي بإستخدام الحصار الكامل وما يسمى "فك الكماشة" بالإعتماد أولا ً على دول الإتصال الجغرافي المباشر, كتركيا والأردن والكيان الإسرائيلي , بالإضافة للسعودية وقطر كونهما عابرين فعليا ً للجغرافية الأردنية, وثانيا ً على دول الإرتباط العضوي السياسي والمصالحي والإستعماري كفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية ودول التحالف الستيني المشبوه.. وتتلخص الخطة الفعلية بوضع الدولة السورية تحت أذرع الأخطبوط الأمريكي والكماشّة التركية-الإسرائيلية شمالا ًوجنوبا ً...وعليه تصنف واشنطن إحتلالها المباشر لبعض الجغرافيا في الشرق والشمال السوري وصولا ً إلى قاعدة التنف جنوبا ً مهمة ً أمريكية ,وسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"و"قوات الحماية" وميليشيات حزب الإتحاد الديمقراطي, مهمة ً عرقية أساسها وعلى رأسها المكون الكردي في شرق الفرات, وتبقى مهمة تركيا في إقامة المنطقة الاّمنة وأساسها المكون الطائفي الأردوغاني غرب الفرات, فيما يتولى الإسرائيليون مهمة السيطرة على الجنوب السوري عبر إقامة "الجدار الطيب" والذي تسعى لفرضه واقعا ً إسمنتيا ً أو شريطا ً شائكا ً أو كتلا ً إستيطانية أو حزاما ً إرهابيا ً.

مالذي يحدث من شرق الفرات إلى غربه ؟.. لا يخفى على أحد أن المشروعان الكردي الإنفصالي والتركي التقسيمي , تستخدمهما واشنطن قناعا ً ووسيلة ً لتحقيق أهدافها ومطامعها في سورية والمنطقة, على الرغم من وفاتهما فالمشروع الكردي انتهى لحظة الإعلان عن فشل الإستفتاء الإنفصالي في إقليم كردستان العراق, فيما أصيب المشروع الأردوغاني العصملي بمقتله عشية تحرير حلب , لكن واشنطن لم تتوقف عن ضخ أكسير الإنعاش في عروقهما ليتحولا نحو خدمتها فقط مقابل بقائهما والقليل من فتات مائدتها , إذ أصبحت إطالة الحرب في سورية هدفا ً معلنا ً أمريكيا ًوخرج عن دائرة التوقعات والتحليلات.

اّلية التحرك الأمريكية و"ملاحم" سلّم و استلم"!.. لطالما اعتمدت واشنطن على اكذوبة محاربة وقتال تنظيم "داعش", واتخدتها ذريعة لتبرير وجودها اللاشرعي على الأراضي السورية , كذلك فعل أصحاب المشروعين الكردي والتركي, ونسجوا قصص المعارك والمواجهات مع التنظيم, حتى أصبحت معارك "سلّم واستلم" من أشهر ملاحم الأكاذيب العسكرية الأمريكية - الكردية – التركية, حتى مع الإعلان عن هزيمة "داعش", تجد واشنطن نفسها بحاجة إلى إعادة إحياء التنظيم مع موجات العقم العسكري والسياسي , للتقليل من إحتمالية المواجهة المباشرة لقوات الغزاة الأصلاء مع الجيش العربي السوري, فلجأت للتمهيد والتبشير بعودته , بعدما " أخلت 1000 إرهابي ينتمون إلى داعش من الرقة ودير الزور عبر الطائرات"–يقول الدكتور فيصل المقداد-, ومن غير المستبعد أن تقوم بنقلهم إلى حيث تستخدمهم ثانية ً ضد الجيش السوري في بزات عسكرية لداعش أو النصرة , أو الحر و ربما قسد , بعدما ثبتت عمالتهم وخيانتهم لوطنهم على مدى سبع سنوات.

تحضير أرضية مشاريع التقسيم في شرق الفرات وغربه.. عبر ترتيب أرضية التغييرات الجغرافية والديموغرافية لكلا المشروعين, بما يعني تهجير الأكراد بإتجاه شرق الفرات, وتهجير عرب أردوغان إلى غربه , لهذا سعت واشنطن لإقامة مجالس إدارات ذاتية في مناطق مشروعها التقسيمي لضمان التلاعب بصكوك الملكية الأمر الذي يفسر العبث الحاصل في بيع الأراضي وتسجيلها بأسماء مجهولة , أو بتركها دون تسجيل , وتهجير من يرفض بداعي امتلاكه صكوك ملكية في السجل العقاري السوري بالقوة , خصوصا ً بعد إدعاء أردوغان بإمتلاكه صكوك ملكية أراضٍ وعقارات في سورية منذ عام 1923, الأمر الذي يؤكد نسفه للصكوك الحالية ونواياه في التغيير الديموغرافي وبقوله "سنعيد الأرض لسكانها الأصليين" .

من سيقوم بمهمة التهجير الديموغرافي في غربي الفرات؟.. تسعى واشنطن لمنع انهيار ادلب أمام تقدم الجيش العربي السوري ولمنع أردوغان من تنفيذ تعهداته أمام روسيا وإيران كدولة ضامنة, فجبهة النصرة مشغولة بالإقتتال البيني وبعمليات القنص والتصفية , ولا يمكن الإعتماد على فصائل الحر التي اكتفت بالتظاهر ضد هيئة تحرير الشام , وإذ احتاج أردوغان لدخول عفرين لتهجير أهلها إلى الذريعة التي قدمتها له واشنطن عبر إعلانها نشر 30 ألف مقاتل على الحدود السورية- التركية , والسورية – العراقية , وكل ما نراه والصراخ والخلاف مع واشنطن لا تعدو أكثر من مسرحية مقرفة , كذلك ما عرضته ميزانية 2019 الأمريكية وحصة "قسد" نبدو من باب الرشوة والتعويض لمن سيترك أرضه في عفرين وغرب الفرات , يقول تيلرسون :" سنقدم 200 مليون دولار إضافي لدعم جهود الإستقرار في المناطق المحررة من داعش في سورية ", ياله من محتل كريم يقوم بدفع الأموال عوضا ً عن سرقتها !؟.

مطالبة الجيش السوري بالدفاع عن عفرين من بوابة السيادة !..منذ بداية الحرب انتهجت الفصائل الكردية سلوكا ًومواقفا ًمتباينة في شرق الفرات عن غربه أو في عفرين , وتأرجحت مواقفهم منذ مؤتمر رميلان بين المطالبة بالتقسيم إلى الفدرالية , إلى الرغبة البقاء تحت كنف الدولة, ومنهم من أيدوا أن يكونوا جزءا ً من المعارضة السورية والإلتحاق بالحوار السوري , في الوقت الذي أثبت غالبية الأهالي والمواطنون الكرد أنهم مكون أصيل كغيره من السوريين ورفضوا أي مس ٍ بالوحدة الوطنية للشعب السوري و بوحدة و سلامة أراضي الدولة السورية , وبذلك ساهموا بتعرية مواقف قادة الأحزاب الإنفصالية , وربما في تغيير مواقفهم وقد تأتي الأيام القادمة بأخبار جيدة ينتظرها كل الشارع السوري على مستوى دخول الجيش السوري إلى عفرين, فلن يحدد موظفو "قسد" متى وكيف تدافع سوريا عن أراضيها ومواطنيها, وهدروا وقتهم بالظهور على الشاشات لإحراج سورية وربما نصبوا لها فخا ً بمطالبتها بالدفاع عن السيادة , وكان الأجدر بهم الإهتمام بتلاوة فعل الندامة الوطني, وبالخروج عن العباءة الأمريكية ومطالبتها بالخروج من سورية وقتالها , كم يحتاج هؤلاء ليعرفوا أن أمريكا ستبيعهم في أقرب سوق للنخاسة, وأنها لن تخوض المعارك لأجلهم , وأن أوهامهم بائدة و مرفوضة شعبيا ً و رسميا ً على كامل مساحة سوريا .

سوريا أقوى من كل ما حيك لها .. والنصر قادم لا محالة.. على الرغم من الهجوم الرهيب نبدو واشنطن في موقع المهزوم والمحاصِر لا المحاصَر , وتجد نفسها مضطرة دائما ً للحد من قوة وسرعة تقدم القوات العسكرية والدبلوماسية السورية, ولا تجد فرصتها سوى عبر الخداع واللجوء إلى طلب الهدن وعبر التصعيد في الملفات الإنسانية وملف الأسلحة الكيميائية, بالإعتماد على هيمنتها وإمساكها بقرار الأمم المتحدة وغالبية المنظمات الأممية والقبعات البيضاء , متكئة ً على قوة وسائل إعلامها في التضليل وتوفر اّلاف "الثوار" السوريين العملاء, اللذين امتهنوا صناعة الصور والفيديوهات المزيفة , و"برعوا" في تمثيليات الموت والصراخ والعويل.

واليوم .. وبعد التقدم الكبير في ريف إدلب الجنوبي, وبعد الإنجازات العسكرية في مثلث أرياف حلب حماة إدلب , وبعد الإعلان عن التقدم لإنهاء الوضع الإرهابي في الغوطة الشرقية , بالتوازي مع فشل العدو الإسرائيلي في حماية الإرهابيين , وإسقاط طائرته وصواريخه , وكتابة سطرٍ جديد في سفر معادلات الردع الإستراتيجي ووضع النهاية للعربدة الإسرائيلية , ولكل الغزاة "سنُسقط أي طائرة تعتدي على سوريا" يقول فيصل المقداد, وبعد الفشل التركي في إحراز أي تقدم ميداني في العدوان على مدينة عفرين ..تبدو سوريا أكثر إرتياحا ً وأكثر ثقة ً من ذي قبل , وقادرة على تخطى كافة المنعطفات والمنعرجات الخطرة , وتبدو مصممة على تحرير إدلب من بوابة عودتها للإمساك بالحدود السورية – التركية ومن بوابة عفرين, خصوصا ً بعد رسائل الردع العسكرية , وتلك السياسية التي وجهها السوريين عبر مؤتمر سوتشي للمجتمع الدولي التي أكدت إجماعهم وتمسكهم بالحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الدولة وقرارها الوطني.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا