أمريكا و التنظيمات الإرهابية .. شراكة استراتيجية ..بقلم: أمجد إسماعيل الآغا

الثلاثاء, 20 آذار 2018 الساعة 20:40 | منبر جهينة, منبر السياسة

أمريكا و التنظيمات الإرهابية .. شراكة استراتيجية ..بقلم: أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

إن المتابع للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط و العالم ، يدرك تماما أن الشعارات الأمريكية عن الحرية و حقوق الإنسان ، ما هي إلا ستار تختبئ خلفه لإنشاء تنظيمات إرهابية تساعدها في تمرير سياستها ، و لم يعد خافيا على أحد الدعم المتواصل الذي تقدمه الولايات المتحدة لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة عموماً و في سوريا بشكل خاص ، على الرغم من الشعارات التي تتشدق بها لجهة محاربة الإرهاب .

في تفاصيل الحرب المفروضة على سوريا ، تتكشف الكثير من الحقائق ، و يكاد لا يمر يوم إلا و تظهر العديد من المؤشرات التي تؤكد الدعم الأمريكي للإرهاب ؛ الإرهاب الذي انشأته واشنطن لا سيما داعش ، و التي عملت على تغذيته في سوريا و العراق ليبقى على قيد الحياة حتى هذه اللحظة .

روسيا التي كشفت عن العديد من العمليات التي قامت بها واشنطن بنقل عناصر داعش بطائرات أمريكية خاصة ، حيث أكد السيناتور الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، أن التصرف الأمريكي حول إجلاء قياديي وعناصر تنظيم داعش الإرهابي هو دليل آخر أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى التنظيم عدوًا مباشرًا لها في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة بتصرفاتها أصبحت واضحة من تدعم وإلى جانب من تقاتل، وبالنسبة لها المنافس الأول والوحيد هي روسيا، أما الإرهابيون فهم مجرد أدوات لتنفيذ مخططاتهم ، ولا يقتصر الحديث عن دعم أمريكا لتنظيم داعش الإرهابي على منطقة الشرق الأوسط وحدها ؛ بل يعتقد الكثير من المسؤولين والمحللين الغربيين بأن هذا التنظيم هو في الأصل صناعة أمريكية مئة بالمئة.

العديد من المسؤولين الأمريكيين ومن ضمنهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ، قد أدلوا بتصريحات كثيرة في هذا المجال ، أكدوا من خلالها إن الكثير من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش هي صناعة أمريكية ، كلينتون التي تشير صراحة في كتابها "خيارات صعبة" الصادر باللغة الإنكليزية قبل نحو ثلاث سنوات إلى العلاقة الإيجابية ما بين الإدارة الأمريكية وتنظيم داعش وقالت: إنّ الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس داعش من أجل مخطط تقسيم الشرق الأوسط.

فالحديث الدائم عن دعم أمريكا لداعش ، لا يأتي من فراغ ، فواشنطن اعتادت على عدم استبعاد أيّ طرف من دائرة دعمها المادي والاستخباراتي، طالما كان ذلك يصب في مصلحتها ، و قد سبق و أن تحدث السوريون و العراقيون عن صناعة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية وخاصة داعش والقاعدة ، واستخدامها كوسيلة من أجل تحقيق أهدافها و مصالحها في المنطقة و تعريض أمن الدول والشعوب لمزيد من الاضطرابات والفوضى، لكن أن يتحدث بهذا الأمر محللون وخبراء غربيون وأمريكيون بشكل خاص فالأمر هنا يختلف تماماً.

ومن بين الخبراء والمحللين الغربيين الذين تحدثوا عن دعم أمريكا لداعش يمكن الإشارة إلى رئيس معهد " ران بال" الأمريكي للسلام "دانيال ماك آدامز " الذي قال في إحدى حواراته بأن أمريكا قد دعمت داعش تكتيكياً ولوجستياً لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لاسيّما في سوريا لتنفيذ هدفها الرامي إلى تغيير النظام والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

و عليه لا بد من القول صراحة ، أن واشنطن لم تكن يوما في صفوف الدول التي تحارب الإرهاب ، بل على العكس تماما ، واشنطن و بمساعدة الرياض كانت و لا زالت تقدم أشكل الدعم كافة للتنظيمات الإرهابية ، و تعمل باستمرار على تقويتها و تغذيتها بالمال و السلاح ، و احتضان هذه التنظيمات في بقع جغرافية و برعاية و حماية أمريكية ، لاستمرار مبررات التدخل في شؤون دول المنطقة ، و كل هذا تحت شعار محاربة الإرهاب .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا