عـلـى الـد نـيـــا الـســلام بقلم : ابراهيم فارس فارس

الجمعة, 9 آذار 2018 الساعة 16:38 | منبر جهينة, منبر السياسة

 عـلـى الـد نـيـــا الـســلام بقلم : ابراهيم فارس فارس

جهينة نيوز:

في هذه الأيام ، وبعد مضي سبع سنوات على بدء الأزمة في بلدنا سورية ، فقد وضح لكل ذي عقل ونظر حقيقة ما يجري ، ومن هم اصحاب المصلحة، ولصالح من يجري كل ذلك !! وفي الظاهر المخادع ان ما يجري ثورة على الظلم وكما تدعي بعض وسائل الاعلام المغرضة كالجزيرة والعربية وسواهما والمشتراة لصالح اسرائيل وتحقيق أهداف أمريكا وكل الدول التي تحلم دائماً بالقضاء على العروبة والاسلام الحق ، وان ما يجري هو استمرار لموجة ما يسمى بالربيع العربي الذي اوقد شرارته المنتحر بوعزيزي في تونس ، لكن الربيع المزعوم سرعان ما تبين انه ليس اكثر من خريف قاتل مزق الأمة وجزأها كيانات وآراء ومصالح ضيقة مشبوهة ،وصار الأقزام كقطر والسعودية قادة الأمة ومصر ـــــ صانعة التاريخ ــــــ تابعاً لأولئك وللأسف !! وهو ما كانت تحلم به اسرائيل اصلاً ويتحقق لها اليوم وبأيسر السبل ! ولكي نكون موضوعيين وصادقين مع انفسنا ، فإن أسباب كل ذلك ليس خارجيا وحسب بل ان القسم المهم منه داخلي ! فنحن وسواء كنا نقصد ذلك ، وطبعاً البعض منا ، فاننا لم نكن ننتبه الى تبعات تصرفاتنا تلك ، حيث تسببنا في ايصال انفسنا وبلدنا الى ما نحن فيه وبشكل أو بآخر، وللأسف !! فالمحسوبيات والواسطة والذقون الممشطة .. طغت حتى صارت ثقافة عامة وصار من يقف ضدها بنظر البعض مزاوداً وكاذباً ويجب محاربته ! فمثلا كانت أغلب المفاصل الادارية وغير الادارية في عهدة رفاقنا الحزبيين .. ومنذ اصدر القائد الخالد حافظ الأسد قانون المحاسبة لم يطل الحساب شخصا الا وكان من رفاق الحزب وللأسف ! ....الواسطات سلمت اناساً مناصب غاية في الأهمية ولكنهم لم يكونوا أكثر من مجرد لصوص تحت ستار الوطنية ولكن قطعاً ليس الكل كذلك ، والأغلب منهم شرفاء ولا يقايضون وطنهم بمغريات العالم، والا لما صمدت سورية كل هذا السنين وهي تحارب أكثر من مائة دولة مجرمة ..

الآن ، وقد حدث ما حدث ، فلا بد لنا من صحوة حقيقية واعية . هؤلاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم لو انهم عملوا بنزاهة ووطنية صادقة لارتفع معدل الحياة وعم الخير الجميع بمن فيهم هم انفسهم ، ولما كان ثمة ما يبرر ما فعلوه بحق وطنهم وأبناء وطنهم ولكانت سورية واحدة من أسعد دول العالم وهي مؤهلة لذلك

علينا ان نضرب بيد من حديد كل يد تمتد بالشر الى هذا الوطن . كل يد خائنة او بائعة للوطن والأمة.. ولكن في المقابل علينا ان نميز بين من يستحق العقاب لأنه مذنب فعلاً، ومن اتهم ظلماً تحقيقاً لغاية في نفــس مغرض ! ان مقتل أي مواطن أجبرته ظروفه أن يبقى في المناطق التي سيطرت عليها عصابات الارهاب أمر لا يوافق عليه أحد قطعاً ، ولكن القضاء على هذه العصابات المنفذة لأجندات أمريكا واسرائيل أشبه باستئصال كتل مصابة بالسرطان من الجسد ان كانت الغاية سلامة الوطن ولا بد من ضحايا بريئة لأن الثمن غال في مثل هذه الحال طالما أن الوطن هو الأغلى دائماً . كذلك ، علينا ان نتعامل مع كل الدول والشعوب عربية كانت ام اجنبية بالمثل .. نحن لا نتخلى عن روابطنا الأخوية والعروبية ولكن علينا الا ننخدع مرة أخرى ..وهذا حق لنا بلا شك ! اسرائيل خاضت ضدنا أكثر من خمس حروب مدمرة لكنها لم تنتصر النصر الذي تريد وتحلم بتحقيقه ، فلجأت بدهائها ودهاء من يدعمها ووطاوة من يذعن لتعليماتها من امة العرب والاسلام ،الى التخريب من الداخل ! واشترت الذمم والضمائر ، وصدرت الفكر المغلوط للاسلام وجندت الكثير من دعاته ومن يعتبر ذاته عالماً بالدين ، فأفتوا كما تحلم اسرائيل وترضى وانتشر القتلة كالجراد على انهم مجاهدون في سبيل الله!!

ان اسرائيل تمر في ازهى واسعد فترات تاريخها اليوم ، فهي تدمر وتحرق وتغتصب وتشرذم وتفتت دون ان تخسر دولاراً واحدأ، بل إن كل ذلك يتم بأموال عربية واسلامية ،وكأن حروبها التي شنتها سابقا ضد العرب والاسلام كانت بالنسبة اليها خطيئة كبرى طالما ان التي تخوضها اليوم وبالادارة عن بعد، تحقق لها كل ما تريد وتحلم بل وأحسن لها من ذلك بكثير !!

ان ما خطه وايزمن في مؤتمر بال في سوسرا عام 1897 يتحقق اليوم!! إذن ،ما هو الحل ؟ برأي كمواطن ، ومواطن بسيط ، قد لا يكون له باع كبير في السياسة ، أرى أن الحل الوحيد هو ان تعرف الحكومة دائما ً كيف توظف طاقات الشعب بذكاء وموضوعية وحيادية الى جانب القوات المسلحة والمصلحة العامة لتحقيق النصر في اقرب وقت . ان هذا المشروع اهم من أي مشروع وأية خطط تنمية باستثناء تقديم الخدمات الضرورية والآنية للمواطن والتي تساعده على التحرك بايجابية لصالح معركة الفصل تلك ، وأنا واثق من أن تكاتف الشعب والجيش وبقيادة هذا الرجل الوطني العظيم بشار الأسد هو الحل .. صدقوني ، الأزمة ستنتهي وسورية ستنتصر شاء من شاء وأبى من أبى ولن تبقى أمريكا ولا اسرائيل ولا تركية فوق شبر من أرض سورية طالما أن أغلب الشعب السوري يعشق بلده وقيادة بلده وبصدق ، و ثمة امر آخر لابد ان يساعد في انهاء هذه الأزمة المأساة ويسرع في تحقيق النصر، وهوما يمكن ان تفعله الدول الصديقة عملياً لمساعدتنا في الخروج من أزمتنا . فمثلا دولة عظمى كروسيا قد تكون لم تقصر في دعمنا ماديا وعسكرياً وسياسيا في المحافل الدولية لكن المطلوب وقد طالت الكارثة ان تتدخل أكثر وبشكل نوعي وعملي حتى لو استدعى الأمر مساعدات عسكرية فعالة من شأنها قلب الموازين وبأسرع ما يمكن ، والا ما معنى وقوفها الى جانبنا وما معنى هذه الصداقة دون اجراء عملي حازم يساعد في انهاء هذه المأساة التي لم تعد تحتمل !؟ هل تخشى روسية اسرائيل او امريكا مثلاً ، أم أنها تحسب لهما الحساب ولذلك فهي مترددة ؟ اننا لا نعتقد ذلك ، فالدب الروسي اذا انتفض فإنه لن يبقي ولن يذر، فلماذا لم يثر ويساعدنا على انهاء هذه المحنة وبأسرع ما يمكن ؟ الله يرحم ايامك يا سيد يوري اندروبوف كيف قال معلقا على تصريحات اليابانيين بامكانية منحهم مواقع لأمريكا مقابل جزر سخالين الروسية ، قال : اذا منحت اليابان امريكا مواقع عسكرية مقابل مواقعنا هناك ، فسأمحي اليابان عن الوجود! وكذلك ليونيد بريجينيف عندما كان يحضر مؤتمرا للدول الكبرى حول الأسلحة الذرية عندما قال مقاطعاً ما قاله الرئيس الفرنسي يومها : يجب على الاتحاد السوفيتي .. حيث قاطعه بريجنيف قائلا: يجب ؟! تقول يجب ؟! عندما يتكلم الكبار ( الاتحاد السوفيتي) فعلى الصغار (فرنسة) ان يخرسوا ..!!!؟؟ اما ايران والتي تقول انها ليست صديقة وحسب ، بل وشقيقة ايضا !! فما الذي كان من مواقفها المؤثرة والنوعية والتي يمكن أن تساعد فعلاً في انهاء هذه الأزمة ؟ مدتنا بالمال والغذاء وبعض العسكر وخاصة الخبراء ، قد يكون .. وكتر الله خيرها كما يقال .ولكن الى متى سوف تظل تنتظر ؟ هل يا ترى ايران عاجزة عن مساعتنا بالمقاتلين الأشداء مثلا .. ان نحو نصف مليون من اشقائنا الايرانيين سيساعدوننا في قلب الموازين فورا ويغلقون الحدود حتى أن نملة لن تستطيع ان تمر عبرها ، فإلى متى ننتظر ؟ هل تخشى ايران من ان تسودّ صفحتها عند امريكا ؟ هل تخشى شخير ملك السعودية الهادر مثلا؟ هل اذا فقع امير او ملك خليجي من تحته قنبلة غازية وهذا اهم شيء يمكن ان يقوم به ، فإن ذلك يرعبها؟ قالوا في المثل : الصديق وقت الضيق ، فكيف اذا كان شقيقاً؟ واذا كانت روسية وايران ما تزالان تنتظران ان يهدي الله ملك آل سعود مثلا ، او اردوغان تركيا حتى يعودا الى رشدهما ويعلما ان العروبة والاسلام غير ما يفعلانه من خسة ودناءة ، فعلى الدنيا السلام .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا