شقيقات إيزيديات "سبايا" يروين فظاعات الاغتصاب على يد "داعش" و "الحر" و "قسد"

الإثنين, 19 آذار 2018 الساعة 04:31 | سياسة, محلي

 شقيقات إيزيديات

جهينة نيوز

اعتصر قلب أبي قهرا، حتى فارق الحياة بعينين باكيتين صدمة على ما تعرضت له أختي "وضحة" التي نجحت في الانتقال إلى الصف الخامس الابتدائي في قرية القحطانية (تابعة لقضاء سنجار)، غرب مدينة الموصل العراقية، من اغتصاب جماعي على يد مجموعة من عناصر "داعش" في قضاء تلعفر شمال غربي العراق.

ما ذكر أعلاه…مقتطف من حقائق صادمة ومروعة عن مصير الفتيات العراقيات الإيزيديات وأطفال المكون، نشرتها "سبوتنيك" من حوار أجرته مراسلتنا في العراق، مع شقيقتين من أصل ست أخوات إيزيديات، خمس منهن اختطفهن تنظيم "داعش" الإرهابي، في أغسطس/ آب 2014، من قضاء سنجار.

ناجية

روت الفتاة الايزيدية "هينا عباس خلف"، تبلغ من العمر 15 عاماً، التي تحررت من نخاسة واستعباد "داعش" لها، في 19 فبراير/شباط الماضي، في حديث لمراسلتنا، عن فضاعات التنظيم بحقها وما حل ببنات ونساء المكون، بعد سبيهن من قبل الدواعش في الثالث من أغسطس/آب عام 2014، من قضاء سنجار والقرى التابعة له في غربي الموصل، مركز نينوى، شمال العراق.

وقالت هينا: "اختطفت على يد تنظيم "داعش" مع شقيقاتي الأربع، من ناحية القحطانية "تابعة لقضاء سنجار الذي يضم غالبية من المكون الايزيدي"، ثم نقلوني إلى الموصل، ومنها إلى سوريا".

توزيع السبايا

على طبق من البشاعة قدمت "هينا" مع باقي المختطفات الايزيديات، على "الدواعش"، في سوق نخاسة استحضره التنظيم الإرهابي، من عصور الجاهلية، في منطقة الشدادي في جنوب محافظة الحسكة في سوريا بمحاذاة الموصل العراقية.

وقعت "هينا"، أثناء منحها هدية من قبل التنظيم، من حصة "داعشي" عراقي الجنسية، كشفت لنا تفاصيله مبينة:

أول داعشي اغتصبني، هو عراقي كردي سوراني، من محافظة السليمانية "التابعة لإقليم كردستان"، كنيته "أبو أيمن" ولا تعرف أسمه الحقيقي.

وتقول هينا، عن زوجة الداعشي — مستعبدها الأول "أبو أيمن": كانت تضربني وتعذبني كثيرا ولا تمنحي الطعام أبدا، تتركني جائعة لأيام كثيرة.

أسعار الاغتصاب

تعرضت للبيع ثلاث مرات، الأولى التي أخبرتك ِ بها وهي مجانا منحت هدية من قبل قيادي "داعشي" يدعى الشدادي وهو سوري الجنسية، إلى "أبو أيمن" الذي لم لا أعرف أسمه الحقيقي — وباعني بدوره إلى عنصر أخر في التنظيم ليبي الجنسية يدعى بكر النحلي بمبلغ قدره 15 ألف دولار أمريكي.

وأكملت هينا، باعني النحلي، بمبلغ 10 آلاف دولار، إلى "داعشي" أخر ليبي أيضا ً، يدعى زكريا — وهما في العشرينيات من عمرهما لم يكنا متزوجين مثل أبو أيمن.

وما بين مستعبديها الثلاث، نقلت "هينا" إلى مناطق سيطرة "داعش" في سوريا، بعد الموصل، إلى الشدادي، والرقة، ودير الزور، والبوكمال، والميادين، وهناك أجبرت على حفظ القرآن وإقامة الصلاة، بعد تجريدها من دينها جبرا تحت الاغتصاب والتعذيب.

التعذيب

الكلمات "الليبية والتونسية، والسورية" التي في لهجتي العربية، من التي علمنا إياها تنظيم "داعش" مع إجباره لنا على حفظ القرآن، والتوحيد، والصلاة، ومن منا ترفض أن تتعلم الدين الإسلامي، كانت تتعرض للتعذيب والضرب المبرح وبالحجر، على يد التنظيم.

وتؤكد هينا، تعرضها للاغتصاب على يد الدواعش الثلاثة الذين ذكرتهم، وإجبارها على ممارسة أفعال فاحشة وضربها بشكل مستمر لو رفضت تلبية ما يجبرونها عليه من فضاعات.

اغتصاب مميت

هناك في معاقل "داعش"، في سوريا تحديدا، عن أحوال الايزيديات المختطفات، أفادت، "هينا" بمقتل فتيات من المكون، بسبب نزف حاد إثر الاغتصاب، والعنف، لاسيما الصغيرات في السن، وذكرت منهن فتاتين توفين إثر حادث سيارة.

— كنت أسمع بمقتلهن ووفاتهن، ولم أكن أعرف أسمائهن لأن تنظيم "داعش" غيرها كلها، ومنحهن أسماء أخرى.

انتحار

كثيرات من الايزيديات، انتهت حياتهن ومتن في سوريا، لا أعرف العدد بالضبط، لكن كنت أسمع بمقتلهن وموتهن، ومنهن صديقتان اقتادهما التنظيم سبيتان من قرية كوجو "جنوب غرب سنجار بنحو 20 كلم"، اختارتا الانتحار سوية برمي نفسيهما للنهر في الرقة السورية، "التي كان يتخذها "داعش" عاصمة لخلافته الدامية".

وعن أماكن دفن الفتيات والنساء الايزيديات اللواتي يقتلهن تنظيم "داعش" وتسبب بإبادتهن في الأراضي السورية، أخبرتنا هينا في ختام حديثها، يتم دفنهن في قبور بمنطقة الميادين "على بعد 45 كيلومترًا من مدينة ديرالزور في الجهة الجنوبية الشرقية منها".

الشقيقات

التقينا بـ"حنيفة عباس خلف"، الأخت الكبرى لهينا، وهي التي اشترت حتى الآن ثلاث من شقيقاتها السبايا من قبضة "داعش"، والمهربين وتجار الرقيق، بمبالغ كبيرة.

لم تعرف هينا عدد سنوات عمرها، عندما سألتها عن سنها، مجيبة عنها أختها حنيفة وهي من مواليد عام 1988، ذات نبرة صوت مبحوح من ألم فراقها شقيقاتها ومأساتهن وما حل بهن من جرم مرير، ووفاة أبيها والمرض الذي ينهش قلب أمها.

الشراء

اشتريت حرية أختي "هينا" ب16 ألف دولار أمريكي، توصلت إليها بصعوبة بالغة، بعد نحو أربع سنوات من الإبادة — منذ الثالث من أب 2014..ما بدأت به حنيفة في البوح عن ألمها..

وتروي حنيفة..

لحظة اللقاء باختي هينا وعناقنا وبكائها، سألتني عن أبي، أين هو:

أجبتها: في سنجار لم أخبرها أنه توفي من القهر.

توفي أبي بعمر 50 سنة، إثر جلطة قلبية أصابته بعدما سمع بتعرض أختي الصغيرة "وضحة" بعمر تسع سنوات لاغتصاب جماعي على يد تنظيم "داعش"، لم يحتمل هول القصة وسقط مضجرا بآلامه — نقلناه إلى مستشفى آزادي في دهوك "التابعة لإقليم كردستان"، وتوفي بعد ساعات قليلة.

وتكمل، بعد إلحاح من أختي هينا التي ظلت تسألني عن أبي وأين هو، أخبرتها بوفاته..

الهرب المروع

وعادت بنا حنيفة إلى ليلة إبادة المكون الايزيدي، على يد "داعش" الإرهابي، قائلة:

يومها تمكنت من الهرب من ناحية القحطانية، وأمامي أعدم تنظيم "داعش" أكثر من 40 شخص من أبناء المكون، وأقتاد شقيقاتي الخمس مع الكثير من النساء والفتيات، سبايا، وهن:

وضحة، وهينا، وزينة، وليلى، وبسي.

اشتريت منهن حتى الآن ثلاث "هينا، وزينة، وليلى"، وبقيت وضحة التي اغتصبت جماعيا على يد دواعش قضاء تلعفر غربي الموصل، وبسي عمرها 20 سنة، لا أعرف مكانهما ولا مصيرها حتى اللحظة، عدا أنني أعرف أنهما في سوريا.

وتأسف حنيفة بحديثها "أنا هربت، لكن أخواتها اختطفن من قبل "داعش"".

الأذى

واستطاعت حنيفة، تحرير أختيها زينة 10 سنوات، وليلى 20 سنة، من قبضة "داعش" أيضا ً مقابل أموال بالدولار، خلال عام 2015، مشيرة إلى تعرض الثانية لضرب كثير على رأسها تسبب بمرض لها وتحتاج إلى إجراء عملية، وهما حاليا تتلقان العلاج النفسي في ألمانيا.

ولم تتعاف زينة بعد في ألمانيا، من الأذى النفسي الذي دمر أحلامها ومزق طفولتها من وحشية "داعش"، إذ بقيت مختطفة لدى الدواعش نحو عام تقريبا حتى تمكنت أختها الكبرى من شرائها.

إجهاض

وخلال حديثها، لفتت حنيفة، إلى أن أختها هينا، أجرت عمليتي إجهاض سريتان داخل مستشفى في سوريا، لجنيين بعمر شهر واحد نتيجة الاغتصاب، وهي قاصر، ناقلة عن شقيقتها إفادتها: "لا أريد إنجاب أي طفل من "داعش"، وذهبت إلى المستشفى عندما ذهب الداعشي الذي يستعبدني إلى العراق للقتال هناك.

وأكدت حنيفة، هناك الكثير من المستشفيات التي لجأت لها المختطفات، في سوريا لإجراء عمليات إجهاض لأطفال من الاستعباد الجنسي في براثن الدواعش الذين كانوا يعاملونهن مثل سوق بيع الأغنام وعرضهن للبيع مقابل أموال يحصل عليها الداعشي المستبعد للفتاة.

تأجير الفتيات

ومن الفضاعات التي كشفتها لنا حنيفة من خلال شهادات شقيقاتها لها، وعبر الفتيات والنساء الايزيديات الأخريات اللواتي يتم تحريرهن وتذهب إليهن للاستفهام عن مصير أخواتها، قيام تنظيم "داعش" بعرض فتيات المكون المختطفات للإيجار — يحصل الداعشي على مختطفة لاغتصابها بالساعات مقابل حفنة من المال على الساعة الواحدة.

حقائق صادمة

حقائق صادمة تعلن لأول مرة، ذكرتها حنيفة لنا، عن وجود مختطفات ايزيديات من اللواتي سباهن تنظيم "داعش"، لدى جهات أخرى تستعبدها في الأراضي السورية، غير الدواعش.

وهذه الجهات هي حسبما عددتها حنيفة بالحرف الواحد، وهي: الجيش السوري الحر، وهو أحد التنظيمات المسلحة التي تقاتل ضد النظام في سوريا، وحزب العمال الكردستاني المعروف بمختصره " PKK".

تفخيخ المختطفات

وتعلن حنيفة أيضاً نقلا ً عن الناجيات، بأن الكثير من المختطفات الايزيديات يتم نقلهن من سوريا، إلى تركيا، من قبل تنظيم "داعش"، والعمال الكردستاني، وهناك يتم اقناعهن وغسل أدمغتهن بعبارات "فجري نفسك ِ وستذهبين إلى الجنة"، بارتداء أحزمة ناسفة وتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية في الأراضي التركية.

وأخبرت هينا، أختها حنيفة، بعدما تم تهريبها بوساطة المهربين من سوريا إلى تركيا ومنها تمكنت الأخيرة من دفع ثمن حريتها بالعملة الصعبة، أنها شهدت هرب الكثير من عناصر "داعش" إلى تركيا، ونقلوا معهم أطفال الايزيدية المختطفين لديهم منذ يوم الإبادة، ونساء وفتيات أيضاً.

وألمحت حنيفة إلى أن الكثير من المختطفات والأطفال الايزيديين، حالين في تركيا عالقين، يرتهنهم تنظيم "داعش"، ومن بين الأطفال هناك طفلة بعمر ست سنوات أختطفها الدواعش، ولا أحد يعرف أسمها وأسم أبويها، وأخوتها، ومن المؤكد تمت إبادتهم على يد التنظيم.

وكررت حنيفة، أن التنظيمات الإرهابية، تهرب الأطفال والنساء والفتيات الايزيديين العراقيين، من سوريا، إلى الأراضي التركية، لتنفيذ عمليات إرهابية فيها، معبرة "لو أن تركيا تعاونت معنا لما حصل ذلك".

وألمحت حنيفة، إلى أن المختطفات الايزيديات، لا يعرفن أن الجهة الخاطفة "داعش"، أو بكه كه، أو الجيش السوري الحر، من هول الرعب وكون السلاح هو العامل المشترك بين هذه الجماعات الإرهابية.

حسرة

في قرية ضمن منطقة سيبه في قضاء عقرة التابع لمحافظة دهوك في إقليم كردستان، تسكن حنيفة حاليا مع أمها التي مرض قلبها بحسرة مؤلمة من فجع ما حل بصغيراتها اللواتي نجحت أكبرهن من الثالث المتوسط إلى المرحلة الإعدادية، والأخريات: "وضحة" نجحت إلى الصف الخامس الابتدائي، وزينة التي بقيت سنة كاملة لدى "داعش"، إلى الصف الثالث الابتدائي.

في ختام اللقاء، قالت لنا الفتاة الايزيدية المكافحة لتحرير شقيقاتها من أعتى تنظيمات الإرهاب: إن كل شقيقاتها تعرضن للاغتصاب على يد تنظيم "داعش" بحجة أنهم أتوا لتطبيق الإسلام، وهذا ليس الإسلام الحقيقي، مطلقة صرخة حملت عبارة "نحن عراقيون، والبنات الايزيديات شرف لكل العراق والعراقيين، لماذا لا تساعدوننا؟ في نداء وجهته إلى الحكومة العراقية.

إحصائية

وحسب الأرقام التي كشفها مدير مديرية الشؤون الإيزيدية في دهوك، عيدان الشيخ كالو، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، في وقت سابق من الأحد، 4 فبراير/شباط الماضي، أن العدد الكلي للناجيات والناجين الإيزيديين الذين اقتادهم تنظيم "داعش" في مطلع أغسطس/آب 2014، سبايا ورهائن، بلغ (3259) شخص بينهم أطفال.

وأضاف كالو، أن عدد الإيزيديات الناجيات، ضمن العدد المذكور، بلغ (2076) فتاة وامرأة، أما الذكور الناجين وصل إلى (1183) شخص.

وبين كالو، أن العدد الكلي للإناث والذكور من المكون الإيزيدي الذين اختطفهم تنظيم "داعش" عند تنفيذه للإبادة بحق المكون عام 2014، بلغ (6417) شخص من بينهم أطفال.

وتابع، أن عدد المختطفات ضمن المجموع الكلي، بلغ (3548) مختطفة، أما المختطفين الذكور، بلغ عددهم (2869) مختطف.

أما عدد المختطفات والمختطفين الإيزيديين القابعين في مخابئ وقبضة "داعش" الإرهابي الذي مازال يتاجر بهن وبهم في أسواق النخاسة التي افتتحها في الأراضي السورية وكذلك في تركيا، بلغ (3158) مختطفة ومختطف.

ونوه مدير مديرية الشؤون الإيزيدية في دهوك، في ختام حديثه، إلى أن الإناث الإيزيديات اللواتي مازلن في قبضة "داعش" حتى الآن ضمن العدد الكلي المذكور، عددهن (1472) مختطفة، أما الذكور الباقين عددهم (1686) مختطف


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا