متى ينعتق الفنان أحمد أبو زينة من تكراراته اللونية؟

شارك |

جهينة نيوز

يتابع الفنان أحمد أبو زينة اشتغالاته اللونية في معرضه المقام حالياً في المركز الوطني للفنون البصرية، فما زالت ألوانه هي من يقوده لإكمال اللوحة، فهو كما كان دائماً يبدأ عمله التشكيلي من دون فكرة مسبقة، ولا مخططات محددة، بل مجرد ترك ذاته أمام الألوان لتقوده وفق هواها، ووفق حدوساته اللونية الخلابة يجمع المتناقضات، ويولِّف بينها، بحيث تبدو تجاوراتها خلّابة للناظر، ومع أن جاذبية لوحاته الكبيرة قوية، إلا أن التمعن والتعمق بأعماله يجعلنا نتساءل عن السبب في تكرار التقنية ذاتها، والاكتفاء باللون بعيداً عن الفكرة، وإلى متى سيبقى اللون هي فكرة هذا الفنان الوحيدة التي يشتغل عليها على طول سيرته التشكيلية؟ أما آن الأوان لشقّ طريق تشكيلي مُغاير عما عمل عليه سابقاً؟ أم أن الركون إلى مفرداته ذاتها من التكوينات البسيطة والمُخططات الأشبه بالخرائط العمرانية بعيداً عن الحوار الحقيقي اللازم مع اللوحة بغية الانعتاق من تكراراته، والأسلوبية ذاتها.

كلمة رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية الأستاذ غياث الأخرس تضمنت تساؤلات أخرى على «أبو زينة»أخذها بالحسبان، فلا استمرارية حقيقية وتطور للوحة أي فنان من دون الإجابة عليها إذ كتب الأخرس «اللون.. هذا العنصر الصعب، الخط، الغرافيك، التكوين، وخصوصية العمل الفني، كل هذه المفردات، كيف لها أن تتعايش مع بعضها لتصبح عملاً فنياً حاملاً لمشروع تشكيلي بحثي، بأحاسيسه وعمارته وجماليته المتحركة من عمل إلى آخر!.

هل الفنان مقيدٌ بأفكارٍ تشكيلية وألوانٍ ومفردات ثابتة؟ أم عليها أن تتحرك وتتنوع بتنوع تكويناتها وعمارتها لتعطي بشكل أكثر عُمقاً مدلولها الفني المعاش بتعدد اللوحات؟.

هل التكوين مرتبط بمفردات هي نفسها دائماً، أم أن المعاناة والقلق يفرضان التمسك بكل ذلك وفي كل لحظة من عمل جديد.

هل التقانة التطبيقية ألغت رعشة الريشة بتنوع الموضوع والتكوين؟ وبتغييره وتنوعه هل يفقده شخصيته الفنية وأسلوب لوحته المعروف؟ أم أن المعاناة والهم اللذين يسكنان الفنان أبعد وأقوى من ذلك يتطلب قفزة أُخرى ؟

هل أصبح الفن التشكيلي فنٌ تطبيقي بسلاسة تريح الفنان للإنتاج الغزير؟».

يستمر المعرض حتى نهاية الشهر المقبل ويتزامن مع معرض مميز للفنان كريستين جبران بعنوان «Journey sketchbook.. رحلة كراس الرسم».